الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم رضوان يكتب: كلب وراح.!

صدى البلد

أعلم ما سيقال خلال جنازتي "دا كلب وراح"، ولكني أتمنى أن أرتقي لأخلاق الكلاب، فكثير منها أكثر عاطفة من البشر، أكثر رحمة، أكثر مودة، أكثر صدقا، هكذا شاء القدر أن أخرج من المستشفى بعد حجزي في العناية الفائقة 5 أيام، ذهبت على عجل لأشارك في انتخابات نقابة الصحفيين الفرعية بالإسكندرية، كنت مؤازرا لصديق العمر الخلوق محمد معوض الذي لم يتركني لحظة خلال أزمتي الصحية، كنت على يقين أن الخدمات ستكسب، وأنه الوحيد القادر على نجدة وغوث أي زميل في أي موقف في أي وقت، وخاصة لمن له ظروف صحية طارئة مثلي، ولكن للأسف لا تأتي الرياح بما تشتهيه السفن، أصابني صداع من مكالمات الزملاء الهاتفية قبيل الانتخابات والتي توقفت تماما بعدها، ومات التليفون في يدي، لا أريد سؤالكم عني شكرا  ..

انجرف تيار الدعاية، وجرى في كل مضمار، وللأسف خسر المنصب صديقي الذي لا يملك سوى قلبه وروحه يقدمها للجميع، ولكنه كسب نفسه، واستجاب الله لدعوة زوجته الطيبة ساعة الفجر، وقال لي  ـ الراوي ـ  أن الأماني لم تعد ممكنة، ولم تعد مجدية، وأيامنا الحلوة تغيرت، والأصوات أصبحت تباع وتشترى، وأصبح هناك ما يسمى بـ " المال النقابي "، مثل "المال السياسي"، ونحن الذين نعيب " كوبونات فتح الله "،  أصبحنا معيبة، أجزم أنه غير صحيح، ولكني أسمع ولم أرى، والجميع يبتسم، ويصافح بعضه بعضا، ويدعو بوحدة الجماعة الصحفية، وبنقابة رأي حرة تدافع عن الحق .. والمستحق .. !


بنفاذ صديقي " معوض " من هذا القدر المشئوم، عرفت أننا جميعا نسعى الي الظل، ولكننا نرفض غرس الأشجار، وأن عجينة الأمل تحولت الي رمال من اليأس، قلنا قدر الله وما شاء فعل وباركنا للفائزين، وفي آخر الليل دخلت في غيبوبة بنكرياسية، وتم نقلي على عجل الي مستشفى خاص وتوصيل أنابيب الحياة بأوصالي وكان معي هذا الطيب " محمد معوض "، الذي تسامى على ما حدث له من كبوة جواد، كنت في عداد الموتى، تذكرت سيقولون " كلب وراح "، لم يتصل بي أحد هذه المرة ممن كانوا يطاردونني قبيل الانتخابات.. لعن الله "البنكرياس"، أو على رأي الصديق العزيز على بدر " البنكو " .. متعكم الله بالصحة والعافية ..

- رسائل:

* للمرة الثانية سألت صديقي الذي ترك الصحافة وتحول الي الجزارة ما الفرق؟ ..  قال بكل ثقة: عندما كنت صحفيا كنت أمشي وراء الكلاب، وعندما صرت جزارا أصبحت الكلاب تمشي خلفي.. 

* أقول للدكتور محمد أبو سليمان عمدة أطباء الثغر: قبلة على رأسك تسقط الي قلبك لأنها من أعماق قلبي ..

* أقول للدكتور خالد جمال وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية: شكرا على سؤالك عني، أعرف أني قسوت عليك، ولكن من محبتي لك، وسأزورك قريبا وأصالحك .. للأسف أنا مصاب بـ "شهوة الكتابة " وسأعالج نفسي بنفسي .. 

* أخي الحبيب يوسف الديب وكيل وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية: زيارتك أسعدتني كثيرا، وأنت معدنك أصيل، وقلبك في بياض الثلج، لا تخشى من خفافيش الظلام ..

* الصديق العزيز اللواء يوسف حسن مساعد وزير الداخلية: عتابي عليك شديد لأنك حبيبي ..

* نادي العاصمة: يجب أن تتحول الي أهم منظمة مجتمع مدني بالإسكندرية، لا تكفي الاجتماعات والسلامات، والابتسامات،  لماذا لا يتم دعوة المسئولين أسبوعيا في لقاء جاد لحل مشاكل المدينة، كوكبة من خيرة أبناء الثغر يجب أن يشاركوا بجدية في هذا المجتمع وأن يكون لهم بصمة، وشكرا للعزيزة أمل صبحي التي أنقذتني وزوجها بالدواء، وسألت عني أكثر من مرة وأظهرت معدنها الطيب حتى لو كره الكارهون ..

* الصديق العزيز اللواء أحمد بسيوني سكرتير عام محافظة الإسكندرية: لا تقطع سؤالك عني، صوتك وحشني ..

* الي من أخرجت طعاما للفقراء بنية شفائي: شكرا لك ..

* الشاب الجميل فاروق حبيب: أنت شجاع لإنك غزوت روسيا بمفردك ولم تخش شيئا، وفتحت مجالا للمصريين على الثقافة الروسية التي لا يعرفها أحد .. 

* أخيرا .. الي كل من سأل عني: لا تحزنوا في جنازتي دا " كلب وراح " ..