الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أنا أو الموت.. هل يبتز ترامب الأمريكيين بفيروس كورونا ليفوز بفترة ولاية ثانية؟

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

أقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قرار ستكون له تبعات قاسية على المتضررين من الآثار الاقتصادية لأزمة فيروس كورونا، وأعلن الثلاثاء الماضي تأجيل البت في منح مساعدات حكومية للمتضررين إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 3 نوفمبر.




وبحسب قناة "سي إن إن" الأمريكية، سيكون على الشركات والأسر والعمال الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدة الانتظار إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية للحصول على المساعدات بجرة قلم من ترامب، وكأنه يبتز الفئات الأكثر احتياجًا لإجبارها على انتخابه.


وأضافت القناة أن هذا الإعلان من جانب ترامب كان الأخير في سلسلة تحركات تمت كلها في غضون 24 ساعة، وبدأت بعد ظهر يوم الاثنين عندما أعلن ترامب أنه سيغادر مستشفى والتر ريد العسكري عائدًا إلى البيت الأبيض، وفور وصوله على متن المروحية الرئاسية صعد إلى شرفة البيت الأبيض وشرع بالتلويح أمام عدسات التصوير مثل أي ديكتاتور نمطي.


واستهل ترامب صباح الثلاثاء بتغريدة صادمة على موقع "تويتر" دعا فيها الأمريكيين إلى التعايش مع وباء كورونا وكأنه نزلة برد موسمية عادية، وليس مرضًا فتاكًا أودى بحياة أكثر من 210 آلاف أمريكي، وأكثر من مليون شخص حول العالم، في غضون 8 أشهر.


وسارع موقعا "فيس بوك" و"تويتر" إلى حجب منشور ترامب لترويجه معلومات مغلوطة حول فيروس كورونا، فالحقيقة أنه أخطر بمراحل من الإنفلونزا الموسمية، التي بلغ أعلى معدل وفيات سنوية لها في الولايات المتحدة خلال العقد الأخير 61 ألف وفاة (خلال عام 2016-2017).


ولفتت القناة إلى أن ترامب يميل إلى إصدار إعلانات مفاجئة وغالبًا ما يبحث عن طرق لإثارة رد فعل الجمهور بأفعال متطرفة، ولكن سلوكه يمكن أيضًا أن يتأثر بالآثار الجانبية العقلية الشائعة مع المنشطات - العدوانية والعصبية وتغيرات الحالة المزاجية - مثل الديكساميثازون الذي يتناوله حاليًا ضمن بروتوكول علاج فيروس كورونا.


ومع ذلك، يكشف تاريخ ترامب الشخصي عن عامل أبعد من تأثير العقاقير على حالته المزاجية، ففي مراحل مبكرة من حياته أظهر ترامب قدرًا كبيرًا من العناد والميل إلى كسر القواعد المفروضة، وأثناء مرحلة تعليمه الأساسي دفع هذا السلوك والده إلى نقله من المدرسة العادية إلى أكاديمية عسكرية تلقى فيها معاملة خشنة لترويض سلوكه.


وأضافت القناة أن المرء ليس بحاجة لأن يكون طبيبًا نفسيًا كي يعرف أن هذا النوع من الأشخاص الذي ينشد الكمال بنبذ القيم الإنسانية إنما يخلق الظروف المواتية لتدمير ذاته، وفيما يخص ترامب يمكن القول إن استجابته العنيدة للغاية لأزمة فيروس كورونا ورفضه المتصلب لفرض إجراءات وقائية أكثر صرامة تسببت في وفاة أكثر من 200 ألف أمريكي، بل يمكن القول إن إصابة ترامب نفسه بفيروس كورونا هو نتيجة مباشرة للطريقة التي تعامل بها مع المسألة.


ولم يقتصر أثر استجابة ترامب لفيروس كورونا على تهديد صحته، وإنما تعدى ذلك إلى تهديد مستقبله السياسي أيضًا، إذ كشفت استطلاعات رأي حديثة تراجع حجم قبوله لدى الناخبين مقارنة بمنافسه الديمقراطي جو بايدن، وبالذات بعد أدائه العدواني والعصبي أثناء المناظرة الرئاسية التي جمعتهما الشهر الماضي.


وانتهت القناة إلى أن ترامب يواجه الآن أصعب أوقات حياته، ففي الوقت الذي يكافح فيه مرضًا قد يفتك به، يتعين عليه أيضًا القتال لاستعادة شعبية مفقودة في الوقت الضائع، وعليه مع ذلك ألا يلوم إلا نفسه.