الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«مدام لوريتا».. حكاية أول فيلم فكاهي قصير قدم فنانا من جيل الرواد في السينما المصرية

«مدام لوريتا».. فيلم
«مدام لوريتا».. فيلم فكاهي قصير قدم فنانا من جيل الرواد

تعد مصر واحدة من أول دول العالم التي عرفت السينما، حيث شهدت إقامة أول عرض سينمائي في أوائل شهر يناير لعام 1896 في مقهى "زواني" بالإسكندرية، وكان ذلك بعد أسبوع واحد من أول عرض سينمائي تجاري في العالم، والذي أقيم في الثامن والعشرين من ديسمبر لعام 1895 بالعاصمة الفرنسية باريس، في شارع "كابوسين" على وجه التحديد.

وبالنسبة إلى أول عرض سينمائي في القاهرة، فقد كان في الثامن والعشرين من يناير لعام 1896 في سينما "سانتي" بالقرب من فندق "شيبرد" القديم، وفقًا لما ورد في كتاب بعنوان "قصة السينما في مصر" للناقد الفني سعد الدين توفيق.


وعلى الرغم من أن أول فيلم مصري طويل، وهو فيلم "ليلى" الذي أنتجته وقامت ببطولته عزيزة أمير، قد عُرض في السادس عشر من نوفمبر لعام 1927، إلا أن الفيلم المصري لم يولد في ذلك العام في حقيقة الأمر، حيث سبقت الفيلم المشار إليه تجارب ومحاولات يمكن وصفها بـ"البدائية" و"غير الناضجة"، وكانت هذه التجارب عبارة عن أفلام قصيرة أنتجها "مغامرون" بعضهم من الأجانب، لكن لا يمكن النظر إليها باعتبارها أفلام بمعنى الكلمة من الناحية الفنية، كما ذكر الكاتب.

واستطرد موضحًا أنه في أوائل القرن العشرين ظهرت أفلام مصرية إخبارية قصيرة صورها أجانب في بلادنا، وبالنسبة إلى الأفلام الروائية فقد كانت بداية ظهورها في عام 1917، حيث قامت شركة إيطالية عُرفت باسم "الشركة السينمائية الإيطالية المصرية" بإنتاج وتصوير فيلمين قصيرين هما "شرف البدوي" و"الأزهار المميتة" عُرضا في سينما "شانتكلير" بالإسكندرية لكنهما لم يحققا نجاحًا يُذكر بسبب "رداءة المستوى الفني".

وأشار الكاتب إلى أن المخرج محمد كريم، الذي بدأ حياته ممثلًا، اشترك في تمثيل الفيلمين؛ وبعد أن أفلست شركة الإنتاج سافر إلى إيطاليا ثم إلى ألمانيا للتعمق في دراسة هذا الفن بعد أن قرر أن يكرس حياته له.


مدام لوريتا.. فيلم فكاهي قصير قدم فنانًا من جيل الرواد

أوضح الكاتب في فصل بعنوان "أول ممثل سينما" أنه في عام 1918، قام مصور إيطالي يُدعى "لاريتشي" بإخراج فيلم فكاهي قصير بعنوان "مدام لوريتا"، أدى أدوار البطولة فيه "فوزي الجزايرلي" وابنته "إحسان الجزايرلي" بالاشتراك مع عدد من ممثلي فرقة "الجزايرلي".

وكانت قصة الفيلم مأخوذة عن مسرحية فكاهية للفرقة، وقد تم تصوير كافة المناظر في شوارع القاهرة لعدم وجود ستوديوهات سينمائية في تلك الفترة؛ وعُرض الفيلم في سينما "الكلوب الحسيني"، إلا أن التجربة لم تلق نجاحًا، والسبب وراء ذلك على الأرجح كان راجعًا إلى كون الفيلم "صامتًا"، ولهذا لم يجد "فوزي الجزايرلي" نفسه فيه، حيث كانت التجربة مختلفة عن تجربته على المسرح وتعبيره عن نفسه بالحوار والنكتة والأسلوب الفكاهي، ولم يكرر هذه التجربة مرة أخرى سوى بعد ظهور "السينما الناطقة".

وأكد الكاتب سعد الدين توفيق أنه على الرغم من أن فيلم "مدام لوريتا" لم يحظ باهتمام من قبل الصحافة في ذلك الوقت، إلا أن التاريخ سجل أن الفيلم قدم للسينما "أول ممثل سينمائي مصري" وهو "فوزي الجزايرلي".