EN 
لم تستطع الأيام أن تُعجز أحدًا يُريد أن يصل يومًا ما لما يحبه ويهواه، ولم يقف قلب عن النبض إلا بأمر الله، فلم يخلقنا سوى لأداء رسالة ولم يخلق أحدنا عبثًا.
تحرك نحو جامعة سوهاج بقسم الإعلام المُلحق في كلية الآداب، لتجد طالبًا من ذوي الاحتياجات الخاصة، لإعاقته البصرية، لم توقفه هذه الإعاقة عن الوصول إلى هدفه، والالتحاق بما يحب أن يدرس ذات يوم.
عربي محمد نعمان، شاب عشريني، ابن قرية الوقات التابعة لمركز طما شمالي محافظة سوهاج، لم توقفه إعاقته البصرية عن ممارسة ما يحب ودراسة ما يُريد وهي دراسة المواد العلمية الصحفية في شعبة الصحافة بقسم الإعلام، وأخذ يُبرع في تعلم الكتابة على الكمبيوتر.
في الوقت الذي يعتمد فيه الكثير من شباب هذا الجيل على أهاليهم في مصاريفهم وتلبية جميع احتياجاتهم ورغباتهم، إلا أن هذا الشاب ابن العقد الثالث من العُمر لم يعتمد على احدًا في مركز نور البصيرة لذوي الإعاقة بجامعة سوهاج أثناء تآدية امتحاناته، حيث يؤدي الامتحانات بدون مرافق على أجهزة الكمبيوتر.
اقرأ أيضا:
كان عربي نعمان أول طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة يلتحق بقسم إعلام سوهاج، ولم يتوقع أحد من أساتذته أن يتفوق على ذاته وعلى جميع أقسام كلية الآداب حيث حصل على تقدير عام امتياز بالفرقة الأولى وكان أول الكلية على الفرق الأربعة، كما كان أول الفرقة الثانية بتقدير عام جيد جدًا.
وينتظر الجميع أيامًا وأعوامًا مليئة بتفوق وتقدم أكثر مما رآيناه من "نعمان" الذي كان مثلًا أعلى لكثير من أصحاب الإعاقات المختلفة، فلقد لقننا درسًا جميلًا وهو أن من يعجز عن تحقيق هدفه تكون ذاته هي الحائل الوحيد والأحد بينه وبين الوصول لما يُريد، فالنفس لا يمنعها إعاقة أو ظروف أو قدر بل يمنعها قلة الإيمان وعدم التحلي بالصبر والمثابرة.
ومن الجدير بالذكر أن الدكتور أحمد عزيز، رئيس جامعة سوهاج، قد كرم الطالب عربي محمد نعمان، لتفوقه دراسيًا وتميزه عن بقية طلاب الجامعة بتلك الإعاقة التي كانت بمثابة دافعًا قويًا له فتكون الطفرة في تحقيق أهدافه.
