الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

50 مركبا حربيا و3 منصات مكسوة بالحرير.. 151 عامًا على حفل افتتاح قناة السويس

حفل افتتاح قناة السويس
حفل افتتاح قناة السويس

تحتفل هيئة قناة السويس برئاسة الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة القناة، 17 نوفمبر الجاري، بمرور 151 عامًا على افتتاحها للملاحة العالمية.

ونشرت هيئة قناة السويس، عبر موقعها الإلكتروني، صورا نادرة، جسدت بعض المشاهد من الاحتفالات الدينية بمدينة بورسعيد، ودار الاوبرا المصرية، أسطول الاحتفال ببحيرة التمساح، كذلك أسطول الاحتفالات بالبحيرات المرة، واحتفالات مدينة السويس، بالإضافة لإقامة حفل راقص بقصر مدينة الإسماعيلية.

ووصف حفل الافتتاح في 17 نوفمبر 1869 بالأسطوري والأضخم في تاريخ البشرية، كما حفر تاريخه في الذاكرة الدولية، فمنذ أن تم حفر قناة السويس وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من تاريخ مصر الحديث والعالم، ليصنع المصريون تاريخًا سطروه بالدم والعرق والجهد. 

شهد حفل الافتتاح مشاركة 50 مركبًا حربيًا وقفت بالمرفأ على شكل قوس، وفي ١٥ أكتوبر بدأ توافد المدعوين لحضور فعاليات الحفل الأسطوري، وشاركت 6 سفن مصرية و6 فرنسية و12 إنجليزية و7 نمساوية و1 روسية و5 ألمانية و1 دنماركية و2 إسبانية و2 هولندية في الحفل.

استمرت الاستعدادات لحفل افتتاح القناة 40 يومًا، وبلغت نفقات الحفل مليونا ونصف المليون جنيه، كما أقيمت الموائد التي تحتوى على شتى أنواع الأطعمة والمشروبات.

وانطلقت الألعاب النارية التى تم استيرادها خصيصًا لهذا الحفل، وتلألأت سماء بورسعيد بالأنوار والأضواء وسادت شوارعها أنغام الموسيقى، بالإضافة إلى رقصات أوجيني الفاتنة مع الخديوي، ورقص كل الضيوف وبعض الفلاحين الذين كانوا يتضورون جوعًا، وأرسلت الإمبراطورة أوجيني برقية إلى الإمبراطور نابليون الثالث، وقالت: "إن الاحتفال كان فخمًا، وأنها لم ترَّ مثله فى حياتها، وما زاد الأمر أبهة، اصطفاف الجيش والأسطول المصري في ميناء بورسعيد، بالإضافة لفيالقه على ضفاف القناة".

بلغ عدد المدعوين من ذوى الحيثيات الرفيعة حوالى 6 آلاف مدعو، وتم استدعاء خمسمائة طباخ من مرسيليا وجنوه وتريستا، حيث أقيمت 3 منصات خضراء مكسوة بالحرير خصصت الكبرى للملوك والأمراء، والثانية لرجال الدين الإسلامي، ومنهم الشيخ مصطفى العروسي والشيخ إبراهيم السقا، وخصصت الثالثة لرجال الدين المسيحي، وجلس الخديو إسماعيل، ومسيو ديلسبس، والإمبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا، وفرنسوا جوزيف، إمبراطور النمسا، وملك المجر، وولى عهد بروسيا، والأمير هنرى شقيق ملك هولندا، وسفيرا إنجلترا وروسيا بالأستانة، والأمير محمد توفيق، ولى العهد، والأمير طوسون، نجل محمد سعيد باشا، وشريف باشا، ونوبار باشا، والأمير عبد القادر الجزائري، بالمنصة الكبرى.

وبحسب كتاب "الخديوي إسماعيل ومعشوقته مصر" لحسين كفاني، فإن بداية مراسم الحفل الرئيسي لافتتاح القناة كان فى يوم 16 نوفمبر عام 1869، على ضفاف القناة، وبالتحديد على ربوة مرتفعة تطل على الناحية الشرقية للقناة، وتطل على بحيرة التمساح من الناحية الشمالية، وتسمى حاليا بمنطقة نمرة 6، وقد تم عمل ثلاث خيمات شرقية، لكنها ذات لمسات أوروبية تتناسب مع عالمية المناسبة مكانة ضيوفها، الخيمة الأولى ترتفع على المنصة الرئيسية، وكانت مخصصة للملوك والأمراء وكبار الضيوف المدعوين، والخيمة الثانية لرجال الدين الإسلامي ومنهم الشيخ مصطفى العروسي والشيخ إبراهيم السقا، والثالثة مخصصة لرجال الأكليروس الفرنسيين.

بدأ الحفل الرسمي بإلقاء الخديوي إسماعيل كلمة الافتتاح، ومهندس المشروع فرديناند ديليسبس، وكانت بعد ذلك مراسم الحفل أشبه ما يكون بالحفل الديني، حيث ألقى الشيخ إبراهيم السقا كلمة تبريك باللغة العربية، ثم تلاه المونسيتور بوير واعظ نابليون الثالث، إمبراطور فرنسا، الذى جاء خصيصا لحضور الافتتاح، وإلقاء كلمة تبريك باللغة الفرنسية.

تقدم حضور الحفل الإمبراطورة أوجيني قرينة نابليون الثالث، امبراطور فرنسا، وفرانسوا جوزيف، إمبراطور النمسا، والأميرة قرينته، والسير هنري اليوت، سفير إنجلترا في الأستانة، والسيدة عقيلة الليدى اليوت، والجنرال اجناتيف، سفير روسيا في الأستانة وقرينته، والكونت اتدراس من وزراء النمسا، والبارون بروكش، سفير النمسا في الأستانة، وملك المجر، وولى عهد بروسيا، والأمير هنري شقيق ملك هولندا، وغيرهم من الضيوف الأوروبيين.

وقام الأحبار المسيحيون بإنشاد نشيد الشكر اللاتيني، وصدحت الموسيقى بالغناء وبعزف النشيد الوطني، بعد أن تناول الجميع الغذاء على نفقة الخديوي، والذي قدم على أضواء الشموع، 8 آلاف صنف من أصناف الطعام والخمور المعتقة. 


-