الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمرو دياب والرهان الأخير


منذ سنوات والفنان عمرو دياب يتحدث عن عودته للتمثيل بعد غياب سنوات طويلة منذ تجربته السينمائية الأخيرة عام 1993 ضحك ولعب وجد وحب أمام عمر الشريف ويسرا، والملاحظ تقديمه بطولاته السينمائية الثلاثة في نحو 4 سنوات فقط، بعدها هجر السينما والتمثيل دون رجعة إلى الآن !

ربما لانشغاله بمشروعه الغنائي أو لعدم إضافة التمثيل له كمطرب ولكن المؤكد أن التجارب كانت لا توازي نجاحه الجماهيري كمطرب حيث وضح أن الأمر لا يزيد عن استغلال للمغني الشاب الصاعد بقوة لعالم النجومية وقتها والذي استحوذ بموسيقاه الجديدة على جمهور الشباب، فتجربته في أولى بطولاته فيلم "العفاريت" أمام مديحة كامل ظهر بشخصيته الحقيقية وقدم عدد من أغنياته الناجحة وكأنها كليبات داخل العمل السينمائي ولذلك لم تتاح الفرصة لتقييمه كممثل ولكن في بطولته الثانية تصدر الأفيش مع فيلم "أيس كريم في جليم" واختلف الأمر فكانت القصة تدور حوله كبطل للفيلم عن رحلة بحث شاب فقير عن فرصة لتحقيق حلمه في الغناء ويعتبر الفيلم أفضل التجارب الثلاثة على المستوى الفني والجماهيري وبالتأكيد للمخرج الكبير خيري بشارة فضل في ذلك وأيضا على مستوى القصة الجيدة والسيناريو محمد المنسي قنديل ومدحت العدل أما في ثالث بطولاته وأخرها قرر المغامرة والبعد عن شخصية المطرب وليته ما فعل، فقرر تقديم شخصية طالب فاشل ومتمرد يعيش حياة ضائعة ورغم وجود أسماء كبيرة في عالم التمثيل بجانبه مثل عمر الشريف ويسرا إلا أن الفيلم لم يحقق النجاح المنتظر وأيضا على المستوى الفني كان متواضعا وربما رد الفعل الغير جيد على التجربة جعله يأخذ القرار ويبتعد عن التمثيل لأكثر من 25 سنة! وكأنه قرار اعتزال، فهل يستطيع العودة بعد كل ذلك الغياب الطويل؟!

كممثل ظهر عمرو في بطولاته الثلاثة بمستوى متوسط وأفضل أداء له كان خلال فيلم أيس كريم في جليم بالتأكيد هو يعرف أنه ليس ممثلا قديرا يستطيع إقناعك بالشخصية وتنسى أنه عمرو دياب ولذلك ظل التردد لتكرار التجربة ممتد تلك السنوات الطويلة وفي نفس الوقت ظل المنتجين وصناع السينما لا يملون في سؤاله من وقت لأخر عن مدى استعداده للعودة سينمائيا، وكان دائما يترك الباب مواربا بذكائه الفني الكبير ، يجلس ويستمع ويتناقش في أكثر من مشروع سينما أو دراما ووصل الأمر لإختياره أماكن التصوير أيضا ، هو يريد أن يعرف من وقت لأخر أين موقعه في تلك المنطقة الفنية على مستوى الأجر والتسويق ليطمئن إنه لايزال في المقدمة، حتى وصل الأمر مؤخرا لاختياره من جانب واحدة من أكبر كيانات الإنتاج الفني على مستوى العالم، وهو ما أسعده إنه لايزال على القمة. 
ولكن بالتأكيد طول فترة الغياب وعدم النجاح الكبير له كممثل يجعله دائما خائفا ومترددا بعض الشيء من تكرار التجربة، فكان يذهب في مناقشاته الماضية ليكون العمل عن شخصية مطرب وحكايته مع الموسيقى فهي صمام الأمان فالجمهور سيذهب للسينما لمشاهدة المطرب عمرو دياب أولا وأخيرا، لن يريد أن يشاهد فيلم أكشن أو ساسبنس يكون من بطولته.
لذلك ربما يكون خبر تعاونه مع نتفلكس هو الأقرب للتحقيق لتوافر قدرات إنتاجية عالمية ترضي طموحه الكبير وأيضا لطبيعة إنتاجات الشركة الفنية لتقديم عدد حلقات قليل ، لأنه كان من المستحيل أن يقدم مسلسلا مكون من ثلاثين حلقة، لذلك كانت السينما هي الأقرب دائما لعودته. 
ولكن المشكلة الآن ما كان مقبولا أن يقدمه منذ 30 عاما أصبح صعبا الآن أن يقدمه، فأصبح تقديمه قصة حب بين شاب وفتاة صعبة التحقيق الآن، مثلا عبد الحليم حافظ وهو أنجح المطربين في تاريخ السينما حتى الآن، قبل وفاته تأكد أنه صعب عليه تقديم قصص الحب والرومانسية التقليدية التي قدمها طوال مشواره السينمائي بين شاب وفتاة وكان قد توقف عن التمثيل عدة سنوات، فاختار للعودة وقتها قصة " لا " للكاتب مصطفى أمين وهي قصة صعبة تحتاج لممثل بارع ، دراما إنسانية عن الظلم والقهر ليقدمها في فيلم حكى لي عن جلسات تحضيره ذات مرة المخرج الجزائري الكبير أحمد الراشدي ولكن القدر لم يمهله.
 
أعتقد أن خيارات عمرو دياب في الشخصية الفنية التي ممكن أن يقدمها محدودة جدا، فهل ستكون قصة حب بين مطرب شهير وفتاة مغمورة تأثر قلبه وتغير حياته ؟! وهي الأوقع فنيا له في تلك المرحلة، أم أنه لايزال يفكر ويستمع لأفكار من أكثر من مؤلف، في النهاية هو بذكائه الكبير سيعرف ماذا سيقبل الجمهور منه في تلك الفترة، لو قرر الإستمرار في ذلك المشروع.

المتابع للفنان عمرو دياب في السنوات الأخيرة سيجد أنه أصبح يتقبل التغيير على المستوى الفني والشخصي وتخلى عن التحفظ الشديد في اختيارات أغنياته وأصبح يجازف كثيرا مع تجارب غنائية جديدة، لا تستطيع تذكر الكثير منها مثل أغنياته القديمة ولذلك تجد أصوات كثيرة من معجبيه تطالبه بالعودة لمستوى أغنياته القديمة! التي عشقوها ويحفظوها عن ظهر قلب، ربما لحالة الحب التي يعيشها سبب في ذلك التغيير فهل تستمر تلك الحالة ويقرر المجازفة في مشروعه الدرامي الجديد أيضا ؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط