أعدمه الطليان وجسد بطولاته الأمريكان.. فيلم أسد الصحراء وحياة عمر المختار الممنوعة في إيطاليا

162 عامًا مرت على ميلاد "شيخ المحاربين" عمر المختار، الذي ولد في 20 أغسطس عام 1858، وكانت حياته حافلة بالنضال والسعي لحرية بلاده، حتى أعدم على يد الإيطاليين في عام 1931، ليصبح أيقونة ليبية تضاف إلى تاريخ البلد الحافل.

قصة حياته كانت ملهمة للجميع، حتى سعت هوليوود لتجسيدها في فيلم «أسد الصحراء» الذي قام ببطولته عاشق العرب أنطوني كوين، وجسد دور عمر المختار في محاربة جيش موسوليني قبل الحرب العالمية الثانية.

بلغت ميزانية هذا الفيلم حوالي 35 مليون دولار، واستمر التصوير وإعداد الفيلم لمدة عامين منذ مارس عام 1979 حتى إنتاجه رسميا في عام 1981، واختار المخرج السوري الأمريكي مصطفى العقاد أماكن ليبية حقيقية للتصوير، الذي تم في منطقة صحراوية تبعد عن مدينة بنغازي الليبية بـ 64 كيلو متر فقط، وكذلك تم التصوير في منطقة الواحات.

وكان إضفاء الواقعية على الفيلم هي الهدف الأول، حيث تم التصوير في مواقع الأحداث الحقيقية التي عاشها عمر المختار. وأشرك حوالي 250 ممثلا من عدة جنسيات و5000 ممثل مساعد، وعرض لأول مرة في عام 1981، وكانت ميزانية الفيلم ضخمة لتجسدي حياة بطل عربي.

رغم نضاله المستمر طوال حياته لكن الفيلم جسد  الفترة بعد إرسال الزعيم الإيطالي موسوليني، لأقوى قادته جراتسياني، وتدور الأحداث حتى إعدامه على يد القوات الإيطالية، والمثير أن نهاية الفيلم يقول فيها عمر المختار: «نحن لن نستسلم ... ننتصر أو نموت ... سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه.. أما أنا فإن حياتي ستكون أطول من حياة شانقي».

تم دبلجة الفيلم باللغة العربية، وكان من المقرر عرضه في أكثر من دولة حول العالم، ولكن إيطاليا منعت عرضه بحجة أنه يشوه صورة الجيش الإيطالي، واستمر هذا المنع حتى عام 2009، حيث عرض بعد يوم واحد من زيارة معمر القذافي إلى إيطاليا بعد سنوات طويلة من قطع العلاقات بين البلدين.