الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم النوم على البطن.. الإفتاء تصحح اعتقادا خاطئا

حكم النوم على البطن..
حكم النوم على البطن.. الإفتاء تصحح اعتقادا خاطئا


«حكم النوم على البطن» سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية، عبر فيديو مسجل على قناتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب».

وقال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن النوم على البطن مكروه، وليس حرامًا كما يشاع عند البعض، موضحًا: « النهي في الحديث الوارد عن النبي - صلى الله عليه وسلم- للكراهة؛ لمن يفعل ذلك من غير عذر، أما من يفعل ذلك بعذر؛ لا كراهة عليه في هذه الحالة».

واستشهد أمين الفتوى بما روى عن أبي هريرة - رضى الله عنه- أنه قال: « رَأَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلًا مُضْطَجِعًا عَلَى بَطْنِهِ فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ لَا يُحِبُّهَا اللَّهُ»، (سنن الترمذي، ومسند الإمام أحمد وغيرهما». 


وأضاف الشيخ أحمد وسام، في وقت سابق، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن النوم على البطن، لأنه يضر بالجسد.

واستدل «وسام»  ردًا على سؤال: «ما حكم النوم على البطن؟» أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ»، رواه البخاري.

وأكد أمين الفتوى أن النهى فى الحديث السابق ليس على التحريم، وإنما على سبيل الكراهة، أما من لديه عذر بسبب مرض فيباح له النوم على البطن دون كراهة.


وسياق متصل، نبهت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن الفقهاء كرهوا النوم على البطن؛ مستشهدين بما رُوي عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ يُبْغِضُهَا اللهُ».

وأفادت شاهين فى تصريح لـ«صدى البلد»، أن بعض البحوث الطبية تشير إلى أن النوم على البطن له أضرار صحية على الكلى والجهاز التنفسي، مضيفة أن هذا في حق من يتعمَّد هذه النومة لغير سبب.

وأبانت أستاذ العقيدة، أن النائم غير مؤاخذ على هيئة نومه؛ لأن التكليف مرفوع عن النائم حتى يستيقظ، كما أن المريض إذا احتاج إلى هذه النومة فلا حرج عليه في ذلك؛ إذ إن الضرورات تُبيح المحظورات.


وفي ذات السياق، أشار الدكتور إبراهيم رضا، من علماء الأزهر الشريف، إلى أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد الخلود إلى النوم كان يتوضأ وضوءه للصلاة ثم يقول دعاءه: «اللهم بك وضعت جنبي وبك أرفعه فإذا أمسكت روحي فارحمها وإذا أرسلتها فاحفظها بحفظك».

وأضاف خلال برنامج "فتاوى" المذاع على فضائية "الحياة" أثناء الإجابة عن سؤال سيدة تقول: " أختي لا تنام إلا على بطنها فهل هذا الوضع حرام أم حلال؟"، أنه علينا اتباع سُنة النبي -صلى الله عليه وسلم- في النوم على وضوء ثم نردد الأذكار وننام على الشق الأيمن فإذا ما نام الإنسان فله أن ينام على أي وضع يحبه بعد ذلك لأنه بعد ذلك لا يشعر بما يفعله.

يُذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ينام على الفراش تارة ، وعلى على الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة بين رماله، وتارة على كساء أسود.

و قال عباد بن تميم عن عمه: « رأيت رسول الله مستلقيًا في المسجد واضعًا إحدى رجليه على الأخرى» رواه البخاري(475) ومسلم (2100) .

وكان فراشه - صلى الله عليه وسلم- أَدَمًا حشوُه ليف ، وكان له مِسْحٌ ينام عليه يُثنى بثَنيتين، والمقصود أنه نام على الفراش وتغطى باللحاف ، وقال لنسائه : " ما أتاني جبريل وأنا في لحاف امرأة منكن غير عائشة " . رواه البخاري، وكانت وسادته أَدَمًا حشوها ليف.

وروى الإمام البخاري أنه -صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه للنوم قال : " اللهم باسمك أحيا وأموت "، وكان يجمع كفيه ثم ينفث فيهما، وكان يقرأ فيهما قل هو الله أحد و قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات .

ومما ورد عنه أنه -عليه الصلاة والسلام- كان ينام على شقة الأيمن ويضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ثم يقول : " اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك وكان يقول إذا أوى إلى فراشه : " الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي "، ذكره الإمام مسلم.


وذكر الإمام مسلم أيضًا أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه : " اللهم رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر " رواه مسلم (2713) .

وكان إذا انتبه من نومه قال : "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور "، رواه البخاري، ثم يتسوك وربما قرأ العشر الآيات من آخر آل عمران من قوله تعالى : إن في خلق السماوات والأرض .. إلى آخرها (آل عمران 190 - 200)

وقال : " اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد حق والساعة حق ، اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت " رواه البخاري .
 
وورد أنه صلى الله عليه وسلم، كان ينام أول الليل ويقوم آخره ، وكان تنام عيناه ولا ينام قلبه، وكان إذا نام لم يوقظوه حتى يكون هو الذي يستيقظ .

وقال الإمام الترمذي: كان إذا عرس بليل ( أي إذا توقف للاستراحة في السفر) اضطجع على شقه الأيمن ، وإذا عرس قُبيل الصبح نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه، فكان نومه - عليه الصلاة والسلام- أعدل النوم وهو أنفع ما يكون من النوم