الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فيضانات السودان تثير تساؤلات بشأن سد النهضة الإثيوبي

صدى البلد

يتعرض السودان لأسوأ فيضانات منذ عقود، مع هطول أمطار غزيرة عن المعتاد وصلت إلى سيول، تسببت في اختراق المياه للسدود في العاصمة الخرطوم.

تسببت الفيضانات في مقتل ما لا يقل عن 100 شخص، وأضرت بالأحياء السكنية وألحقت أضرارًا بالمنازل وتعطل إمدادات الكهرباء والمياه.

وتفاقمت الأمطار التي بدأت في أواخر يوليو في جميع أنحاء البلاد وبلغت ذروتها الأسبوع الماضي. في نهاية الأسبوع، أعلنت السلطات بأن البلاد بأكملها منطقة كوارث طبيعية  وفرضت حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر بينما انضم آلاف المتطوعين إلى أفراد الدفاع المدني في عمليات الإنقاذ.

وقالت السلطات إن 50 شخصًا أصيبوا أيضًا وتضرر أو دمر 100 ألف منزل في جميع أنحاء البلاد. وقد تأثر ما يصل إلى 500000 شخص، بالإضافة إلى 43 مدرسة وأكثر من 2000 مرفق صحي.

وفي تقرير لصحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية بعنوان "فيضانات السودان تسلط الضوء على قابلية التكرار مع سد النيل العملاق في إثيوبيا"، قالت إن الدمار الكبير الحاصل في 16 ولاية من أصل 18 يعد بمثابة تذكير بالدمار المحتمل الذي قد يواجهه السودان إذا كان هناك خرق هيكلي في السد الكهرمائي الضخم الذي بنته إثيوبيا المجاورة "سد النهضة الكبير".

وأشارت إلى أن السودان طالب مرارًا وتكرارًا بأن يتعاون خبراء من الخرطوم والعاصمة الإثيوبية أديس أبابا عن كثب في تشغيل سد النهضة الإثيوبي الكبير، الذي يبعد 19 كيلومترًا فقط عن حدوده الشرقية، وسط العشرات من التقارير التي تتحدث عن مشاكل في تصميم وتنفيذ السد، بل وموقعه أيضا.

وأضافت أن النيل الأزرق ، وهو النهر الذي أقيم عليه السد، يساهم بأكثر من 80% من مياه النيل بعد أن يلتقي النيل الأبيض بالقرب من الخرطوم، بينما يوفر النيل المياه لصحاري شمال السودان ومصر حيث يصب في البحر الأبيض المتوسط.

وتابعت أن مصر تمكنت من تجنب الفيضانات إلى حد كبير منذ أن أكملت بناء السد الخاص بها في أوائل السبعينيات "السد العالي"، بينما السودان، الذي يبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة، ليس جديدًا على الفيضانات ، لكن هذا العام كان الأسوأ منذ بدء السجلات، حيث وصلت المياه إلى مستويات لم نشهدها من قبل.

تُظهر الصور التي تمت مشاركتها عبر الإنترنت سكانًا ومتطوعين يحاولون إنقاذ ممتلكاتهم، وآخرون يحاولون تحرير أنفسهم بعد أن علقوا في الوحل.

وأقيمت مخيمات للنازحين ومستشفيات ميدانية في المدارس القريبة من المناطق المنكوبة.

وقالت الأمم المتحدة إن مئات من مصادر مياه الشرب قد تلوثت، مما أثر على الوصول إلى المياه النظيفة، وهي مورد حيوي في مكافحة وباء فيروس كورونا.

وقالت المنظمة العالمية في بيان لها: "إن الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني يدعمون الاستجابة الوطنية من خلال توفير المأوى في حالات الطوارئ والإمدادات المنزلية ، إلى جانب المياه والصرف الصحي والمساعدة الصحية والغذاء والخدمات الصحية".