الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بسماره وجدعنته.. "ميسرة مقلد" أيد فتى مصري تساعد النمساويين

صدى البلد

عمود مصري متين رست قواعده في أعماق فيينا، منزل كل ما فيه يعبر عن مصريته بعاداتها وتقاليدها وخصال أهلها من طيبة وجدعنة وكرم وحب الخير، تركة حملها "محمود مقلد" من بلده بالصعيد إلى العاصمة النمساوية منذ 26 عامًا ليورثها لأبنائه الذين نشأوا بعيدا عن أحضان الوطن.

ليكن نصيب "ميسرة مقلد" من التركة المصرية قدر عالي من الجدعنة والشهامة، بروزها الطفل ذو الـ 15 عامًا في إطار مساعدات لكبار السن من جيرانه النمساويين وغيرهم، في عز أزمة كورونا. 

"كنت خارج من المدرسة مع اصدقائي فخطر على بالي فكرة إن أساعد الناس الكبار في السن وسط انتشار فيروس كورونا لإنهم غير قادرين على الخروج في هذه الفترة "كانت تلك هي أساس الفكرة بلسان مصري مكسر وضحها "ميسرة" في حديثه لـ"صدى البلد". 

انطلقت فكرته من حيز التفكير إلى التنفيذ في أقل من ثانية، مقدمًا على مساعدة كبار السن بكل سعادة:" المساعدة هي عبارة عن إن اشتري احتياجاتهم من أي مكان أوصله حتى باب البيت وأعقمها كويس".

غير قاصد جاه أو مال ولكن صيت الطفل المصري دار في أنحاء العاصمة النمساوية والمدن المجاورة عابرًا للقارة الأوروبية بأكملها،:"لم يخطر على بالي إن الفكرة تلقى هذا الانتشار الواسع في وقت قصير، حتى خارج النمسا".

"ملاك من السماء" هكذا لقبوه عجائز النمسا، تقديرًا منهم لمجهود الفتى الصغير الذي يبدأ في التوصيل منذ الـ 10 صباحًا وحتى 7 مساءًا، دون الحصول على مقابل مادي إطلاقًا، مستغلًا الإجازة الدراسية بسبب الجائحة.

كان ومازال  "ميسرة "المغناطيس الذي يجذب إلى دائرته عشرات المشاركين إلى نشاطه" كان كل يوم الدائرة بتكبر وعملنا جروب على الواتساب ووزعنا المناطق والمدن على 15 شخص مساعد".


لم يضع" ميسرة" للخوف اعتبار في تلك المهمة من فيروس كورونا:" كنت اتوكل على الله واطهر ايدي باستمرار"، وقال والد "ميسرة" السيد "محمود مقلد" الذي اتخذ النمسا مكانًا لعمله وحياته منذ 26 عامًا:" كنت بخاف عليه لكن احترمت قراره في إن عايز يساعد غيره، فتوكلنا على الله وبدعيله". 

هذه الخطوة ليست الحجر الوحيد في جدارالجدعنة للفتى المصري، فيحكي الاب بفخر عن أبنه قائلًا:" هو بدأ من زمان وبيشارك في الأنشطة المختلفة وشارك في مظاهرات تغيير المناخ". 

"مؤمن بإن في حاجات وناس أهم من شخصي واحتياجاتها ومحتاجين مساعدتي" كان هذا هو المحرك الأساسي الذي يدفع ميسرة لإنجاز أي  عمل خيري أو غيره، حتى أصبح بهذا الإيمان أصغر رئيس لجنة بالاتحاد العالمي للمواطن المصري، وتقدم إليه السفير المصري بالنمسا "عمر عامر" بالشكر على مجهوداته.