الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عايزة أنتحر من كثرة المشاكل والضغوط العصبية.. شاهد رد دار الإفتاء

حكم الانتحار
حكم الانتحار

" عايزة انتحر من كثرة المشاكل والضغوط العصبية والاجتماعية ، فهل ربنا هيسامحني " ؟ سؤال ورد الى دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية بالفيسبوك  .

رد الشيخ أحمد ممدوح امين الفتوى بدار الإفتاء متسائلا: لماذا كل هذا الاستسلام والضعف والإحباط ، فإذا كان لديك مشاكل وضغوط كثيرة فكل مشكلة ولها حل والدنيا والحياة لا تقف عند مشكلة او مجموعة من المشكلات .

وأضاف أمين الفتوى: الهروب من الألم القصير إلى الألم البعيد ليس حلا فما اسها ان تنتحري وترتاحي ولكن ينتظرك ألم طويل وبعيد ، فالمنتحر عذابه شديد عن الله عز وجل وكما جاء بالحديث الشريف : " من قتل نفسه بشيئ يظل يقتل نفسه به الى أن يشاء الله " ، فالمنتحر مخلد في النار .
اقرأ أيضًا: 

وتابع أمين الفتوى : لا تيأسي من روح الله فهو العفو الغفور، فقط الجأي اليه بالدعاء وسيذهب كل همومك واوجاعك وستجدي حلولا لمشاكلك واصبري ان الله مع الصابرين ، واعلمي ان لحظة واحدة في نار جهنم تهون أمامه كل هموم وأوجاع الدنيا التي لا تساوي شيئا . 

واستطرد : أنصحك بالمواظبة على ذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، واعرضي نفسك على طبيب نفسي فقد يعطيك بعض الادوية العلاجية التي تعدل من نفسك ، ولا تستسلمي لخواطر الشيطان فتخسري دينك ودنياكي . 

ن دار الإفتاء المصرية أكدت أن ‏الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين.


وشددت دار الإفتاء، على أن الانتحار حرامٌ شرعًا؛ لما ثبت في كتاب الله، وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإجماع المسلمين؛ قال الله تعالى: «وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا» (النساء: 29)، وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» متفق عليه.

وأفادت بأن المنتحر واقع في كبيرة من عظائم الذنوب، إلا أنه لا يخرج بذلك عن الملَّة، بل يظل على إسلامه، ويصلَّى على المنتحر ويغسَّل ويكفَّن ويدفن في مقابر المسلمين؛ قال شمس الدين الرملي في "نهاية المحتاج" (2/ 441): [(وغسله) أي الميت «وتكفينه والصلاة عليه» وحمله «ودفنه فروض كفاية» إجماعًا؛ للأمر به في الأخبار الصحيحة، سواء في ذلك قاتلُ نفسِهِ وغيرُه].

ورفضت دار الإفتاء المصرية، الانتحار أيًا كان موضوعه، فلا يجوز الانتحار لتوقي الشرور، كالاغتصاب والتعذيب، فالمسلم مأمور بالصبر على البلاء، ومقاومة الظلم.

وفصلت: «لأنه لا يجوز للفتاة أن تنتحر خوفًا من أن تغتصب، وعليها مقاومة الغاصب حتى لو وصل الأمر إلى قتله، وإن قتلها هو فهي شهيدة؛ لموتها وهي تدافع عن عرضها، وكذلك غيرها -ممن يتعرض للمهانة والتعذيب- له مقاومة التعذيب والمهانة، ولكن لا يجوز لهؤلاء الانتحار بدعوى أن الانتحار أشرف له من قبول الأسر والتعذيب».

وألمحت إلى أن المسلم مأمور بالصبر على البلاء، ومقاومة الظلم قدر استطاعته، وغير مأمور بالانتحار وقتل النفس خروجًا من البلاء أو هروبًا من المشاكل.

وأشارت دار الإفتاء إلى أن الانتحار يتم بطريقتين، أولهما « طريق الإيجاب» وثانيهما « طريق السلب»، موضحة أن الانتحار بطريق الإيجاب يعني إزهاق النفس بالفعل، كاستعمال السيف أو الرمح أو البندقية، أو أكل السم، أو إلقاء نفسه من شاهق، أو في النار ليحترق، أو في الماء ليغرق، وغير ذلك من الوسائل، فهو انتحار بطريق الإيجاب.

وأردفت: أما الانتحار بطريق السلب فهو إزهاق النفس بالترك، كالامتناع من الأكل والشرب، وترك علاج الجرح الموثوق ببرئه، أو عدم الحركة في الماء، أو في النار أو عدم التخلص من السبع الذي يمكن النجاة منه، فهو انتحار بطريق السلب.