الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قل كرنفال ولا تقل مهرجان !


لا يكاد يمر عام إلا وكانت المهرجانات الفنية في مرمى النيران من المثقفين وأيضا الجمهور، بخلاف التنمر وعروض الأزياء "السيئة" على الريد كاربت والتي تفتح أبواب التنمر ليلا ونهارا ، فبعد مشكلة تكريم المخرج كلود لولوش قبل عامين في مهرجان القاهرة السينمائي والتي انتهت بالتراجع سريعا وإلغاء التكريم من القائمين على مهرجان القاهرة، وجدنا نفس الأمر تكرر مؤخرا بعدما أعلن القائمون على مهرجان الجونة السينمائي تكريم الممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو والذي عليه ملاحظات سياسية وأخلاقية، لكن هذه المرة لم يتراجع القائمون على مهرجان الجونة وتم التكريم بالفعل في حفل الافتتاح بل وأطلق صاحب المهرجان رجل الأعمال نجيب ساويرس تصريحا قال فيه " اللي عايز يحارب ياخد بندقية ويروح إسرائيل " ردا على المنتقدين بالطبع هو تصريح لا يحمل أي قدر من الحكمة وبه سخرية من المنتقدين وهم جزء مهم وأصيل من الثقافة الفنية المصرية، ولا يجب الرد عليهم بمثل هذه الطريقة! هم يعبرون عن رأي ويجب أن يحترم، لم يتحدث المعترضون عن حروب أو دمار بل يعترضون بهدوء على تكريم شخص عليه كثير من الملاحظات بسبب مواقفه! وممكن ان يحدث في أي مكان في العالم هذا الاختلاف.


حسنا فعلت وزيرة الثقافة لو كانت "متعمدة" عدم تلبية الدعوة وحضور حفل افتتاح المهرجان بعد بيان اتحاد النقابات الفنية في حين " صال وجال " فوق السجادة الحمراء نقيب الممثلين ممثل واحدة من النقابات الفنية الثلاث المكونة للاتحاد الرافض المشاركة في الفعاليات. وأصدروا بيانا بعد أن تم تكريم ديبارديو يطالبون فيه باتخاذ الإجراءات النقابية تجاه أعضاء النقابات الفنية الذين خرقوا قرار الاتحاد، وايضا أصدر عدد من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين بيانا رافضا للتكريم، للشخصية التي عليها جدل سياسي وأخلاقي أيضا.


ولمن لا يعرف علي بدرخان وعلي عبدالخالق ومحمد فاضل الذين تصدروا بيان الرفض لديهم أعمال سينمائية وتليفزيونية خالدة في ذهن المشاهد العربي من المحيط إلى الخليج أكثر أهمية من كرنفال الجونة.
لا شك أن طوال السنوات الماضية وجميع الكيانات الثقافية المصرية موقفها واضح في كثير من الأمور من بينها التطبيع الثقافي، في ظل ما تقوم به دولة الاحتلال من جرائم مستمرة ضد المدنيين، حيث دأب ديبارديو على تقديم الدعم المعنوي والفني لإسرائيل وبعيدا عن موقفه من القضية الفلسطينية، في الوقت الذي يتضمن برمجة المهرجان جلسات نقاشية حول تمكين المرأة وأحاديث عن قضاياها يتم اختيار شخصية متهمة في جريمة اغتصاب ولازالت القضية مستمرة حيث طلب ممثلو الادعاء بالقضية في أغسطس الماضي إعادة فتح التحقيق في القضية التي أثارتها ممثلة في مقتبل العشرينيات وجهت اتهاما لجيرارد ديبارديو باغتصابها في منزله! أليس كان أحق بالتكريم شخصية سينمائية نسائية مثلا ، لتكتمل الصورة مع تمكين المرأة ومناقشة قضاياها! في هذه الدورة من المهرجان.
بقدر بسيط من التفكير ممكن ان يكون هناك بدائل أفضل بدلا من إثارة الجدل بشخصيات عليها كثير من الملاحظات السلبية.


بالمناسبة أرى أن المهرجان أشبه بكرنفال للأزياء والألوان حيث هو الهدف الرئيسي المترسخ في ذهن أغلبية الحضور وليس المشاركة السينمائية الفعالة! وتشعر في بعض الأحيان أن بعض الفنانات ذهبن مباشرة من الشاطئ إلى الريد كاربت!
كما أن غياب الجمهور الحقيقي عن المهرجان يظل يفقده ميزة مهمة للمشاركة الجادة، المهرجانات السينمائية في العالم تتباهى دائما بكم الحضور في عروض الافلام ونفاد التذاكر!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط