"كان بار بوالديه وعلى خُلق عليا.. لا نزكي على الله أحدًا الله يرحمه"، بهذه الكلمات بدأ أحد أقارب "شهيد الشهامة" بمحافظة سوهاج، التحدث لـ"صدى البلد" عنه ما يعتبره شقيقه الصغير، حيث أنه فضل ذهاب روحه إلى خالقه أفضل من ذهاب روح 5 أشخاص من أسرة جيرانه.
محمود سعد عبدالنعيم، شاب بالعقد الثالث من العمر، قرر أن يتخلى عن حياته مقابل إحياء أشخاص أخرين، أخذته سمات الرجولة التي تحلى بها الشاب الأسمر الذي يسكن ملامحه الطابع المصري الأصيل والعرق الصعيدي المتين.
كان الشاب عائدًا من المسجد عقب أداء صلاة الظهر وبمجرد دخوله إلى منزله سمع صوت ضجيج، وصراخ بشارعه وتملئ أصوات استغاثات جيرانه أرجاء شقته، ففزع ابن مركز جرجا وأخذ درج بيته في نفسًا واحًدا، بعد علمه بنشوب حريق بمنزل أحد جيرانه.
"استنى يا ابني أنا طلباك من ربنا"، بهذه الكلمات حاولت والدة محمود استوقافه عن الوقوف بجانب جيرانه ومحاولة إنقاذهم من الموت، وما كان رده عليها إلا بتلك الكلمات:"دول 5 أرواح يا أمي وأنا روح واحدة".
فشلت الأم في استيقاف نجلها عن رمي نفسه بين النيران في محاولة شجاعة منه لانقاذ أسرة كاملة تسكن بجوارهم، فتسلل طالب كلية الشريعة والقانون بجامعة أسيوط إلى بيت جيرانه واستطاع انقاذ اخر فردًا به، ولكنه لم يستطع إنقاذ روحه، حيث أصابه اختناق شديد بسبب النيران المُشتعلة من جميع الاتجاهات حاوله بعد أن حاصرته، فوقع متوفيًا داخل المنزل.