الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الهجان ومحمود.. وحقائق أكتوبر الانتصار


لازلنا نعيش بهجة إحتفالات وأفراح انتصار أكتوير  العظيم .. ولازال داخل كل منا حكايات وحواديت لا تنتهى ولا تختفى من القلوب .. حكايات رغم مرور الأيام لازالت عالقة وكامنة فى أعماق القلب والنفس والإحساس .. وفى هذا يحضرنى الكلام عن رأفت الهجان حدوتة وحكاية الأسطورة الحقيقية التى تملأ عقل وقلب ووجدان كل المصريين .. 

لأسطورة التى ساهمت بدور كبير وأساسى فى انتصار أكتوبر  العزة والكرامة .. والتى فجأة بدأ ينكرها بعض الخونة على قنوات الخيانة التى تبث عبر دول معادية لمصر والمصريين .. رأفت الهجان بالنسبة لى ولغيرى من الجيل الحالى والأجيال المقبلة مسلسل بطولة لأسطورة مصرية واقعية رغم أنف الحاقدين والكارهين لمصر .. وأعترف بأن القدر منحنى الفرصة للمعرفة المؤكدة بأن الهجان أسطورة حقيقية وليست مجرد حدوته نسجها المؤلف صالح مرسى من ملفات المخابرات المصرية وأضاف عليها كل الحيل والبهارات التى يحتاجها للتوافق والحبكة الفنية الدرامية .. القدر منحنى الفرصة للقاء أحد رجال المخابرات الذين قاموا على تدريب وتأهيل رأفت الهجان .. كان ذلك فى بداية التسعينات ومع بداية عملى الصحفى ذهبت للقاء اللواء هانى عبد العال بمقر عمله مديرا لاتحاد الشرطة الرياضى وكان فى نفس الوقت رئيسا لاتحاد الجودو المحاط بالكثير من المشكلات .. وهناك وفى مكتب عبد العال رحمه الله التقيته .. رجل شديد الوسامة والجاذبية .. منتهى الشياكة والأناقة .. أسلوبه فى التعامل منتهى الحضور والرقى ..تشاركنا الحوار وتجاذبنا أطراف الحديث وتطور الحديث إلى عمل المخابرات وكيف أنهم يعانوا كثيرا فى مجال عملهم والأخطار التى تلاحقهم .. ولأن الظروف أتاحت لى معه مساحة أكبر من الوقت والحوار فجأة ودون سابق إنذار سألته عن مسلسل رأفت الهجان هو حقيقة بجد .. ولا اشتغالة فنية .. !! ابتسم وأجاب بتلقائية غريبة وشديدة قائلا: اشتغالة إزاى وأنا أحد الذين اشتغلوا مع رأفت الهجان وكان لى دور فى تدريبه .. وجدتها فرصة للحديث أكثر عنه لكنه اكتفى بالتأكيد على أن الهجان كان محبوبا جدا من كل الذين تعاملوا معه .. وأنه أحد الرجال الكثيرة جدا من الذين وضعوا أنفسهم تحت أمر الوطن.

والحقيقة أن هذا اللقاء مر عليه أكثر من عشرين عاما وقفز للذاكرة هذا العام بعد أن طل علينا بعض الخونة يدعون كذبا فبركة حدوتة وقصة الهجان .. ولازلت رغم مرور السنوات أتذكره وأتذكر اسلوبه الراقى وشياكته وملامحه الجذابة.

ومحمود الإمام هو أيضا حدوتة وقصة حقيقية من وقائع أرض معركة النصر ..هو ابن خالى الذى فقد فى حرب أكتوبر الكرامة .. عنه وعن ظروف فقدانه أجريت أعمق واجمد وأجمل تحقيق عنه وعن أكتوبر بعد رحيله .. التحقيق كان بعنوان " مصر لازالت تبحث عن محمود " نسيت أقولكم أن والدة محمود كان أسمها مصر وكانت رغم مرور السنين لديها أمل فى عودة محمود سالما من المعركة .. كان أهم ما ضمه التحقيق خطابات محمود التى أرسلها لأهله من أرض المعركة وفيها يصف العدو الإسرائيلى أنه ليس بالقوة التى صورها عن نفسه وأنه ليس هذا الجيش الذى لا يقهر .. لأنهم يفرون من أمام الجيش المصرى مثل الفئران .. تلك الجمل ترددت كثيرا على لسان الفنانين فى الأفلام التى جسدت العبور العظيم .. لكنها حقيقية قرأتها بعينى وتأثرت بها أنا وكل زملائى الذين قرأوا رسائل محمود من الجبهة لأهله كلمات اهتزت لها القلوب وأقشعرت لها الأبدان .. محمود الذى ظل أهله فى انتظاره سنوات إلى أن أرسلت لهم القوات المسلحة بعد ثلاث سنوات من أكتوبر 1973 خطابا تؤكد على استشهاده فى أرض المعركة .. ومع هذا ظلت مصر والدته تنتظر عودته حتى رحيلها عن الحياة.

ومن الهجان إلى محمود هناك الكثير والكثير من حواديت وحكايات أبطال أكتوبر العظيم لازالت تعيش كامنه داخل أعماق نفوس وعقول وقلوب كل المصريين.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط