الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حواديت وحكايات أكتوبر العظيم


رغم مرور 47 عاما على نصر أكتوبر العظيم .. لازالت اسرار وخفايا أكتوبر العزة والكرامة تتكشف لأجيال عاشت اللحظة المجيدة وأجيال لم تعشها لكنها تحتفى بكل الفخر والاعتزاز بتلك بالنصر العظيم من خلال حكايات وحواديت النصر التى يقصها القادة عبر وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمكتوبة ومعها كافة وسائل التواصل الإجتماعى .. وأجيال قادمة نصيبها من المعرفة لن يكون إلا من خلال حكاوى من لم يشاركوا او يعيشوا او يتذوقوا مرارة الهزيمة وحلاوة النصر .. لذا على من يتصدر لحكايات وحواديت حرب العزة والكرامة ان يتصف بالأمانة فى نقل أمتع وأهم أيام انتصار مصر  فى أكتوبر العظيم عام 1973 .
نحن أبناء الجيل الحالى ممن كانوا صغارا عندما انطلقت شرارة الإنتصار العظيم عند ساعة الصفر فى الثانية ظهر السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان .. كل منا له حكاياته وحواديته .. كل منا له اقارب وأهل وأصدقاء شاركوا فى النصر العظيم .. كل منا جلس معهم واستمع عن قرب لحكايات وحواديت سهلة وبسيطة لكنها عميقة ومؤثرة .

ولا أنسى إطلاقا كل الحكايات التى عشتها واستمعت إليها بنفسى من أفواه ولسان من عاشوها وقاموا بها .. منها على سبيل المثال :  فى أكتوبر 73 كنت يدوب على أعتاب المرحلة الإعدادية وقتها كنا نعيش حالة من الحزن والأسى لوفاة زوج شقيقتي الكبرى وممنوع فتح الراديو والتلفزيون وفجأة جاءت أنباء النصر .. على الفور قام والدى رحمه الله بفتح التلفزيون والراديو لمتابعة أحداث الحرب واخبار النصر .. وعندما حاولت والدتى الاعتراض قال لها احنا فى حالة حرب يا حاجة لازم نتابع الأخبار .. وبعد عودتنا للمدارس قامت مدرستي ثمرة الحياة الإعدادية بنات بالمنصورة برحلة إلى خط برليف وعندما قلت لوالدى رحمه الله عليها شجعنى الذهاب للرحلة رغم اعتراض والدتى لأنها كانت تخشى على.

عندما كبرت وأصبحت أكثر وعي وإدراك أختلف الأمر معى وأصبحت استمع لحكايات النصر باهتمام أكبر وبشغف ونهم واقبال على المعرفة .. كان فتحى ابن عمتى مجند فى الجيش عندما قامت الحرب وفى جلسة عائلية حدثنا أنه كان من الذين يتفحصون ويبحثون عن أماكن الألغام المزروعة فى سيناء .. وبعد العبور خرج ومعه بعض من زملائه فى مهمة عمل لأجل مسح إحدى المناطق وانطلقت المجموعة بالسيارة كل منا ينزل فى المكان المحدد له .. وتوقف عن الحديث ولمعت عيناه وأخذ نفسا طويل وتنهد وهو يقول يدوب نزلت فى المكان المحدد لى وانطلقت السيارة وفيها باقى الزملاء وفجأة وعلى بعد مرمى البصر تمر السيارة على لغم مفخخ تصبح السيارة ومن فيها أشلاء ويستشهد زملائى أمام عينى واكون الوحيد من المجموعة الذى كتب له النجاة من الموت .. اداعبه قائلة : مكتوبلك تعيش علشان تحكى  حكاياتك من قلب المعركة ومع النصر .
 ومع حكايات وحواديت النصر للحديث بقية .
   
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط