الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الانزلاق في حرب أهلية.. إثيوبيا ترفض الوساطة الأفريقية لإنهاء الصراع.. آبي أحمد يتخلص من المعارضة داخل الحكومة.. جبهة تيجراي تضرب مناطق داخل امهرة.. والأمم المتحدة تطالب بفتح ممرات إنسانية

الحرب فى أثيوبيا
الحرب فى أثيوبيا

  • الحرب في إقليم تيجراي
  • إثيوبيا ترفض الوساطات الدولية لإنهاء الصراع
  • الاتحاد الأفريقي يشكل لجنة من 3 رؤساء سابقين
  • يونيسيف: نتوقع نزوح 200 ألف إثيوبي نحو السودان
  • الأمم المتحدة: نشعر بقلق بالغ حيال الوضع في إثيوبيا


تشهد منطقة تيجراي حربا دامية على الأرض، فمن الواضح عدم إصغاء الحكومة المركزية في أديس أبابا إلى الدعوات الدولية والأفريقية بشأن وقف إطلاق النار وإنهاء النزاع في تيجراي، خاصة مع سقوط ضحايا من المدنيين ونزوح آلاف اللاجئين الإثيوبيين نحو السودان.


تصميم رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد والحائز على جائزة نوبل للسلام، على خوض حرب شرسة بات واضحا بالنسبة للعالم كله، خاصة بعد محاولات الاتحاد الأفريقي للوساطة ودعوته لحوار وطني، ولكن ماكان من آبي أحمد إلا إعلان الرفض.


اقرأ أيضًا: 
الحسم الأخير.. هل تشهد إثيوبيا حربا تاريخية بعد انتهاء فترة الاستسلام؟


رفض الوساطة الأفريقية

كذبت أديس بابا السبت الأنباء التي تحدثت عن إجراء محادثات وشيكة حول النزاع في منطقة تيجراي، واعتبرتها "وهمية".


اقرأ أيضًا | إقالة المسئولين.. هل يسعى آبي أحمد إلى التخلص من المعارضة الإثيوبية؟


وكتب فريق العمل الحكومي المعني بإقليم تيغراي على "تويتر" صباح أمس، السبت: "الأخبار المتداولة، عن أن المبعوثين سيسافرون إلى إثيوبيا للتوسط بين الحكومة الاتحادية والعنصر الإجرامي في الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وهمية".


يأتى ذلك بعد إعلان رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، أن الاتحاد عيّن 3 رؤساء سابقين كمبعوثين خاصين إلى إثيوبيا لمحاولة الوساطة بين الأطراف المتصارعة.


وقال رامافوزا في بيان إنه تم تعيين يواكيم تشيسانو، الرئيس السابق لموزمبيق، وإلين جونسون سيرليف، رئيسة ليبيريا السابقة، وكغاليما موتلانثي، الرئيس السابق لجنوب أفريقيا، معبّرا عن "رغبته العميقة في إنهاء النزاع عبر الحوار بين الأطراف".


وأضاف أن المبعوثين سيتوجهون إلى إثيوبيا لـ"تهيئة الظروف لحوار وطني مفتوح، لحل القضايا التي أدت إلى الصراع.. ومساعدة الشعب الإثيوبي الشقيق على إيجاد حل للمشاكل الحالية بروح من التضامن".


هجوم على مدير الصحة العالمية

الجيش الإثيوبي الذي يشن عمليات عسكرية ضد إقليم التيجراي المتمرد، لم يكتف بذلك القدر بل امتد هجومه نحو مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرسوس، المنحدر من إقليم التيجراي، حيث اتهمه قائد الجيش الإثيوبي بالتواطؤ مع سلطات إقليم تيجراي.


وقال قائد الجيش الإثيوبي، إن مدير منظمة الصحة العالمية يقوم بمحاولة شراء أسلحة لإقليم تيجراي لقتال قوات الحكومة، وذلك بحسب ما ذكرته رويترز.


وقال برهان جولا عن مدير المنظمة إنه "عمل في دول مجاورة لإدانة الحرب. عمل لصالحهم للحصول على الأسلحة".


وأضاف أن تيدروس "لم يوفر جهدا" لمساعدة "جبهة تحرير شعب تيجراي"، الحزب الذي يقول رئيس وزراء إثيوبيا أبيي أحمد إنه يستهدفه في حملته العسكرية على المنطقة، إلا أن مدير منظمة الصحة العالمية أكد أنه لا يدعم أي طرف في نزاع تيجراي بإثيوبيا.


تصاعد فتيل الحرب

وبين الوساطة الأفريقية والهجوم على مدير الصحة العالمية، لم تتوقف عمليات إطلاق النار بين طرفي النزاع فى إثيوبيا بل يعلن كل طرف عن نجاحاته فى ضرب الآخر دون الاعتبار لسقوط ضحايا من المدنيين لا حول لهم ولا قوة، حيث لا تزال الحكومة المركزية الإثيوبية تعلن عن تقدمها نحو إقليم تيجراي، حيث أحكمت السيطرة على مدينة آديجرات ضمن إطار حملة عسكرية تنفذها في إقليم تيجراي المعارض شمال البلاد.


وذكر مكتب لجنة حالة الطوارئ الحكومية في بيان نشره على حسابه في "تويتر"، أن مدينة آديغرات "حررت بالكامل من ميليشيات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، مضيفا أن القوات الحكومية تواصل التقدم نحو مركز الإقليم مدينة ميكيلي الواقعة على بعد نحو 115 كلم.


ويأتي ذلك بعد إعلان الحكومة الإثيوبية عن انتزاع قواتها مدينتي أكسوم وأدوا في الإقليم الواقع عند الحدود مع إريتريا والسودان.


أما قوات إقليم تيجراي، فقد شنت هجوما صاروخيا على مدينة بحر دار بإقليم أمهرة دون أن يتسبب في أضرار، وذلك وفقا لمكتب الاتصال الحكومة الإثيوبي.


وقال مكتب الاتصال الحكومي على صفحته على "فيسبوك": "جماعة الجبهة الشعبية لتحرير تجراي غير الشرعية شنت هجوما صاروخيا حوالي الساعة 1:40 صباحا في بحر دار.. الصواريخ لم تلحق أضرارا ببحر دار".


وهذه هي المرة الثانية التي تعلن فيها "جبهة تحرير تجراي" استهداف إقليم أمهرة بالصواريخ.


ويخوض الجيش الإثيوبي منذ أسبوعين معارك في تجراي شمال البلاد، على خلفية عدم اعتراف الحكومة المركزية بانتخابات الإقليم.


تنديد دولي وأممي

بين تلك الحرب الدائرة في شمال إثيوبيا، هناك مدنيون لا يحملون السلاح بل ويلقون حتفهم أو يموتون جوعًا، لذلك دعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "فتح ممرات إنسانية" في إثيوبيا لتوفير المساعدات للسكان العالقين في النزاع الدائر في إقليم تيجراي، معربًا عن أسفه لرفض السلطات أي وساطة.


وقال أمين عام الأمم المتحدة: "نشعر بقلق بالغ حيال الوضع في إثيوبيا" و"الأثر الإنساني المأساوي" الذي يمتد إلى السودان.


وأضاف: "نقوم بكل ما هو ممكن لحشد الدعم الإنساني للاجئين المتواجدين حاليا في السودان. ونطالب بالاحترام الكامل للقانون الدولي وبفتح الممرات الإنسانية".


وقال غوتيريش إن "الحقيقة هي أنه سيكون من الضروري إيصال المساعدات إلى مناطق النزاع. إنه أمر يشكّل مصدر قلق هائلا بالنسبة إلينا" و"آمل بأن تلقى هذه الدعوات آذانا صاغية".


الأطفال الإثيوبيون
أكثر من مليوني طفل يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في منطقة تيغراي الإثيوبية وسط النزاع المسلح المستمر هناك، هكذا صرحت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنريتا فور، والتى قالت: "داخل منطقة تيجراي، أدى تقييد الوصول وانقطاع الاتصالات المستمر إلى ترك ما يقدر بنحو 2.3 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة إنسانية وهي بعيدة عن متناول أيديهم".


30 ألف لاجئ

وأشارت فور إلى أنه منذ بداية الصراع في وقت سابق في نوفمبر الجاري، فر ما يقرب من 30 ألف شخص إلى السودان، منهم 12 ألفا من الأطفال، وحثت جميع أطراف النزاع على السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول دون عوائق إلى جميع المجتمعات المتضررة.


وتابعت: "نتوقع عبور أكثر من 200 ألف شخص في الأيام والأسابيع المقبلة، فإن الدعم الإضافي أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا لتلبية الاحتياجات المتزايدة".


وأردفت: "يجب على جميع أطراف النزاع الامتناع عن استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان وحماية البنية التحتية المدنية الأساسية مثل المدارس ومرافق الرعاية الصحية ومنشآت المياه والصرف الصحي".


ويخوض الجيش الإثيوبي منذ أسبوعين معارك في تجراي شمال البلاد، على خلفية عدم اعتراف الحكومة المركزية بانتخابات الإقليم، وأثارت الاشتباكات التي تلت ذلك مخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة في إثيوبيا وانتشار الصراع إلى الدول المجاورة.


أسباب الحرب فى تيجراي

شرارة الحرب فى تيجراي تعود جذورها لعدة سنوات ماضية، حيث كانت نخبة إقليم تيجراي مهيمنة عل السلطة منذ عام 1991 حتى عام 2018 وهو تاريخ مجيء آبي أحمد إلى السلطة، ومنذ ذلك الحين تراجع نفوذ جبهة تحرير شعب تيجراي ووجهت اتهامات لآبي أحمد بإقصائهم من الحكومة المركزية والجيش، وعليه هدد الإقليم بالانفصال عن إثيوبيا.


حزب الازدهار

ولكن آبي أحمد قام بحل تحالف الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الحاكم سابقا وتأسيس حزب الإزدهار والذي رفضته جبهة تحرير شعب تيجراي وابدت عدم رغبتها فى الانضمام إليه.


الانتخابات
قرارات الحكومة الفيدرالية بتأجيل الانتخابات في عموم البلاد بسبب تفشي وباء كورونا، أزالت الرماد من فوق الجمر واشتعلت نيران الحرب لدي إقليم تيجراي الذي فضل عدم الرضوخ لهذا القرار وأجرت الإدارة داخل الإقليم انتخابات في سبتمبر الماضي في تحدٍ لقرار الحكومة المركزية.


وبعد يوم من تمديد ولاية رئيس الوزراء أمام البرلمان، قالت جبهة تحرير شعوب تيجراي إنه لم تعد لدى آبي أحمد سلطة نشر الجيش لانتهاء ولايته.


ومنعت سلطات ولاية تيجراي نشر القادة العسكريين الذين أرسلوا لتولي مسئولية القيادة الشمالية في ميكيلي عاصمة الإقليم.


واتهم بيان حكومي جبهة تحرير تيجراي الشعبية، بمحاولة إثارة الاضطرابات وحرب أهلية من خلال تنظيم هجوم للميليشيا على قاعدة رئيسية للجيش الإثيوبي في تجراي في الساعات الأولى من يوم الأربعاء الموافق 4 نوفمبر.