الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة البيان الأول لثورة 23 يوليو.. قرأه السادات وأجّل إعلان الثورة 60 دقيقة

جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر

تحل اليوم ذكرى ثورة 23 يوليو التي رسمت مستقبلا جديدا للدولة المصرية وتحولها من الملكية إلى الجمهورية، وتمكن الضباط الاحرار من وضع حجر الاساس لدولة قائمة على العدل والمساواة. 


في مثل هذا اليوم عام 1952، ألقى الرئيس الراحل محمد أنور السادات، البيان الاول لثورة 23 يوليو، وكانت الجموع الغفيرة من الشعب المصري تلقي بآذانها بالقرب من المذياع لسماع الكلمات التي ستغير مجرى تاريخ مصر لمئات السنين. 


خلال السطور التالية نستعرض كواليس البيان الأول لثورة 23 يوليو، من كتب البيان ومن القاه على مسامع الجموع الغفيرة من أبناء الشعب المصري.


لعلك خلال السنوات الماضية سمعت اسم اللواء أركان حرب جمال حماد، المعروف باسم كاتب البيان الاول للثورة، في ظل معلومات شحيحة واستحضار قليل في الإعلام.


ولد جمال حماد في عام 1921، وتخرج في الكلية الحربية في 1939، ولما كانت مصر والسودان وحدة واحدة، كان السودان الشقيق هو موقع انطلاق "جمال" في العمل العسكري واستمر هناك لفترة ومن ثم انتقل إلى الخدمة في منطقة القناة ومنها إلى الإسكندرية. 


لم يكن وصول البيان الاول للثورة ممهدا بالورود، كان الضباط الأحرار حركة متمردة وكل من انضم إليها وضع رأسه بين كفيه، في تمام الساعة السابعة والربع صباحًا يوم 23 يوليو وصل محمد أنور السادات إلى استديوهات الإذاعة، وأبلغ المذيع فهمي عمر المسئول عن الفترة الصباحية بعمل بعض التغييرات في برنامج الإذاعة.


قبل إلقاء البيان الأول تمت إذاعة مارش عسكري وفي الخلف كان يتدرب "السادات" على الإلقاء، إلا أنه تم إبلاغهم بانقطاع الارسال بشكل متعمد! 


وبعد مرور نحو 40 دقيقة عاد البث المباشر مرة ثانية إلى الإذاعة، فأراد السادات ان يلقي البيان بشيء من السرعة إلا أن المذيع فهمي عمر طالبه بالانتظار لحين الانتهاء من قراءة القرآن الكريم ومن ثم الحديث الديني كعادة الإذاعة، إلا أن السادات رفض الانصياع لرغبته. 


وعند انتهاء فقرة القرآن الكريم انقطع الإرسال مرة أخرى ما أثار غضب "السادات" إلا ان الأمر لم يطل هذه المرة إذ عاد مرة أخرى في غضون عشر دقائق ليلقي الرئيس الراحل البيان الاول لثورة 23 يوليو.