ذكريات إذاعية

الإذاعة المصرية عشقي الدائم فمازلت أستمتع بكل تفاصيلها  فقد ساهمت الإذاعة بشكل كبير منذ إنشائها في تشكيل نفوس المصريين ، فمن منا ينسي المسلسل الإذاعي الشهير ألف ليلة وليلة الذي كان يذاع في رمضان بعد الأفطار من تاليف الكاتب طاهر ابو فاشا وأخراج بابا شارو ونحن ننتظر صوت الديك إيذانا بانتهاء الحكاية التي كانت تحكيها زوزو نبيل شهرزاد الإذاعة للملك شهريار ليعتقها ليلة أخري من الموت .،ومن منا لم يستمتع باذاعة القرآن الكريم والابتهالات والتواشيح الدينية التي تنير قلبك وتجعلك في حالة روحانية خاصة ، ومن منا لم يشكل فكره ووجدانه وحتي توجهاته من خلال البرامج الإذاعية والدراما الرائعة التي كنا ننتظرها ونستمع اليها وننسج تفاصيلها في خيالنا .

ليس هذا فقط ولكن أيضا كان للإذاعة دور في تعزيز الشخصية الثقافية للمستمعين فمن منا ينسي البرنامج الشهير زيارة لمكتبة فلان والصور الغنائية والأوبريتات الرائعة "عوف الأصيل " "وناعسة وأيوب " وبرامج المنوعات المختلفة .

تذكرت كل هذا وأنا استمع إلي بعض البرامج الإذاعية فقد اعتدت أن أمارس كل مهامي اليومية وأنا أستمع إلي راديو صغير بجانبي اطل به علي العالم المصري والعربي .. ولكنني مؤخرا دهشت من تفاهة وسطحية بعض الموضوعات التي تناقش في برامج التوك شو وثقل دم  بعض المذيعين والمذيعات المبالغ فيه و المعلومات الخاطئة لدي العديد منهم إضافة لاستعراض المذيعين لمحدودية ثقافة المستمعين فكنت أجد البعض منهم يستعرض إجابات بعض المستمعين التي تعبر عن جهل وسطحية وبساطة ويتعمد أظهارها بشكل مبالغ فيه والغريب أن كل الإجابات بلا استثناء تؤكد علي هذا وكأنهم يريدون إرسال رسالة معينة خفية .

الاذاعة هي المسئولة عن حالات التنوير لدي الكثير من المصريين والاحتفاظ بالهوية الدينية والوطنية لديهم ونحن مازلنا في احتياج لهذا الدور .

إضافة أن الإذاعة قادرة علي إدخال البهجة والسرور والسعادة ألينا والأهم تشكيل فكر ووجدان وشخصية وثقافة المستمعين أعتقد أنه علي المسئولين عن الإذاعة مراجعة بعض البرامج التي تسيء إلي تاريخ الإذاعة العظيم وتؤثر في شخصية المستمع المصري بالسلب والسطحية  .