الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأصغر في مصر..حكاية واحة الأساطير وانعزالها على مدار مئات السنين

حكاية واحة الأساطير
حكاية واحة الأساطير وانعزالها على مدار مئات السنين

عاش أهالي واحة الجارة التابعة لمدينة  سيوة حياة منعزلة عن العمران  لفترات كبيرة  فهم يشكلون نسيجا  مختلفا عن باقى مواطنى مصر .

فواحة الجارة أو كما يطلقون عليها "قارة أم الصغير" هى اصغر واحة مصرية فى قلب صحراء محافظة مطروح، تبعد عن أقرب مناطق العمران بنحو 480 كيلو متر وتتميز بقلة عدد سكانها الذين لا يتجاوزون 670 نسمة.


ولقد عاش أهالى الجارة في حصن  أعلى جبل صخرى  مبنى من الطين والذى يسمى الكرشيف وقد كان اختيارهم لذلك المكان ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم  لحمايتهم من   الأعداء .

ولقد كان لسقوط أمطار غزيرة سببا في ذوبان جزء من هذه القلعة مما كان سبب في نزولهم وبناء منازل في أماكن منخفضة .
  

كما أن اهالى واحة الجارة  عاشوا يزرعون التمر والزيتون، الذى كان الغذاء الرئيسي لهم بالاضافة الى اعتمادها علي المقايضة في تعاملاتهم  لوقت قريب حتى تم استخدام النقود بعد قيام الدولة بتوفير اتوبيس لنقلهم لسيوة لشراء احتياجاتهم  وبدء  دمجهم في الحياة السياسية والاجتماعية.

كما ان الواحة الجارة  ليست مربوطة بالشبكة الوطنية للكهرباء، فتم توفير خلايا شمسية اللازمة لإضاءة الطرقات والاستخدام المنزلي، ومولدات الديزل للاستخدامات التي تتطلب طاقة كبيرة.

يقول حسن قاسم، أحد الأهالى، إن الواحة منعزلة عن العمران، فأقرب نقطة للعمران تصل إلى 300 كيلو متر ولذلك فإن الأهالي يعتمدون على رؤية هلال شهر رمضان بأنفسهم خاصة وأن الطبيعة أمامهم متاحة لرؤية الهلال بالعين المجردة، فلا يوجد عائق لاستطلاعه بالإضافة إلى عدم وجود أى وسيلة اتصالات أو تلفزيونا ت أو راديو فكان الاعتماد على استطلاعه بأنفسهم، مضيفا أن العشر الأعوام  الماضية تم تركيب تليفون أرضى يخدم القرية بأكملها، بالإضافة إلى توفير الكهرباء وتشغيل التليفزيون والراديو مما أتاح للأهالى متابعة الأحداث التى تجرى.

وأضاف  أن من أهم معالم الواحة عيون غزيرة عالية الملوحة عُرِفت منذ عهد الرومان، وعين مياه ساخنة اسمها «كيفارة»، تصل درجة حرارتها إلى 70 درجة مئوية، تُحوّل إلى أحواض تبريد لتستخدم في الزراعة واستهلاك الأهالي.

ويقول محمد علي، أحد أبناء واحة الجارة، إن تعداد سكان واحة "الجارة" أو "قارة أم الصغير" 512 نسمة وتضم 99 منزلًا ويتحدثون اللغة الأمازيغية؛ حفاظَا عليها من الانقراض وتعتبر هي اللغة الأساسية للأجداد والآباء.

وأضاف أن واحة الجارة تتميز بالعيون الطبيعية من المياه الجوفية الساخنة التي تعالج العديد من الأمراض ومنها أمراض العظام وحتى الآن لم تستغل هذه المياه في ري مساحات كبيرة من الزراعات والنخيل التي تشتهر بها واحة جارة أم الصغير ومن أشهر العيون الطبيعية "عين كيفارة شرق الواحة.