الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب أحمد البراهمي تكتب: أبجدية الحب (شعر)

صدى البلد

 ألف.. باء.. تاء
تعلمـــت منك أبجدية الحب
يا بدايـة كل حروف الهجاء
حفظت كل كلمات الحنيـــن
وأحسست بكل معاني النقاء
فأنت الحنــان وحبي الأول
بل أنت عشقي بغير انتهـاء
أتعلم كم إليك يا أبت اشتقــــت؟
هل تعلم كم إليك يا أبت احتجت؟
يا أنشودة الصدق في زمن الرياء
أحبك بعدد حــــــروف الكلام
يا رمزالخلود في قلبي والبقاء
مأساتي تكمن في رحيلك 
عني مبكرا
فلم تضـع يدك في يدي
ولم تقل لي إلى اللقــاء
وددت أن تحدث أشيـاء كثيـرة بيننــا
فلم تطلب مني يوما أن أحضر لك الفاكهة
أو أن أطهـــــــو لك ما تحـب على الغداء
لم تطلــب مني كي المـــــلابس
أو أن أعد لك الشاي بعد العشاء
لم تطلب مني أن أستذكر دروسـي
ولم تعنفني إن تأخرت 
بتجوالي في المساء
لم تقـــل لي.. افعلــي أو لا تفعلـي
لم أسترشد بك كما يسترشـد الأبناء بالآباء
لم تطلب مني أن أصنع لك القهوة
أو أن أعــد لك كوبا من العصيــــر
لأن وجودك في حياتي حقا كان قصيــرا
لم تأخذني معك إلى البلـــدان 
في السفـر
لم تقل لي هذا خطأ وهذا صواب
كما يفعل البشر
ورغم ذلك وجودك في حياتي كان كافيا
ليخلـــق مني شبيـــــها لـك في الفكـــــر
كان كافيا لكي يجعلني لا أرى من الدنيا
سوى حنــانك أنت وكلمــاتك أنت
وابتســـامتك أنت
ما زال صوتــــك وأنت تصلي
عالقا بأذني
كنت أفهم من حديثك
ماذا تقول وماذا تعني
ما زال وجهـك مرسوما 
في بؤبؤ عيني
أتعلم شيئا يا أبت؟؟؟
لم يصدق عقلي الصغير أنك عني رحلـت
بل كنت أنتظر عودتك كل يوم وكل وقت
كنت أظنــك ستعود يوما من الترحـال
وظل هذا الحلم يلازمني لسنــوات طويلة
كان هاجسا مسيطرا على أحلامي القليلة
ما زالت ذكريـاتي معك 
في طرقات المدينة
فقد كنت أحب أن أذهب معك 
إلى كل مكــان
رغم أننا في بلد لا تعامل الفتيات 
كما الفتيان
ما زلت أذكر كثيرا من كلامك
 رغم صغري
والدفء في صوتك ما زال 
يمنحني الحنـــان
فلقد أعطيتني حــبا رائعا 
يكفيني عمــــرا
ومنحت قلبي الصغيـر 
قدرا كبيرا من الأمان