أصبح عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في المملكة المتحدة يتزايد كل أسبوع تقريبًا، ما يشكل خطرًا كبيرًا على البلاد التي تمهد الطريق لإغلاق وطني ثانِ أو إجراءات صارمة أخرى، من أجل إعادة الوضع لمستوى آمن.
ونقلت صحيفة "سي إن إن" الأمريكية عن كبير المستشارين العلميين في بريطانيا، باتريك فالانس، قوله إن "عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في المملكة المتحدة أصبح يتزايد كل سبعة أيام تقريبًا".
وأضاف "إذا استمر هذا المعدل في النمو بلا هوادة فبحلول منتصف أكتوبر، سينتهي الأمر إلى ما يقرب من 50000 حالة في اليوم".
وقال كريس ويتي، زميل فالانس، كبير المسؤولين الطبيين في المملكة المتحدة، في نفس الإحاطة بداونينج ستريت: "إذا لم نتحرك، فإن الفيروس سيسحب وينتشر.. هذا هو الطريق الذي نسير فيه، وإذا لم نغير المسار، فسنجد أنفسنا في مشكلة صعبة".
وأضاف ويتي "في الأشهر الستة المقبلة، أعتقد أنه يتعين علينا أن ندرك أخذ المسألة جماعيا على محمل الجد"، مضيفًا أن البلاد قد تجاوزت المنعطف بشكل سيئ.
ومن المتوقع أن يدلي رئيس الوزراء بوريس جونسون ببيان للبلاد في وقت لاحق من هذا الأسبوع، في الوقت الذي ارتفعت إصابات كورونا، فسجلت السلطات الصحية أمسالأحد، 3899 إصابة مؤكدة بالوباء و18 حالة وفاة جديدة.
وذكرت الصحيفة أن تحذيرات فالانس وويتي تأتي في الوقت الذي تواجه فيه المملكة المتحدة خريفًا صعبًا، وقالويتي "الفصول تأتي ضدنا".
فيما أشار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وأعضاء حكومته في وقت سابق إلى أن الإغلاق الوطني الثاني سيكون السيناريو الأخير.
وبالعودة إلى مارس الماضي، فقد أغلق جونسون البلاد في وقت متأخر عن العديد من نظرائه الأوروبيين، متخذًا هذا الإجراء على مضض، مع علمه بالضرر الاقتصادي الذي قد يسببه، وبسبب ذلك، تعرض لانتقادات لتأخره في التصرف.
كما تعرضت حكومة جونسون لانتقادات لعدم وجود نظام اختبار جيد بما فيه الكفاية، مما يعني أن السلطات المحلية والصحية كانت تتصرف بشكل أعمى أثناء محاولتها حماية الأشخاص الأكثر ضعفًا.
ولسوء حظ جونسون، من المحتمل جدًا أن تظل حالات الإصابة مرتفعة، خاصة مع مجئ فصليالخريف والشتاء، حيث يؤدي الطقس البارد إلى تشجيع الناس على التجمعات في الداخل بدلًا من التجمعات في الهواء الطلق، والتي تقل فيها احتمالية انتقال الفيروس.
وعلى عكس ما حدث خلال الإغلاق السابق، وأشهر الصيف التي تلت ذلك، عاد الأطفال الآن إلى المدارس، حيث يمكن تشكيل شبكات هائلة من الاتصالات، مما يسرع من انتشار الفيروس
كما ترحب الجامعات بالطلاب هذا الأسبوع، مما يعني أن مئات الآلاف من الشباب سيختلطون في أماكن إقامة كبيرة الحجم.
وفي الأسابيع الأخيرة، أظهرت البيانات الحكومية أن الإصابات بوباء كورونا مرتفعة بشكل خاص بين الشباب، الذين تقل احتمالية تعرضهم لأسوأ أعراض "كوفيد-19"، لكن لا يزال بإمكانهم نقلها إلى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر.
وحسب الصحيفة، إذا كانت المملكة المتحدة غير قادرة على السيطرة على الفيروس، فسيجد جونسون نفسه في وضع لا يحسد عليه في غضون أسابيع قليلة، خاصة مع احتمالية عدم امتثال الشعب إلى قواعد الإغلاق والتدابير المشددة الجديدة في حالة إقرارها، ما يعني أنه سيعود في ديسمبر المقبل ويخاطبهم، ويطلب منهم القيام بشيء لا يمكن أن يتخيله رئيس وزراء بريطاني في أسوأ كابوس لهم وهو إلغاء احتفالية عيد الميلاد.