الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر تنهض ليس آخرها.. حكايات تماثيل تحولت لمسوخ مشوهة

تمثال مصر تتنهض
تمثال مصر تتنهض

حرص المصريون على مر العصور على تخليد رموزهم بصناعة منحوتات لهم تزين الشوارع والميادين على قدر عال من الجمال والإبداع والحرفية الشديدة التي تميز بها الفنان المصرى على مر العصور، حتى أن ميادين وشوارع "المحروسة" أصبحت رمزا للجمال باحتضانها لأعمال أهم الفنانين المصريون من منحوتات تتزين بها أوساط الميادين تشع بقيم الثقافة والجمال والإبداع الا ان هذا الإبداع تعرض لسقطات تجسدت فى منحوتات أصبحت مسارا  للسخرية والتى كان آخرها تمثال مصر تنهض الذى اجتاحت عبارات السخرية منه مواقع التوصل الاجتماعى. 

وسادت حالة من الجدل الممزوج بالتهكم  أوساط السوشيال ميديا بعد ظهور الصور الاولى لتمثال "مصر تنهض" للنحات أحمد عبد الكريم من داخل مجمع كنوز الجلالة بالعين السخنة، المنحوت من رخام "جلالة صوفيا"، الذى يجسد تمثالا لسيدة معوجة الرأس وتنظر نظرة غير مفهومة رافعة رأسها لأعلى بطريقة أثارت سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي تعريجا على ان هذا ليس فنا أو حتى إبداعا يمكن أن يتم النظر إليه أو يمكن ان يمثل النهضة المصرية أو يتم مقارنته بأى حال من الاحوال بتمثال نهضة مصر للنحات الكبير محمود مختار.

نال النحات  أحمد عبد الكريم صاحب التمثال القسط الاكبر من السخرية بسبب عدم اقتناع عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعى بأن هذا يمكن حتى ان نطلق عليه أنه ينتمى لأى نوع من الفنون، ولم يتوقف الامر عند حد السخرية فقط من قبل بعض رواد التواصل الإجتماعى إلا أن عددا ليس بالقليل من الفنانين التشكيليين والكتاب الصحفيين والإعلاميين انخرطوا فى هجوم حاد على صاحب التمثال بحجة أنه يفتقر للحد الأدنى من الفن أو الذوق، كما أن هذا العمل لا يتناسب تماما مع توصيف صورة ذهنية للنهضة المصرية.

يستعرض "صدى البلد" فى سياق التقرير التالى أبرز حالات الإهمال والتشويه للتماثيل.

مثال نفرتيتي بمحافظة المنيا
قصة التمثال المشوه للملكة نفرتيتي الذى نحته مبيض محارة، ليتم وضعه في إحدى قاعات الأفراح، ولكن تم رفضه أن يوضع بالقاعة، وبقى "المبيض" أمامها لعدة أيام إلى أن أخذه مسئولو حي الجنوب بالوحدة المحلية بسمالوط، وقالوا له: "سوف نأخذه ونلونه ونضعه في مدخل المدينة".

وقرر محافظ المنيا الأسبق اللواء صلاح الدين زيادة، إحالة جميع المسؤولين الفنيين بالوحدة المحلية لمركز ومدينة سمالوط للتحقيق، لقيامهم بإخراج تمثال الملكة "نفرتيتي" بشكل مشوه ووضعه بمدخل المدينة دون الرجوع لمتخصصين.

وتم إزالته بالفعل، ووضع تمثال آخر بعد ستة شهور من موجة سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وقام الأستاذ بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا الدكتور جمال صدقي بنحت تمثال أخر مكان المشوه.

تمثال عروس البحر فى سفاجا
سادت حالة من الغضب مدينة سفاجا عقب افتتاح ميدان العروسة عقب الانتهاء من تطويره، وانتقد عدد كبير من أهالي المدينة شكل التمثال المتواجد بميدان "العروسة"، واصفين إياه بأنه يمثل الراقصات في مصر وليس عروس البحر.

