الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسئلة إجبارية!




بدأ العام الدراسى بكل همومه ومشقته .. وبدأت معه المخاوف تتصاعد من تطورات جائحة كورونا مع هبوب رياح الشتاء والتوقعات العلمية بنشاط الفيروس مجددا من واقع ارتفاع معدل الإصابات فى العالم .. وإذا كانت الأزمة قد ضربت الجميع وهبطت كالصاعقة منذ ما يقرب من العام لتجبر الأنظمة السياسية على الإغلاق الشامل وحظر الدراسة وتجميد الأنشطة الرياضية وتعطيل حركة التجارة والسفر عبر الحدود، فالوضع هذه المرة مختلف كليا بعد أن تحصَّن الجسد من التجربة الأولى، ومن المفترض أن الحكومات قد تعلمت الدرس واستمدت من "إنذار ٢٠٢٠" الحذر والانتباه إلى ما يجب أن يحدث لكيلا يصاب العالم بالشلل التام والتوقف عن العمل والإنتاج!.
وقد يضطر أبناؤنا إلى التزام منازلهم إذا ما استشرى  الخطر، وتكرر السيناريو بكل تفاصيله ومفاجآته فى ظل عدم الإعلان عن اللقاح الناجى واستمرار حرب الدواء القذرة على أعلى مستوى .. وعلى حساب الشعوب ومصير الملايين من البشر .. وبات من بواعث الضمير والواجب الوطنى أن تجيب وزارة التربية والتعليم عن عدة أسئلة إجبارية تحسبا للدخول فى نفس الحلقة المفرغة من قصة "التعايش مع كورونا" ولتجنب الرسوب فى أهم وأقوى مادة امتحان فى تاريخها!.
بعيدا عن الإجراءات الاحترازية واتباع التعليمات الصحية بدقة ووعى .. قد يفلح الفيروس فى الانتشار ويهدد الاختلاط، ولابد من توفير كتيبة متميزة ومدربة من المدرسين والمدرسات القادرين على تجاوز المحنة ويمتلكون أدوات الشرح وتفسير المناهج عبر الفيديو كونفرانس أو المنصات الإلكترونية لتعويض خسائر التواصل المباشر مع الطلبة .. ولامفر من الاعتماد على نوعية من التربويين فى امتصاص مشاعر التلميذ وهو داخل حجرته بالمنزل لاستيعاب دروسه وفهم علومه .. فهل استطاعت الوزارة انتقاء ع العناصر المؤهلة لهذه المهمة الحساسة؟!
المكوث فى البيت لتلقى العلم ونجاح التحصيل يقتضى الرهان على كفاءة الإنترنت وتقوية شبكاته على مدار الـ٢٤ ساعة لضمان توصيل الخدمة التعليمية بأسرع وقت وبإتقان شديد .. وفى تلك الحالة، لم يعد أمام الأسرة إلا وسيلة "الأون لاين" كطوق نجاة وقناة تعليمية رئيسية لسد ثغرة الذهاب إلى المدرسة أو الجامعة، ومن هذا الطريق يسير أولياء الأمور مع أبنائهم نحو تجميع المواد واجتياز شهور الترم الواحد وصولا إلى مرحلة التقييمات الشهرية ثم الاختبارات النهائية .. فاذكر الخطة التى وضعتها قيادات الوزارة بالتنسيق مع وزارة الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة؟!
طفت على السطح أزمة المصروفات المدرسية وانسحب الأهالى من فكرة سداد الأقساط فى مواعيدها المحددة لحين التيقن من عودة أجواء الدراسة إلى طبيعتها، وربطت معظم الأسر وعودها بدفع أموال ميزانيتها بالحصول على التعليم المناسب والمطلوب .. وتواجه مدارس وجامعات الدولة شبح الإغلاق وانقطاع "خرطوم" المصروفات تحت وطأة الجائحة .. فكيف رسمت الحكومة استراتيجية دعم مدارسنا وجامعاتنا بغطاء مادى مريح يعين إداراتها على تحمل مسئولياتها تجاه الطلبة وفى ذات الوقت، تكفل احتياجات وحقوق المدرسين والعاملين  لتأمين أبواب بيوتهم المفتوحة؟!
أزمة الوباء فرصة لإحياء "سناتر" الدروس الخصوصية إلكترونيا، والطرق متعددة والحيل كثيرة .. وقد يُحرم المعلم من انتظام راتبه سواء فى المدارس الحكومية أو الخاصة أو السوبر ستارز بقرارات عليا ويحكمها منطق التجارة ولغة البيزنس الجافة .. ومن المؤكد سيتورط القطاع الأكبر من المدرسين  باختلاف طبقاتهم ودرجاتهم فى ابتزاز الأسر لتلبية طموحاتها فى تعليم الأبناء ومواجهة عبء الغياب عن المدرسة .. فماذا تملك الوزارة لمكافحة هذا التيار وإلى أى حد يمكنها أن تستثمر آلاف المعلمين فى منفعة الطلبة وتنمية مهاراتهم وعقولهم؟!                
وأيضا .. العامل النفسى .. واحتمال أن يفتقد التلميذ البرئ للعب واللهو والانطلاق ويظل حبيسا وحيدا فى المنزل معزولا عن الأماكن الفسيحة والاحتكاك الحميم بالزملاء والأصدقاء .. هل تتفهم قياداتنا التعليمية والتربوية هذه النقطة، وماذا عساها أن تفعل لتخفيف أحزان ودموع طفل خلف جدرانه دون ذنب أو خطأ؟!
- دقت ساعة الامتحان .. وورقة الأسئلة أمام كل المسئولين من أكبر رأس إلى أصغر موظف .. وننتظر إجابات سريعة وصحيحة فى زمن قياسى قبل كارثة "الوقت الضائع" .. وملحوظة كبرى :"لا يوجد سؤال اختيارى"!!

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط