الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هبة من مسيو ديليسبس.. نشأة التعليم في بورسعيد خلال أغسطس 1863 بمدارس للارساليات الدينية

نشأة التعليم في بورسعيد
نشأة التعليم في بورسعيد

عرفت بورسعيد التعليم على يد مسيو ديليسبس الذى قام ببناء أول مدرسة على أرض قناة السويس إذ قام بمنح أرضها كهبة للجمعية التابعة لها وهى مدرسة البونباستير Le Bon Pasteurوقد أُفتتحت هذه المدرسة فى 18 أغسطس 1863 .


كانت ارساليات اخوات الراعى الصالح قد تأسست فى 31 يوليو 1829م ، و فتحوا أولى المدارس الكاثوليكية فى 6 يناير 1846م بالقاهرة نتيجة لجهود قنصل فرنسا و القاصد الرسولى ، و اتسع نشاطهم ببورسعيد عام 1863م فشمل دارا للأيتام عام 1865م واقتصرت هذه المدرسة على الفتيات فقط .


ومن الطريف أن الخديوى إسماعيل قد زار هذه المدرسة فى صباح يوم 16 مارس 1869 أثناء زيارته لمنطقة قناة السويس حيث توقفت عربته أمام محل الراهبات المعلمات وقُدمت إليه باقـة مـن الزهور مـن إحدى الفتيـات الصغـيرات .


ضمت تلك المدرسة فى سنة 1875م كان بهذه المدرسة 31 فتاة 9 نمساويات ، 9ايطاليات ، 5مصريات ، 4فرنسيات ، 3يونانيات ، وألمانية .


كانت ديانات الطالبات  الملتحقات بالمدرسة 27 كاثوليكية ، ، 1 مسلمة ، 2 أرثزوكسيات ، يهوديه.


وأجتوى منهج الدراسة معظمه على معلومات أولية باللغة الفرنسية ، ومبادئ اللغة الألمانية ، الايطالية ، الانجليزية ، ودرس موسيقى و معلومات عامة ، وكان التعليم بالمجان ، .


اعقب تشغيل المدرسة وانتظامها  أنشأت مدرسة أخرى لغير اليتيمات ضمت 52 فتاة وكانت دياناته 47 كاثوليك ، 3أرثوذكسيات بالاضافة الى  شماستيك وتعنى خارجين عن دينهم و يهوديتان .


وكان منهج الدراسة يشمل اللغة الفرنسية و الايطالية ، جغرافيا ، حساب ، تاريخ مقدس ، تاريخ كنسى ، قراءة ، خط و رسم .


هذا وكان التعليم بالمجان أما نفقات المدرسة فكانت تتكفل بها الراهبات من عملهن اليدوى والأطفال علاوة على معونة شهرية قدرها مائة فرنك من إدارة شركة قناة السويس ..


اعقب ذلك أُنشأ مدرسة دينية للبنات غير اليتيمات وكان بها ثمانى طالبات أربع منهن بالقسم الداخلى وأربع بالقسم الخارجى وكانت الدراسة بها بالمجان وأُنشأت مدرسة خاصة أخرى بالمصروفات فى سنة 1874 .


ولعل هذه المدارس التابعة لأخوات الراعى الصالح كانت تقع فى مناطق متجاورة أو يجمعها مبنى واحد فى أحد المبانى الخاصة بمستشفى شركة قناة السويس .


ولما كانت مدارس الإرساليات الدينية ومدارس الجاليات الأجنبية محل عطف وتشجيع ورعاية كل من سعيد باشا وإسماعيل باشا فقد كان ذلك دافعًا للراهبات للتقدم إلى الخديوى إسماعيل فى سنة 1877 بطلب يلتمسن فيه منحهن نصيبًا من الحنطة التى توزع سنويًا على كثير من الأديرة نظرًا لقلة ذات يدهن وذلك لأنهن يقمن بإيواء الأيتام على اختلاف جنسياتهم سواء أكانوا وطنيين أو أجانب .


وقد بلغ عدد الأطفال الذين كانوا بهذا الملجأ حتى ذلك العام خمسين طفلًا .

 

كما انشأت أيضًا مدرسة دينية كاثوليكية تسمى المدرسة الكاثوليكية للأرض المقدسة وكان يديرها راهب لاتينى بالإضافة إلى اثنان من هيئة التدريس وكان بها 76 طالبًا كلهم من البنين .


وكانت أولى المدارس هى المدرسة اليونانية الملحقة بالكنيسة اليونانية بشارع الثلاثينى ومكانها الان بما يعرف بالمعهد الفنى التجارى .وقد تم استئجاره من قبل التعليم العالى لاقامة المعهد علية واستردته الكنيسة بحكم قضائى منذ سنوات قليلة .


ولتدفق اليونانين على بورسعيد اثر فى تكوين الجالية اليونانية وإزاء ذلك أقام لهم ديليسبس كنيسة فى بورسعيد وأنشأ لهم مدرسة أيضًا لتعليم أبنائهم بها ، وقام بتعيين مدرس يونانى لتعليم صغارهم وذلك كله على نفقه الشركة وقد تنازل عن قطعة أرض كهبة لهم وذلك فى اليوم الخامس من يوليو 1866 وكان طول قطعة الأرض 117 متر وعرضها 54 مترًا .


هذا وقد انشأت المدرسة الايطالية 1889م . وتقع بنفس مبنى القنصلية الايطالية بشارع 23 يوليو وصلاح سالم ومازالت قائمة حتى الان كما أنشئت مدارس البنين العلمانية فى 1873م كان يدرس بها شخص واحد هو المسيو مينابوتى ، وكان بها 37 طالب  وكانت ديانتهم 23 كاثوليك ، 7 مسلمين ، 3 أرثذوكس .


و كانت تلك المدارس تدرس اللغة الفرنسية ، الانجليزية ، الايطالية ، جغرافيا وحساب و كان التدريس بالمجان وانشأت مدرسة علمانية للبنات بها 32 طالبة 29 كاثوليك ، 2 بروتستانت ، 1 شماستيك .


وفيما بعد مع مطلع القرن العشرين أنشئت عدة مدارس منها مدرسة ليسية الحرية للجالية الفرنسية بشارع صلاح سالم 1910 ومدرسة سانت مارى بشارع اوجينى بالاضافة الى مدرسة الراهبات الفرنسسكان 4اكتوبر 1909 .

 

أما بالنسبة للتعليم الوطنى فى بورسعيد فإنه كان يقتصر على الكتاتيب فقط ويبدو أن نطاقه انحصر فى قرية العرب .

أقرأ مع الخبر...

 جلطة في قلب والده غيرت حياته.. حكاية نجاح طبيب بورسعيد الشاب مع تقنية التافي

وعلى الرغم من قصورالتعليم الوطنى على الكتاتيب فقد استطاعت أن توفى جانبًا من حاجة الأمة إلى التعليم ، والشىء اللافت للنظر أنه رغم حداثة مدينة بورسعيد فى ذلك الوقت وعدم امتداد جذورها فى التاريخ كنشأة باقى المدن والبلاد المصرية ، والتى انتشرت بها الكتاتيب منذ عدة قرون وكانت من السمات البارزة فيها إلا أننا نلاحظ تفوق مدينة بورسعيد فى نسبة التلاميذ الذين يتعلمون بالكتاتيب عنها فى سائر أنحاء البلاد 


و بالرغم من وجود التعليم الأجنبى لم يستبعد القانون المصرى دخول الأجانب فى التعليم الوطنى كنوع من العطف على هؤلاء الأجانب الراغبين فى الانخراط فى المجتمع المصرى .