الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مساكن حى الأمل بقفط.. قصة إهدار مال عام عمرها أكثر من 20 عامًا شردت 200 أسرة.. شاهد

مساكن حى الأمل بقفط
مساكن حى الأمل بقفط

"الأمل" لم يكن مجرد اسم لـ حى من أحياء مدينة قفط، لكنه كان واقعًا تجسد فى فرحة سعداء الحظ الفائزين بشقق سكنية فى منطقة"حى الأمل" بصحراء مدينة قفط جنوب قنا، وكان كفيلا بإدخال البهجة والسعادة عام لـ 200 أسرة عام 1995 بعدما وقعت عليهم قرعة الفائزين بالوحدات السكنية الجديدة، لكن الأمل سرعان ما تحول إلى يأس وإحباط بعدما حدثت تشققات وتصدعات فى المباني وصدر قرار بإخلائها بعد عام ونصف العام فقط من السكن بها، وحتى الآن لم يصدر قرار بالعودة أو التعويض أو حتى بدء أعمال الترميم.



وقال محمد سليم، مدرس: "ما حدث فى شقق حى الأمل بمنطقة حاجر كلاحين قفط تعتبر مأساة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، فقد حصلنا على الشقق عام 1995 بعد سنوات من تقديم الأوراق ودفع الرسوم المقررة، وكانت فرحتنا غامرة بهذه الشقق التى فتحت المجال للكثير منا لإتمام الزواج وآخرين بالعيش فى شقق تمليك مع أسرته بدلًا من الإيجار، لكن الفرحة لم تكتمل وفوجئنا بحدوث تصدعات وتشققات للعمارات السكنية، فأخطرنا الوحدة المحلية التى أصدرت قرارا بعدها بأيام بإخلاء الشقق وإجبار آخرين على إخلائها خوفًا من انهيارها فوق رؤوسهم".



وأضاف سليم: "بعد إخلائها وعدتنا الوحدة المحلية بإعادة ترميم العمارات لإعادة تسكينها مرة أخرى، لكن مضت أيام وشهور دون أى إجراء أو تدخلات، ومضت بعدها السنوات ونحن ندفع الرسوم المقررة، وبعد فترة ترددت أنباء عن إزالة العمارات وإعادة بنائها مرة أخرى لأنها لا تصلح للإقامة فيها بهذا الشكل، ومنذ ذلك الحين ولم يحدث أى جديد، فمازلنا نطالب والحكومة تماطل ولا تفى بوعدها".



وأوضح رفعت مصطفى، موظف، أن العمارات عددها 10 عمارات، تضم 5 طوابق، بكل طابق 4 شقق، بمعدل 20 شقة فى كل عمارة، كل شقة تضم أسرة كاملة، ومع صدور قرار بإخلاء السكان، كان لابد من إيجاد حل عاجل للأزمة، فتم تخيير أصحاب الوحدات السكنية بين السكن مؤقتًا فى مساكن الإيواء المخصصة للمضارين من السيول، إلا أن الأهالى لم يتحملوا العيش فى هذه الوحدات التى كانت عبارة عن 4 حوائط مسقوفة وأصبح الشارع ملجأ للكثير من أصحاب الوحدات السكنية بعدما دفعوا كل ما يملكون من أموال فيها.



وقال على سالم، مدرس: "قدمت أوراقى منذ أكثر من 20 عامًا للحصول على وحدة سكنية بحى الأمل بقرية كلاحين قفط، وسددت الرسوم المقررة وقتها، للحصول على وحدة سكنية ضمن 200 أسرة تسلموا شققهم بنفس المنطقة، إلا أن فرحتى وأسرتى لم تكتمل، فبعد عام ونصف العام فقط من استلامنا للشقق، حدثت تصدعات وتشققات فى الحوائط وفواصل بين العمارات، فخاطبنا الوحدة المحلية والأجهزة المسئولة، خوفًا من انهيارها علينا وعلى أبنائنا، فصدر قرار الإخلاء والذى لاقى معارضة شديدة من بعض السكان وقتها لعدم وجود أى بديل، ووعدت الوحدة المحلية وقتها بإعادة الترميم وتعويضنا عن التشطيبات التى تمت بالوحدات السكنية، وتم الاتفاق مع مقاول وأحضر الأخشاب ومواد البناء وتم تسكين البعض فى مساكن الإيواء، لكن بعد فترة توقفت أعمال الترميم بشكل نهائى ولم يتم تعويضنا عن نفقات التشطيب التى قمنا بها فى الشقق، وحتى الآن ما زلنا حائرين وما زالت الشقق بلا قرار هدم أو حتى إعادة ترميم".


وأضاف جمال محمد، موظف: "أتذكر بداية إنشاء هذه الوحدات فى بداية ثمانينيات القرن الماضى وبعد 13 عامًا تم طرحها للتمليك، وبعد تسكينا بفترة بسيطة حدثت التشققات والتصدعات فى المبانى، فتم إجبارنا على الخروج من خلال قسم الشرطة، وسكنا فى  مساكن الإيواء التى لا تصلح للمعيشة أصلًا، لعدم وجود مرافق، إضافة إلى أنها قطعة واحدة، وأجبرونا على عدم تقسيمها أو تقطيعها وفقًا لإقرار أجبرونا على التوقيع عليه أثناء دخولنا هذه الشقق، مما اضطرنا لتأجير شقق جديدة على نفقتنا الخاصة، ومازلنا خارج شققنا التى دفعنا فيها أموالنا"، لافتًا إلى أن غياب الضمير وإهمال المسئولين بالوحدة المحلية فى صيانة خط مياه مكسور، كان وراء ما حدث من تصدعات وتشققات، بعدما تسربت المياه تحت العمارات لفترة طويلة.



وقال ياسر عبد الباقى، عامل، إن "الأزمة لا تتعلق بالمتضررين من أصحاب هذه المساكن، فنحن كجيران لهذه المنطقة متضررين بشدة من هذه العمارات التى تحولت إلى مساكن للأشباح، ومأوى للبلطجية واللصوص بعدما تركتها الحكومة بلا حراسة وأصبحت محتوياتها مطمعًا للمنحرفين، ونعيش فى حالة رعب دائم من مشاجرات البلطجية التى نسمعها فى الليالى المظلمة، كما أننا لا نأمن على أطفالنا وبناتنا فى الخروج للشارع أو المرور بجوار هذه العمارات".


وطالب فوزى عبد اللطيف، مدرس، بإعادة ترميم هذه العمارات أو هدمها وإعادة بنائها من جديد، بدلًا من بقائها على هذا الوضع منذ أكثر من 20 عامًا، كما طالب بفتح تحقيق عاجل فى هذه المشكلة التى تعتبر قضية إهدار مال تستوجب المساءلة والمحاسبة لكل من تهاون وتساهل فى حل هذه المشكلة التى تضررت منها 200 أسرة.


اقرأ أيضًا:

لتطوير مهارات الخريجين.. إنشاء أكاديمية هواوى بجامعة جنوب الوادي

مصرع شخصين وإصابة 6 في حادث تصادم قرب دير ماري جرجس بقنا