الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة يوضح المقصود بقوله تعالى غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب

صدى البلد

فسر الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، قول الله- تعالى-: «غَاِفرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ». مشيرًا إلى أن صفات جماله- سبحانه وتعالى- كانت غالبةً على صفات جلاله.

وأوضح علي جمعة في بيان له، أن «غَافِرِ الذَّنبِ» بدأ بالجمال ؛وهو سبحانه غافر الذنب حتى من غير توبة لمن يشاء، فأتى بالواو وقال: «وَقَابِلِ التَّوْبِ» وأن{التَّوْبِ} جمع توبة، أو مصدر لـ (تاب) يتوب توبًا، لافتًا إلى أنه سواء أكان جمع توبة لأن الإنسان يتوب مرةً بعد مرة، أم كان مصدرًا لتاب يتوب توبًا، فالمصدر مُطلق خالص، غير مُقيد، سواء أكان ذلك أم هذا؛ فإنه قابل التوب.

وأضاف علي جمعة أنه جمال في جمال ؛ تجلى- سبحانه وتعالى- بجلال جماله على الأكوان؛ فسبحت بحمده الكائنات جَلَّ وَجْهُ الله ،«قلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ» هو الرحمن، لافتًا إلى أن رب العزة سبحانه برحمانيته استوى على عرشه، وبها بدأ الخلق، وأرسل الرسل، وختمهم، وبها افتتح كتابه، وسبقت رحمته غضبه؛ فلا ملجأ منه إلا إليه.

وأشار علي جمعة إلى أنه لم يأت بالواو ويقول: «شَدِيدِ العِقَابِ» وكأنها مفردة؛ حتى لا يطمع الفاسقون في عفوه ويؤذون المؤمنين، حتى لا يطمع الفاسقون والكافرون في عفوه ويفسدون في الأرض؛ فيقول «شَدِيدِ العِقَابِ»، لافتًا إلى أنه رجع بعد ذلك لصفات جماله مرة أخرى؛ لأن البشر لا يطيقون أن يكون ربنا شديد العقاب؛ فيقول: «ذِي الطَّوْلِ» أي الفضل والعفو والرحمة.

وأردف علي جمعة، أنه يأتي من بعد هذه الشدة: «ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ» فيجعل هذه الصفة (شدة العقاب) بين جمالين؛ بين غفران ذنوب وقبول التوبة، وبين الفضل الواسع من عنده سبحانه وتعالى، والذي لا يحُدُه شيء.

واختتم الدكتور علي جمعة، بيانه، بأن الله- سبحانه وتعالى- يذكرنا بأنه كما وصف نفسه بالعزة؛ فإنه لا شريك له، ويذكرنا بيوم القيامة الذي هو محل الرحمة، كما أنه محل العذاب {لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ المَصِيرُ}، مضيفًا: «تدبر وتأمل، تعلق بجلاله تعالى، وتخلق بجماله ، واستح منه».