كنت في مجلس شيخي يوما فسألته عن ما أقرب ما يقرب العبد إلى الله تعالى..فقال..الالتزامبما افترضهالله تعالى من العبادات والأمر والنهي وإقامة الحدود لقوله تعالى في الحديث القدسي.. وما تقرب إلي عبدي بشئ أحب إلي مما افترضتهعليه...هذا ومن أراد أن يرتقي من منزلة المحب إلى منزلة المحبوب ومن منزلة الطالب إلى منزلةالمطلوب. ومن منزلة المريد إلى منزلة المراد ويكونمحبوبا مقربا من الله تعالىفعليه بالالتزامبأعمال وعبادات النوافل وهي ما زاد عن ما افترضهالله عز وجل لقوله سبحانه.. (ولا زال يتقرب إلي عبدي بالنوافل حتى أحبه .فإن أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي عليها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذبي لأعيذنه .).قلت..شيخي هنا يصبح العبد عبدا ربانيا ولله وليا..قال..نعم يكن عبدا ربانيا أي متصف بصفات الله تعالى ..قلت سيدي ..كيف ذلك..قال..معلوم أن إقبال العبد على الله تعالى له مظاهر متعددة من خلال استقامتهوالتزامهبالأمر والنهي وإقامته لحدود الله تعالى واجتهادهفي ذكره عز وجل وطاعته وفي الأعمال الطيبة المرضية المقربة إليه تعالى من الكرم والجود وإطعام الطعام وجبر الخاطر والإصلاح بين الناس وحثهم على طاعة الله عز وجل وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وصبره على البلاء وشكره على النعماء ورضاهبالقضاء وإخلاص وجهته لله تعالى ..هذه هي مظاهر إقبال العبد على الله تعالى ..هنا يقابل العبد بإقبال الله تعالى عليه ولقد أشار الله عز وجل إلى ذلك في الحديث القدسي حيث قال سبحانه...من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا .ومن تقرب إلي ذراعا تقربتإليه باعا. ومن أتانييمشي أتيتههرولة..هذا وإقبال الله على العبد يعني تجليات من الله وإفاضات على قلب العبد بأنوار أسمائهوصفاته فيمنح العبد على أثر هذا التجلي أنوار وعلوم ومعارف وأسرار ويتبدل على أثر هذا التجلي وصف العبد الأدنى بوصفه تعالى الأجل الأسمى فيكن عند ذلك عبدا ربانيا كما جاء في الحديث القدسي..إذا أطاعني عبدي جعلته عبدا ربانيا يقل للشئ كن فيكون ..هنا إستوقفت شيخي وسألته.. سيدي هل هذا الفضل والعطاء هبة ومنحة إلهية أم هو إكتساب ومجاهدة . أي يأتي على أثر همة العبد وبذله للمجهود عملا بقوله تعالى..والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا .. فقال..العطاء الإلهي له وجهين .. عطاء وهبي يمنح بمحض الفضل الإلهى..وعطاء كسبي الأصلفيه توفيق الله تعالى للعبد لقوله سبحانه..وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم..وكلاهما من محض فضل الله تعالى على العبد وهذا الفضل والاختصاصيأتي على أثر نظر الحق عز وجل للعبد بعين العناية الإلهية ثم إمداده تعالى للعبد بإمدادات أنوار الهداية..يقول الله تعالى..الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور.. ثم بعد ذلك يقام العبد في مراتب أهل الولاية ويتولاه الله تعالى بولايته ..يقول تعالى ..وهو يتولى الصالحين ..عند ذلك لا خوف عليه ولا حزن وتزف الملائكة له البشارات من الله عز وجل..يقول تعالى ..ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم... ويقول سبحانه..إن الذين قالوا رينا الله ثم استقامواتتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكمفي الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ..هنا توقف الشيخ وقال باب كل فضل وعطاء هو الاستقامةوتقوى الله عز وجل.
رمضان البيه يكتب: سألت شيخي فقال (10)
