الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيد مندور يكتب: الأضحية فى زمن الفيسبوك

سيد مندور
سيد مندور

كثير من الناس فى هذه الأيام ينشرون صور أضاحيهم، عجولهم وخرفانهم، على صفحاتهم بوسائل التواصل الإجتماعي فتعجبت من ذلك، وما المقصد؟ وما هى العلة من ذلك؟ هل هو التباهي والتفاخر بين الناس؟ وهل هناك مسابقة لأفضل أضحية؟ وهل يقصدون بأن هذا العمل خالصا من أجل الناس، وتذكرت قول الحق سبحانه وتعالى .. " لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ "( الحج 37 ) .

نريد أن نبين هنا، ماهى الأضحية وفضلها والحكمة منها، كما بين ذلك الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه. فقد ورد في الصحيح : " إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"، وما جاء في الحديث : "إن الصدقة تقع في يد الرحمن قبل أن تقع في يد السائل، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض " رواه ابن ماجه.

وهناك كثير من آيات القرآن الكريم توضح مزيد من الشرح، مثل قوله: ( كذلك سخرها لكم ) أي: من أجل ذلك سخر لكم البدن، ( لتكبروا الله على ما هداكم ) أي : لتعظموه كما هداكم لدينه وشرعه وما يحبه وما يرضاه  ونهاكم عن فعل ما يكرهه ويأباه. وقوله: ( وبشر المحسنين ) أي: وبشر ياحبيبى يا محمد المحسنين، أي : في عملهم والمخلصين لله رب العالمين. 

وكثير من يسألون عن حكم الأضحية في الإسلام، وفي هذا قال الإمام الشافعي والإمام أحمد: هي مستحبة لما جاء في الحديث : " ليس في المال حق سوى الزكاة " وقد تقدم روي أن الرسول عليه الصلاة والسلام ضحى عن أمته فأسقط ذلك وجوبها عنهم.

وقال بعض العلماء إن الأضحية سنة كفاية، إذا قام بها واحد من أهل دار أو محلة سقطت عن الباقين لأن المقصود إظهار الشعائر. فالأُضحية شعيرةٌ من شعائر الله سبحانه وتعالى حيث قال: ( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ )،  كما أنّ النبيّ الكريم صلوات الله عليه حرص على الأُضحية وحثّ عليها المسلمين.

وقد أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن البراء بن عازب رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (مَن ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فإنَّما يَذْبَحُ لِنَفْسِهِ ومَن ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وأَصَابَ سُنَّةَ المُسْلِمِينَ)، فالتقرُّب إلى الله تعالى بالأُضحية من أعظم العبادات والطاعات ومن أجل ذلك  قَرْنها الحق سبحانه بالصلاة في عدّة مواضع بيانًا لمنزلتها ومكانتها الجليلة فقال تعالى : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) .

ومن فضائل الأضحية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للسيدة فاطمة رضي الله عنها: (قومي إلى أضحيتك فاشهديها، فإنه يغفر لك عند أول قطرة من دمها كل ذنب عملتيه). ومنه ما رواه الإمام أحمد وابن ماجه عن زيد بن أرقم قال: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ما هذه الأضاحي؟  فقال: (سنة أبيكم إبراهيم عليه الصلاة والسلام)، قالوا: فما لنا فيها يا رسول الله؟ قال: (بكل شعرة حسنة) قالوا: فالصّوف يا رسول الله؟ قال: (بكل شعرة من الصوف حسنة).

والحديث عن فضل الأضحية يطول، فهل أنتم ترجون الخيرات من المنعم المتعال أم تريدون كثرة الإعجاب والمشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي؟ هدانا الله جميعا إلى رحمته ومغفرته وقبول الأعمال.