هل توجد علاقة بين العزوبية والإصابة بفيروس كورونا؟!،.. ربما يتصور البعض أنني سأتحدث عن وحدة العزوبية والعزلة الكورونية، وجائز سؤالي هذا يدفع أحدكم للتفكير في أوجه التشابه بين ما يعانيه غير المرتبط عاطفيًا من قلق، اكتئاب، وتوتر ناجم عن معيشته دون جليس أو أنيس، وبين وجع المشاعر الذي يؤلم مريض "كوفيد 19" لما يفرضه عليه الفيروس من فترة عزل تؤدي لاضطرابات نفسية عدة ابسطها الخوف، والوساوس القهرية، وأقصاها الاكتئاب الذي أسفر عن انتحار عدة حالات حول العالم بمجرد معرفتهم بإيجابية المسحة الكورونية.. جميعها احتمالات ليس لها دليل، لكن الأكيد أن علاقة العزوبية بفيروس "كوفيد 19" قائمة وممتدة منذ سنوات طوال!.. وحتى نكون أكثر دقة، فقد بدأت بتخصيص يوم للاحتفال بالعزوبية منشأه نفس البلد التي ظهر فيها الوباء اللعين لأول مرة وهي "الصين"!..
ففي عام 1993 أتفق طلاب جامعة "نانجينج" الصينية على تخصيص يوم للعزاب، كي يتعرف كل شخص يحلم بحرفي الحاء والباء على نصفه الحلو من خلال تجمع شبابي للباحثين عن الحب..
ورغم انتشار الفكرة في الجامعات الأخرى، فإن هذا الاحتفال ظل محدودًا حتى عام 2009 حين التقط خيط المناسبة أحد متاجر التسوق الالكتروني الصينية.. وبمنتهى البراعة التسويقية،.. استغل هذا المتجر لهفة العزاب لكلمة شوق، ولمسة احتواء كي يروج لمنتجاته بدعوة نصية تحمل العبارة التالية "لا تحزنوا أيها العزاب، ويمكنكم التسوق كيفما تريدون"..
هكذا،.. نجحت الشركة الصينية المخضرمة في عالم التسوق حصد مليارات الدولارات عبر مناسبة جديدة من وحي ابتكاراتها تحت مسمى "عيد العزاب".. واختارت يوم 11/11 دون سواه ليكون رقم 1 رمز للوحدة، وسرعان ما ذاع صيت الفكرة، وأصبح كل فاقد لحكاية عشق ليس في الصين فحسب بل في بلدان العالم أجمع، ينتظر هذا اليوم من العام للعام، ليحتضن ذاته وبكل ما أوتي من مدخرات يطبطب على نفسه، ويدللها بهدية قائلا "كل سنة وأنا طيب"..
وتشاء الظروف والأقدار أن تمر السنوات حتى يأتي مثل هذا التوقيت من العام الماضي.. ليشهد إعلان أول حالة للإصابة بما أطلق عليه "كوفيد 19" وذلك في مدينة وهان الصينية، أي نفس منشأ عيد العزوبية!.. وفي أشهر قليلة اجتاح هذا الفيروس كافة أرجاء العالم، ليصبح وباء عالمي يحير العلماء.. وتسعى كل المراكز البحثية لإيجاد مصل واقي منه، خاصة أن عدد المصابين تجاوز ال 51مليون شخص عبر العالم، توفى منهم مليون و250ألف حتى الآن، وذلك وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية..
والغريب أن عيد العزوبية "الصيني" هذا العام يواكب الموجة الثانية من الفيروس الغامض، وعلى طريقة المثل العامي "اللي حضر العفريت يصرفه" أتساءل،.. هل الفترة القادمة ستخرج لنا الصين بحل يقضي على الكوفيد اللعين؟! أو على أقل تقدير سنصل إلى سر الوباء الخطير بعيدًا عن الشائعات والتكهنات وكل ما يدخل في نطاق ألا ممكن؟! ..
وكما سبق للصين واخترعت عيد يرفع من دخلها الاقتصادي، سيأتي الحل من عندها ليخلصنا من ويلات هذا الوباء الصحية، الاقتصادية، والسياسية،.. ولما لا طالما أن العزلة الاجتماعية عامل مشترك لمن يعاني العزوبية و الكورونا؟!.. كلها تصورات من وحي خيالي، وكل عيد عزوبية وأنا وأنت ونحن بعاد عن العزلة الكورونية..