الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

توأم روحي.. الرومانسية والغموض «دونت ميكس»


أعترف أنه في البداية جذبتني بشدة الأغنية الدعائية لفيلم "توأم روحي" لحسن الرداد والذي يخوض به للمرة الأولى بطولة رومانسية بعيدا عن الكوميديا أو الأكشن، الكليب الدعائي احتوى على مشاهد رومانسية لطيفة وصورة معبرة مع صوت وائل جسار العذب، وتحمست للتجربة الجديدة والتي نفتقد مثلها في السينما المصرية منذ فترة، بعدما سيطر على سوق الإنتاج الأكشن والكوميديا.

الفيلم محاولة جيدة من صناعه لتشجيع السوق للعودة لتلك النوعية من الأفلام ولفت نظري حماس جمهور الشباب للتجربة وأنهم يريدون تلك النوعية في إنتاج السينما المصرية، ولكن ما أضعف التجربة السيناريو ورؤية المخرج للعمل، حيث سيطر الغموض على سيناريو الأحداث وخاصة مشهد النهاية "المفتوحة" وهو ما أربك الجمهور وأيضا حيلة العلاج النفسي، مثلا كان يفضل أن يكتفي السيناريو بقصة أو قصتين ويأخذان نصيبا أكبر من سرد الأحداث والعلاقات بين الشخصيات وأن يعود البطل ويبدأ حياة وقصة حب جديدة بدلا من تلك القصص الكثيرة والتي لم ترضي رغبة المشاهد، والذي ما أن يندمج في قصة حتى يجد نفسه سريعا أنتقل لحدث آخر! الجمهور يريد أن يعيش وتحديدا في الأفلام الرومانسية قصة واضحة بين طرفين، ويشاهد تصاعد المشاعر وتحولاتها بين البطل والبطلة، ولكن جاءت القصص "الأحلام" قصيرة وغير واضحة بين الشخصيات وكان حال الجمهور مثل الجملة التي جاءت على لسان البطل في القصة الأولى وهي أفضلهم حيث قال "أنا ما شبعتش منها" وهنا أقول أيضا الجمهور كان يريد المزيد من الوضوح!

واللافت في كل القصص الحب والإعجاب إنها من أول نظرة وجاءت بعض ردود الأفعال في المشاهد مبالغة! 
كذلك ظهور طرف نسائي آخر في العقل الباطن غير زوجته لم يكن واضحا، مثلا لو كان تم التمهيد بوجود علاقة بين البطل وتلك الشخصية كحب قديم في الدراسة أو العمل كان سيكون سببا قوي لعودة تلك الشخصية للظهور في حياته.

من مميزات الفيلم التي أضافت وبالطبع تجربة المخرج عثمان ابولبن في عالم الكليبات كان لها دخل في ذلك وهي الرباعيات الغنائية بصوت "جوري" داخل العمل ساعدت كثيرا على وصول المشاعر مقابل ضعف الحوار وغموض السيناريو الذي كتبته أماني التونسي وكانت من أفضل فترات تفاعل الجمهور مع الفيلم، كان ممكن العمل على السيناريو بشكل أفضل، ولا يجب الاهتمام بالصورة والإضاءة والديكور على حساب الدراما والأحداث، ولكن التجربة جيدة تستحق المشاهدة.

أداء الممثلين وخاصة حسن الرداد كان جيد جدا ووضح أن الجمهور يريده في تلك النوعية من الأفلام، وهو من نجوم السينما الحاليين الذي يستطيع أن يقدم أكثر من شكل فني وعليه أن يستمر في التجديد دائما، وأيضا المغامرة بعيدا عن السائد.

أيضا أمينة خليل قدمت أداء جيدا خاصة في الجزء الأول وكذلك عائشة بن أحمد في أول اختبار حقيقي مع السينما المصرية كانت موفقة.

في نهاية الأحداث سألت نفسي ماذا لو كان الفيلم ابتعد عن الغموض وقدم رومانسية واضحة وصراع مليء بالمشاعر؟ ولكن لعبة الغموض والتي أعتمد عليها الفيلم من البداية وحتى النهاية المفتوحة أزعجت الجمهور.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط