الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سنلاحقكم حتى الموت.. كيف رد الأزهر والإمام الاكبر على الإساءة للرسول؟

الإمام أحمد الطيب
الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر

"إهانة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) مرفوضة وسنلاحق من يفعلها في المحكمة، حتى لو أمضينا بقية حياتنا في القيام بذلك" هكذا رد إمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب على وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان خلال لقائهما الأخير في الأزهر.

جاء ذلك وسط خلاف بين فرنسا والعالم الإسلامي حول نشر رسوم كاريكاتورية مهينة للنبي محمد من قبل مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة، حيث أكد الطيب أن الأزهر، أعلى مركز تعليمي في العالم الإسلامي السني، يرفض حرية التعبير إذا كانت تحمي إهانات الأنبياء.

وقال في بيان عن لقائه مع لودريان: "أنا أول من احتج على حرية التعبير إذا كانت تسيء إلى أي دين وليس الإسلام فقط"، كما نفى الطيب تصريحات مسؤولين فرنسيين وغربيين تربط الإسلام بالإرهاب ورفض مصطلح " الإرهاب الإسلامي ".

وتابع الإمام: "يمثل الأزهر صوت ما يقرب من ملياري مسلم، وقلت إن الإرهابيين لا يمثلوننا ولسنا مسؤولين عن أفعالهم.. المسلمون في جميع أنحاء العالم يرفضون كل أشكال الإرهاب التي ترتكب باسم الدين ويؤكدون أن الإسلام ورسوله لا علاقة لهما بالإرهاب".

بداية الغضب

 أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غضب العالم الإسلامي في 2 أكتوبر، عندما وصف الإسلام بأنه "دين في أزمة".

وزاد غضب ماكرون بعد قطع رأس مدرس اللغة الفرنسية صمويل باتي بسبب عرضه على تلاميذه بعض الرسوم الكاريكاتورية للنبي التي نشرتها شارلي إبدو في عام 2015 كجزء من فصل دراسي حول حرية التعبير، أدلى ماكرون بتصريحات دفاعًا عن الصور. 

وقال الرئيس الفرنسي في 22 أكتوبر خلال تكريم وطني في باريس لباتي "لن نتخلى عن الرسوم الكاريكاتورية والرسومات حتى لو تراجع الآخرون"، كما تم عرض الرسوم المسيئة على المباني الحكومية في فرنسا يوم 23 أكتوبر كجزء من تكريم المعلم المقتول.

ومع استمرار الغضب في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وتزايد دعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية، قال ماكرون في مقابلة تلفزيونية إنه يتفهم مشاعر المسلمين تجاه الرسوم المسيئة مؤكدا: "سأدافع دائمًا في بلدي عن حرية الكلام والكتابة والتفكير والرسم". 

احتواء الموقف

في محاولة لاحتواء الموقف وتخفيف حدة الغضب الإسلامي، قال لو دريان إن الحملات المناهضة لفرنسا في العالم الإسلامي نتيجة لتشويه تصريحات ماكرون، مؤكدا: "لدينا مبدأ أول وهو أعلى احترام للإسلام.. أريد أيضًا أن أقول إن المسلمين جزء كامل من المجتمع في فرنسا".

ويرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة محمد حسين، أن تهديد الطيب باتخاذ إجراءات قانونية ضد فرنسا بسبب الرسوم الكاريكاتورية هو محاولة لتهدئة الموقف، موضحا أن الإجراءات القانونية محاولة لتهدئة غضب المسلمين من خلال إظهار المسلمين في جميع أنحاء العالم أن المؤسسة السنية مصممة على الدفاع عن النبي. 

وفي تصريحاته لـ "المونيتور"، قال حسين إن تحرك الأزهر لرفع دعوى قضائية ضد فرنسا سيكون له مغزى سياسي قوي ويرسل رسالة مفادها أن لجميع المسلمين الحق في الغضب من الصور المسيئة، مشيدا بالطريقة التي يتعامل بها إمام الأزهر مع الأزمة.

واختتم: "أرسل الشيخ الطيب رسالة واضحة وقوية مفادها أن المسلمين لن يقبلوا أبدًا أي إهانة للنبي" ، متحدثًا بلهجة هادئة للغاية لكنها فعالة، دون الإساءة إلى أحد أو الدعوة إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية.