لم يسلم المدنيين من الحرب الدائرة في إقليم تيجراي حتى أنها طالت الأطفال والنساء حيث كشفت منظمة اليونيسف حاجة أكثر من مليوني طفل إلى مساعدات إنسانية في منطقة تيجراي الإثيوبية وسط النزاع المسلح المستمر هناك.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنريتا فور، إنه داخل منطقة تيجراي، أدى تقييد الوصول وانقطاع الاتصالات المستمر إلى ترك ما يقدر بنحو 2.3 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة إنسانية وهي بعيدة عن متناول أيديهم".
اقرأ أيضا |إقالة المسئولين.. هل يسعى آبي أحمد إلى التخلص من المعارضة الإثيوبية؟
وفى وقت سابق قالت المنظمة أن هناك ما يقرب من 30 ألف شخص فرو إلى السودان، منهم 12 ألفا من الأطفال، وحثت جميع أطراف النزاع على السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول دون عوائق إلى جميع المجتمعات المتضررة.
وأردفت: "يجب على جميع أطراف النزاع الامتناع عن استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان وحماية البنية التحتية المدنية الأساسية مثل المدارس ومرافق الرعاية الصحية ومنشآت المياه والصرف الصحي".
معاناة اللاجئين
تصاعد التوتر في إقليم تيجراي أديس إلى نزوح آلاف المواطنين نحو السودان هربا من الموت والحرب الدامية والتى بدأت فى 4 نوفمبر بعد إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، شن عملية عسكرية داخل الإقليم وفرض حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر، في هذا الإقليم الذي أجرى في سبتمبر الماضي انتخابات محلية تعتبرها حكومة أديس أبابا غير شرعية.
كما أعلنت مفوضية اللاجئين التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أن وكالات الأمم المتحدة تتوقع وصول 200 ألف لاجئ إثيوبي إلى السودان هربًا من العنف الدائر جراء الحرب في إثيوبيا وذلك في خلال 6 أشهر.
تصاعد التوتر
منذ إعلان الحرب فى تيجراي أصدر آبي أحمد عدة قرارات وصفها البعض بأنها محاولة للتخلص من المعارضة حيث أنه أعلن خلال الأيام الماضية إقالة وزير الخارجية جيدو أندارجاشيو، ورئيس جهاز المخابرات والأمن الوطنى الإثيوبى، ديميلاش جبريميشيل، وقائد الجيش.
مواليين للحكومة المركزية
استبدل رئيس وزراء اثيوبيا، المسؤولين المقاليين لآخرين يضمن ولائهم حيث جاء برهان جولا، نائب قائد الجيش، قائدًا جديدًا للجيش، فضلا عن تعيين ديميكي ميكونين وزيرًا للخارجية الإثيوبية، خلفًا لـ قدو أنتقاشو، بالإضافة إلى منصبه كنائب رئيس الوزراء الإثيوبي، فيما عين غدو أندرجاتشاو، مستشارا لرئيس الوزراء للأمن القومي.
وشمل القرار أيضًا تعيين تمسجين تيرونه، الذي كان يشغل منصب حاكم إقليم الأمهرة، مدير لأمن شبكة المعلومات "إنسا"، بدلا عن ديميلاش جيبري ميكائل، الذي عينه مفوض مفوضية الشرطة الفيدرالية الإثيوبية.
كما أكد رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، الأحد الماضي أن أديس أبابا قادرة بمفردها على تحقيق أهدافها من العمليات العسكرية في إقليم تيجراي.
وقال آبي أحمد، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "سوف تسود العدالة.. إثيوبيا ستنتصر"، مضيفا أن "كل من ارتكب جرائم ضد الإنسانية والسلام سيتم محاسبته".
واندلع القتال في شمال إثيوبيا أوائل الشهر الجاري بعد أن اتهمت الحكومة الفيدرالية الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي - الحزب الحاكم في الإقليم - بمهاجمة قاعدة عسكرية محلية وشنت عملية ضدها. وأثارت الاشتباكات التي تلت ذلك مخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة في إثيوبيا وانتشار الصراع إلى الدول المجاورة.