الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ضربة ساحقة ماحقة!


تستمد أى لعبة رياضية شغف الجمهور بها من لذة المعلقين وخفة ظل من وراء الميكروفون ويعشق تفاصيل هذه اللعبة ويُلهب مشاعر المتفرجين بكل مفرداتها .. فمن يغفل ميمى الشربينى وثقافته الواسعة بجمله الشهيرة والفريدة أثناء التعليق على مباريات كرة القدم إلى حد محاكاته واستلهام أقواله وتعبيراته فى كل موقف وعلى كل لسان؟! .. وثمة من يُقدِّر صوت رياض شرارة عند متابعة منافسات كرة السلة فى فترة الثمانينات والتسعينات وتفاعله الحار والحيوى مع كل تصويبة ثنائية خاطفة أو ثلاثية بارعة .. ولا أحد ينسى حضور يحيى السيد مع كتائب الشرف من رجال كرة اليد فى بطولات كأس العالم على مدار أكثر من ١٠ سنوات كنا ضمن مجموعة "العظماء السبع" وحفرنا أسماء الفراعنة فى تاريخ اللعبة عن جدارة وتفوق .. وكان هذا هو الحال أيضا مع رياضة "الأمراء" ولقاؤنا من حين لآخر مع الأنيق عادل شريف داخل حدود ملاعب ويمبلدون ورولان جروس لمشاهدة نجوم العالم يتألقون فى نهائيات التنس فنستمتع بشتيفى جراف جميلة الجميلات مظهرا وأداءً .. ونتذكر قوة لندل والألمانى بوريس بيكر وضربات الأمريكى مايكل تشاننج الصاعقة .. ثم نعيش أحلى اللحظات مع تسديدات سامبراس وأندريا جارسيا .. وكانت جملة "ضربة ساحقة ماحقة" هى المانشيت الساحر العالق فى الذهن دائما مع إحراز أى نقطة ثمينة بـ "المضرب الناعم"، ومنها احترمنا كل من يمسك بهذا السلاح السلمى الذى يقضى على الجسم الهزيل، ويبنى روح الرياضة الراقية!.


وتردد صوت "عادل شريف" فى أُذن العبد لله وأنعش الذاكرة بحواديت منافسات التنس المُدهشة وأداء النجوم الصامت دون ضجيج أو شجار مثلما هو شائع فى بقية الألعاب الفردية والجماعية، ولايسمع المتابع لسير المباريات سوى تصفيق الجمهور فى المدرجات فى رقة وتحضر .. وصوت الحكم الوحيد عند احتساب خطأ أو نقطة فوز .. أما جملة معلقنا الكبير الراحل فكانت من نصيب بطلتنا فى ٢٠٢٠ "ميار شريف" التى ثابرت واجتازت حواجز المحلية إلى أوليمبياد طوكيو ٢٠٢١، ثم حجزت مقعدا فى نهائيات "رولان جروس" لتواجه أقوى المصنفات عالميا وتكتب أول وأهم سطر فى فصل "تنس البنت المصرية" ..

وافتخارنا بإنجاز "ميار" لايقتصر على التكريم وإجزال كلمات الإطراء والمديح على تميزها وبصمتها الرائعة، وإنما الوسام على صدرها يفرض ضرورة الاهتمام بهذه اللعبة واحتضان براعمها وشبابها لإفراز كوادر واكتشافات جديدة قادرة على التنافس خارج الحدود ومؤهلة للصعود والترقى لترسم استراتيجية "التنس" فى حياتنا الرياضية .. فما حصدته "ميار" أعظم فرصة لتجديد الحلم القديم - إن كان هناك حلم أصلا - فى نشأة أجيال من أولادنا وبناتنا فى هذه اللعبة المهضومة .. وتبدأ الرعاية أولا من بوابة النشاط المدرسى وتوفير مدربين محترفين لصناعة وإنتاج المواهب الصغيرة والسهر على تنمية مهاراتهم وتعزيز سلوكهم وتفكيرهم .. وما المانع فى أن تشرف أصابع ذهبية مثل بطلة الإسكواش نور الشربينى أو سمكة السباحة رانيا علوانى أو أميرة التنس "ميار شريف" على أكاديميات المدارس الحكومية والخاصة لإعداد فرسان رياضيين منذ المهد على أن يتقرر إلحاقهم بالأندية والمشاركة رسميا فى البطولات الكبرى أسوة باللعبة الشعبية التى فشلت عقودا فى الحصول على "الماركة العالمية" بكل صفقاتها وبورصاتها الخاسرة؟!

- لقد سددت "ميار" ضربة ساحقة ماحقة لكل حساباتنا الرياضية الخاطئة والمفتقدة للعدل والإنصاف والضمير اليقظ .. وسبقها نجمات "أفعال وأرقام"، ونجوم "إنجازات وأمجاد" .. وقمة الذكاء الاستفادة من هذه التجربة واستثمار أحداثها وسيناريوهاتها تربويا ورياضيا واجتماعيا إذا كنا نبغى حقا رؤية وإخراج شباب أبطال يصنعون التاريخ ويرفعون راية مصر الغالية فوق الرؤوس والأعناق .. إذا كنا!!.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط