الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شكري شيخاني يكتب: الأطماع التركية لا حدود لها

صدى البلد



منذ العام ١٨٩٧ عرف العالم العربي والإسلامي بأن اليهود سيكون لهم دولة على أرض فلسطين. هذا التاريخ هو لمؤتمر بازل الذي عقد في سويسرا بل وتم تحديد دولة اليهود هذه ما بين الفرات والنيل. وثبت ذاك الكلام بالفعل على الأقل في العلم الإسرائيلي والذي بات معروفًا بخطين باللون الأزرق رمزا للنيل والفرات. بينهما نجمة داوود هذا بالنسبة لإسرائيل الأمر الواقع لها ولكل جيرانها.

أما بالنسبة للدولة التركية فهي منذ العام ١٤١٢ اي قبل الحركة الصهيونية بأربعة قرون تقريبًا فهي تتمدد وتتوسع يمينًا ويسارًا شمالًا وجنوبًا تارة باسم الدين وتارة أخرى باسم القوميات. واحتلت وليس كما يكتب في مناهجنا التاريخية انه فتح عثماني بل احتلال عثماني استوفى كل شروط الاحتلال من قضم للأراضي وقتل وشنق وخوزقة من يعارض هذه الدولة العثمانية، فاحتلت اغلب الوطن العربي تحت ستار الخلافة الاسلامية ظاهرًا، بينما بالواقع كانت تهين وتذل وتعتمد سياسة التجويع والقهر والظلم ضد للمسلمين وضد كل من يقول لا إله إلا الله. 

والتاريخ وكتابه الشرفاء لهم مجلدات ومكتبات مملوءة بما فعله العثمانيون خلال فترة احتلالهم لهذه الدول الجارة ويكاد يكون سكان بلاد الشام (سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن) ومصر والعراق هم أكثر الشعوب التي ذاقت مرارة وهوان الاستعمار العثماني. والأنكى من ذلك اسلوب النفي والقتل الممنهج التي كانت تستعمله القيادة العثمانية حيال سكان هذه الدول وتجندهم لتحارب بهم في جنوب مصر والسودان فيما عرفت بحملة التأديب ضد المنشقين عن الإرادة العثمانية والباب العالي. فمنذ اربعمائة عام وهي تستخدم اسلوب تجنيد أبناء وبنات الدول التي تحتلها لتحارب بهم في مناطق مستعمراتها وتدفع بزهرات شبابهم للموت على اراضٍ ليست أرضهم ودفاعًا عن قضايا ليست قضاياهم. وكانت هذه الممارسات اللا أخلاقية تتقاطع تمامًا مع ما فعلته فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا في مستعمراتهم.

وطبعًا من يومها لا حقوق للانسان ولا من يحزنون وهذا هو حال الضعيف أينما وجد. ولكن كان لابد من نهاية لهذا الرجل العثماني المريض واهتراء قميص عثمان الذي كان يلوح به لكل من يعرضه بعد انتشار جمعيات الفكر والثقافة في أكثر من بلد تتحدى سياسة التتريك الجهنمية والتي كان يتبعها النظام العثماني، فكان عام ١٩١٦ الشعرة التي قصمت ظهر العثماني التسلط والمتجر وبمساعدة دول الشر بريطانيا وفرنسا. تم طرد العثماني شر طردة وحاول خلال السنوات الخمس التي اعقبت هذا الطرد المنظم فكان ان تم لجمه بمعاهدة لوزان وقبلها سيفر ١٩٢٣ ليتم نهائيًا إغلاق باب الخلافة المزعومة. 

هكذا اعتقدت الدول العظمى وقتها فرنسا وبريطانيا او هكذا خيل لها مع أنه إرضاء الرجل العثماني المريض بمساحات واسعة من الأراضي السورية زورًا وبهتانًا. ومع ذلك لم تتوقف هذه عند حدود معينة ولم تلتزم بأي معاهدات وخاصة منذ استلام حفيد أرطغرل والى الان. لم تهدأ الاصابع التركية من التدخل في أكثر من بلد عربي والعراق وليبيا واليمن والسودان وتونس، اما في سوريا فكانت كل اياديها تعيث خرابًا وقتلًا وتشريدًا هذا الظاهر عدا عن التدخلات المخفية في دول أخرى عربية واجنبية.

لذلك عندما بدأت كتابتي هذه عن إسرائيل عرفنا انها حددت مساحة جغرافية معينة تسعى بكل ما أوتيت من أساليب عسكرية وسياسية وارضائية لتحقيقها.

أما الدولة الجارة المسلمة فلا حدود لاطماعها وتوسعها في بلدان جيرانها المسلمين. فهي تحتل عفرين وتعتدي على رأس العين وتنفذ إنزال مظلي في كردستان وتجند مرتزقة للقتال في اراض دول أخرى وتعامل الكرد داخل تركيا بكل عنف وصلف وجبروت. ولازالت الموصل وحلب تشكل لهم حلم العودة إلى هذه الاراضي.

والسؤال متى نصحو... متى نتفق وألف متى ومتى؟؟؟