الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: باستخدام كلمتين تجاوز كثير من المتصدرين العلم فيما لا يعنيهم

الدكتور على جمعة،
الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن المعاني السامية التي أحاطت بقول العلماء (الله أعلم) قد تجاوزها كثير من المتصدرين بغير علم فيما لا يعنيهم، والذين نصحهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (من حسن إسلام المرء تركه ملا يعنيه)، [أحمد ومالك في الموطأ، وابن حبان في صحيحه].


وأضاف «جمعة»، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك»، أنك ترى هؤلاء يتصدرون لكل أنواع المعرفة من غير علم، ويظنون أنهم إذا أنهوا كلامهم بقولهم (والله أعلم) قد نجاهم ذلك من المسئولية، ومن الحساب أمام الله، والأمر ليس كذلك، بل إن الله -سبحانه وتعالى- أرشدنا إلى مسئولية الكلمة، وإلى أهميتها، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- (المستشار مؤتمن)، [الترمذي والدارمي]، وقال أيضا: (من أفتى بغير علم كان إثمه على من أفتاه) [الحاكم في المستدرك].


وتابع عضو هيئة كبار العلماء أنك تراهم في كتبهم -حتى في دقائق المسائل- قد راعوا قضية المطلق والنسبي بصورة علمية دقيقة، خاصة من خلال اللغة فيما هو وصلة بين الخالق والمخلوق، فتراهم يقررون أنه يجب أن نخرج الذات العلية ـ سبحانه ـ عن سياق الكلام عن الأكوان، وأن يختص سبحانه ويستثنى مما تقتضيه استعمالات ألفاظ اللغة.


اقرأ أيضًا: سر قول والله أعلم في نهاية الأبحاث والاجتهادات.. على جمعة: هناك 3 أمور


ونبه المفتي السابق إلى أن ذلك يؤيد ذلك قول الشيخ الأمير: (والاسم الكريم حقيقة، وقال في الإتقان: الأعلام واسطة بين الحقيقة والمجاز، وكأنه لاحظ أنها ليست من موضوعات اللغة الأصلية، ولا يخفاك أنها لا تضعف عن اصطلاح التخاطب، والظاهر عدم المجازية فيه بوجه من الوجوه، ولو قلنا إنه كلي وضعا وإنه في الجزئي باعتبار خصوصه مجاز؛ إذ لا مانع من استثناء أسمائه تعالى، وتخصيصها بمزايا كما جعلوا تعريف علميته فوق الضمير إلى غير ذلك)، [حاشية الأمير على شرح الملوي على الاستعارات في شرح البسملة ص 3].


وواصل أنه كذلك ما ذُكر في حاشية الشيخ حسن العطار حيث قال: "أما باعتبار كون مدلول لفظ الجلالة ذات الرب -تبارك وتعالى-، وكذلك الرحمن الرحيم، فمما يجب صون اللسان عن الكلام فيه، من مثل هذه الأمور فإن المقولات أجناس عالية للجوهر والعرض، والواجب تقدس وتعالى يستحيل اتصافه بواحد منهما.[حاشية الشيخ حسن العطار على شرح المقولات لشيخه أحمد السجاعي ص 3]".


وأكمل مختتمًا: "يا ليتنا نقرأ تراثنا بطريقة جديدة تمكننا من استخراج كنوزه، والاستفادة منها، مع إدراكنا التام للواقع المعيش، ولمقتضيات الحياة المعاصرة، فلعل ذلك يعيد إلينا شيئًا من إنسانيتنا، ولعل ذلك يعيد إلينا شيئًا من التفكير المستقيم".