تمثال اللاعب الرياضى "الملك قطونيل" على طريق القاهرة - الإسماعيلية  
تم بناء تمثال اللاعب الرياضي أمام مدرسة رياضية عسكرية وصالة رياضية مغطاة بطريق الإسماعيلية القاهرة الصحراوي، وذلك ليكون رمزا لبناء الجسم السليم.

ووضع مجسم لاعب كمال الأجسام قبل عشرة أعوام تقريبًا بلون برونزي خالص، وصمم تأثرًا بالمدرسة الكلاسيكية التي تهتم بأبعاد ونسب الجسم البشرى مثل التماثيل التاريخية المعروفة في الحضارة الرومانية، ولكن عمليات الصيانة المتتابعة بدلت لونه ثلاث مرات على الأقل طوال العشر سنوات ليتحول إلى شكله الحالي.

وعلق مستخدمو "فيس بوك" على التمثال قائلين: "الملك قطونيل السادس عشر، تمثال ما في مدينة الإسماعيلية والتمثال زي ما كلنا شايفين بيعبر عن سطوة الإله القديم قطو..نيل"، كما عبر أحدهم عن مدى قبح التمثال، موضحًا أنه ليس نحات من قام بصنع التمثال ولكنه "سباك".

كما شرح أحدهم قصة التمثال قائلًا أن التمثال يعود إلى 15 عامًا، وكان لونه برونزي ونظيف، ولكن مع مرور الوقت تغير لونه، والذي قام بدهنه شوهه بهذا الشكل.

تمثال عباس العقاد «أحمد التباع»
في نوفمبر من عام 2015 أزاح اللواء مصطفى يسري محافظ أسوان آنذاك الستار عن تمثال للكاتب الراحل عباس العقاد أثار موجة كبيرة من السخرية والغضب في الآن نفسه، حيث ظهر التمثال ملونًا بلون أصفر فاقع، ما جعله شبيهًا بإحدى الشخصيات الهزلية التي عرفت على مواقع التواصل الاجتماعي وهي شخصية "أحمد التباع"، والتي سارع رواد هذه المواقع بنسبة التمثال إليها.

تمثال أحمد عرابي "الرجل الأخضر"
لقي تمثال أحمد عرابي موجة كبيرة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتداول النشطاء صور التمثال؛ بعدما تم تشويهه بشكل يدعو للضحك، إذ تم طلاؤه باللون الأخضر وقدميه باللون الأسود والطربوش باللون الأحمر، وممسكا بيده راية صغيرة، وتم طلاء الحصان الذي يمتطيه باللون الأبيض، وبدا التمثال ضئيلا وصغيرا.

وفقد تمثال «عرابي» الذي يرمز للعزة والكرامة جماله، والذي يوجد في مسقط رأسه بقرية رزنة بالزقازيق، ليتحول إلى الرجل الأخضر، وكلف رئيس المدينة بإعادة التمثال لشكله الأصلي ودهانه مرة أخرى باللون الأسود وتلوين القاعدة بأعلام علم مصر والحصان باللون الأبيض.

تمثال أم كلثوم "كوكتيل ألوان"
أما تمثال أم كلثوم الكائن بمنطقة أبو الفدا بالزمالك فقد طالته يد التشويه، حيث قامت وزارة الآثار بترميمه لتتحول كوكب الشرق إلى سمراء الوجه، وترتدي فستانا أخضر اللون، وبيدها منديل أخضر، ما أثار موجة من السخرية بين أهالي الزمالك ورواد السوشيال ميديا .

الخديو إسماعيل
طالت يد التشويه تمثال الخديوي إسماعيل، الكائن بمحافظة الإسماعيلية في تقاطع شارع الثلاثيني ومحمد علي ومدخل طريق البلاجات، الذى كان مصنوعا من الجرانيت وتم طلائه باللونين الأبيض والأسود، لتتغير معالمه بالكامل، ويصل طوله لنحو 7 أمتار ويرتفع مترين عن الأرض.

وقامت وزارة الثقافة بتشكيل لجنة لمعاينة أسباب تشوهه، وتمت استعادة الشكل الأصلي للتمثال بالتعاون بين قطاعي الفنون التشكيلية والجهاز القومي للتنسيق الحضاري .