الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

غنت لـ4 ساعات.. حكاية حفل بلا جمهور أحيته أم كلثوم بسبب يقظة ضمير والدها.. نوستالجيا

كوكب الشرق أم كلثوم
كوكب الشرق أم كلثوم

في كتاب بعنوان "أم كلثوم التي لا يعرفها أحد"، تناول الكاتب والصحفي المصري محمود عوض جوانب متعددة من حياة كوكب الشرق الشخصية وبداياتها في عالم الغناء منذ طفولتها ومسيرتها الفنية التي بدأتها من تحت الصفر حتى استطاعت الوصول إلى قمة لم يصل إليها أحد.

ويستند هذا الكتاب بشكل رئيسي إلى مذكرات أم كلثوم.. مذكرات منها ومذكرات عنها، كما أوضح مؤلفه الذي وصف مضمون كتابه أيضًا بكونه بمثابة حصيلة لـ أفكار أم كلثوم وأفكار المجتمع عن أم كلثوم.

وفي أحد فصول الكتاب بعنوان: "من مذكرات أم كلثوم: أمي وأبي.. والشيخ أبو العلا"، سلط الكاتب الضوء على موقف غريب واجهته كوكب الشرق في بداياتها حيث اضطرت إلى الغناء في حفل بلا جمهور لساعات دون أن يسمعها أحد غير مائتي كرسي وذلك بسبب يقظة ضمير والدها.


وفي بداية الفصل، تناول الكاتب محمود عوض جوانب من علاقة أم كلثوم بوالديها وسمات كل منهما وما تعلمته منهما من فضائل، حيث أورد الكاتب على لسانها أن أبرز ما تعلمته من والدتها التواضع والصدق والإيمان بالله، كما تعلمت من والدها الشيخ "إبراهيم البلتاجي" أشياء كثيرة، وليس مجرد الغناء.

وتابعت: "كان أبي يتمسك دائمًا بأن يؤدي واجبه.. في الواقع أن ضميره كان في حالة صحوة مستمرة.. وبسبب يقظة ضميره هذه.. اضطررت إلى الغناء في حفل عام بلا جمهور.. اضطررت إلى الغناء أربع ساعات.. دون أن يسمعني أحد غير مائتي كرسي.. كراسي لا يجلس عليها فرد واحد.. كراسي ظلت تسمعني لمدة أربع ساعات في صمت بليغ.. حدث هذا في سنواتي الغنائية المبكرة في الريف".

واستطردت موضحة التفاصيل التي أدت إلى حدوث هذا الموقف، حيث كانت البداية باتفاق صاحب فرح مع والدها على توجهها للغناء في قرية بمركز السنبلاوين، وقدم صاحب الفرح لوالدها أجرها عن الغناء بقيمة خمسين قرشًا؛ وفي الليلة المتفق عليها ركبت الحمار لمدة سبع ساعات حتى وصلت إلى القرية، وهناك وجدت السرادق مُجهزًا، لكنه كان بدون جمهور.

ووصفت الموقف قائلة: "لم يكن هناك شخص واحد.. ولا حتى صاحب الفرح".

والسبب وراء ذلك كان راجعًا إلى أنه في تلك الليلة "من ليالي شهر أمشير" كان الطقس شديدة البرودة، وفضل الناس ألا يغادروا منازلهم؛ وعند توجه والدها إلى صاحب الفرح لإعادة الأجر الذي دفعه إليه "الخمسين قرشًا"، رفض الأخير قائلًا: "يا سيدي كأنها زكاة"، وانصرف بعد ذلك.


وعندما تساءلت عما ستفعله، رد والدها بقوله: "لازم تغني"، وسألته هي "أغني لمين؟!"، فكان جوابه: "مش مهم.. لازم نخلص ضميرنا"، وبالفعل وقفت تغني في الحفل دون أن يسمعها أحد.

وعن رأيها في تلك الليلة رغم كل ما حدث، فقد وصفتها كوكب الشرق بأنها كانت "ليلة ممتعة"، حيث أنها "الليلة الوحيدة التي غنيت فيها بالريف دون أن تقاطع الخناقات غناءنا".

وأضافت: "بدلًا من أن يكون محصول الليلة ثلاث ساعات خناق ونصف ساعة غناء، كما كانت العادة، أصبحت الليلة غناء فقط لكن بلا جمهور".