قالت دار الإفتاء المصرية، إن من يريد أن يُعصم من مكائد الشيطان فعليه بكثرة ذكر الله.
وأضافت دار الإفتاء، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"،إن كثرة الكلام بغير ذكر الله تجعل قلبك قاسيًا موحشًا، بعيدًا عن المولى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد الناس عن الله القلب القاسي».
علي جمعة: الاستعاذة من الشيطان لن تخلصك من الوسوسة في هذه الحالة
وقال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الوسواس هو مما ابتلي به الناس في هذا الزمان، مشيرًا إلى أنه يختلف عن حديث النفس.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن الوسواس مما ابتلي به الناس، فقال الله تعالى: «مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ»، منوهًا بأن الوسواس يختلف عن حديث النفس فالشيطان يلقي ما يلقي في قلب الإنسان وينصرف فترى الوسواس جاءك مرة فإذا صرفته انصرف لأن الله لم يجعل للشيطان على الإنسان سبيلا.
اقرأ أيضًا|فعل عجيب يحدث فى منزلك عند قراءة سورة البقرة
وتابع: ولذلك فهو يأتي فيلقي فإذا استعذت بالله أو صرفت الخاطر السيئ انصرف ولا يعود ثانيةً أبدًا لأنه يبحث عن غيرك وهو مشغول، لأنه عنده مهمة الإضلال ويريد يلقي هنا ويلقي هنا ويعمل ويجري هنا، أما النفس فالنفس بين جنبيك فتراها تحدثك بالسوء، كما ورد بقوله تعالى: «إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ»، فتراها تأمرك أمَّارة فعالة صيغة مبالغة من فاعل يعني يفعل مرارًا وتكرارا فتراها تأمرك بالمنكر وبالسوء فإذا صرفت خاطرها أمرتك مرة ثانية.
وأضاف: فإذا قاومت نفسك غلبت نفسك على هذا الأمر فإذا استمرت المقاومة بدأت تخفت وتذهب ولكن بعد تكرار وإلحاح فإذا رأيت المعصية تلوح لك ثم تلوح لك ثم تلوح لك وهناك ما يدفعك إليها دفعا فإنه من نفسك لا تتهم الشيطان لأن الشيطان يخنس ويجري، لافتًا إلى أن الإنسان ينتابه الوسواس والوسواس ينتابه ابتداءً من الطهارة أنا اتوضيت أم لا، وبعد ما يتوضأ هل أنا غسلت يدي ؟ هل أنا غسلت وجهي وبعده رجلي؟ هل مسحت الرأس ؟ ثم يرجع المسكين يتوضأ مرة أخرى وهكذا.
واستشهد بما روى أنه جاء رجل لأبي الوفاء بن عقيل وقال له قد ابتليت بالوسواس، قال : وما ذاك ؟ قال : اذهب إلى شط الفرات فاغتسل ثم أخرج وأظن أن بقعةً في رجلي لم يصبها الماء فأغطس مرة ثانية ثم أخرج فأظن أن لُمعة في يدي لم يصبها الماء ثم أغطس مرة ثالثة فأخرج فأظن أن شيئًا من رأسي لم يصبه الماء فماذا أفعل في الصلاة فقد اشتد الأمر ؟ قال: لا صلاة عليك فإنك مجنون، وأبو الوفا بن عقيل كان من كبار الحنابلة.
واستطرد: إذًا الإنسان لو سلَّم نفسه للوسواس يفعل أفعال المجانين يغطس تلات أربع مرات في الماء ثم بعد ذلك يظن أنه ما زال لم يصل الماء إلى جسمه، ولذلك فإن من رحمة الله بالمؤمن أن يقيه الوسواس، والوسواس يجب علينا أن نقطعه بالعزم والقوة.
ونبه إلى أنه في بعض حالات الوسواس القهري يكون هناك خلل في الكيمياء في المخ فتذهب للطبيب ويعطيك علاج فيذهب الوسواس، ولكن العلاج الأقوى هي همة نفسك، فالمؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف.
4 أمور تطرد وساوس الشيطان من الذهن.. تعرف عليها
حدد الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء، روشتة شرعية لعلاج وساوس الشيطان والأوهام التى تأتى فى ذهن الإنسان.
وقال «عثمان»، في مقطع فيديو على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إن المسلم يستطيع التغلب على وساوس الشيطان والأوهام التي تأتي في ذهنه عن طريق أربعة أمور: الأول: أن يدرك الإنسان أن ما يأتيه من ذهنه هو وسوسة من الشيطان لأن هذا هو بداية العلاج، والثاني: أنه إذا أقدم على فعل شيء أو عمل ما ينبغي عليه أن يبدأه بالاستعاذة من الشيطان، وذلك اقتداء بسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فلم يكن يبدأ أي فعل أو طاعة إلا واستعاذ الله من الشيطان قبلها.
وأضاف: «الأمر الثالث: بأن يكون الإنسان قوى الإرادة ولا يترك نفسه لوسوسة الشيطان تعصف بذهنه بل عليه أن يتركها وراءه ولا يفكر فيها، أما الأمر الرابع: مداومة الإنسان على قراءة آية الكرسي فهي تعمل على طرد وسوسة الشيطان من ذهن الإنسان».