الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معاملة النساء كالأميرات.. مقهى ياباني يقدم تجربة خيالية للهروب من تسلط الرجال| صور

مقهى ياباني
مقهى ياباني

اشتهرت مقاهي «الخادمات اليابانيات» منذ حوالي 20 عامًا، حيث تضم نادلات يرتدين زيًا رسميًا ويخاطبن الزبائن الذكور على أنهم "أسيادهم" أو ما شابه، حيث تعرف اليابان بسيطرة الرجال الصارمة. 

لكن في الآونة الأخيرة تم إطلاق نسخة جديدة "معكوسة" من أجل النساء للترفيه عنهن، أطلق عليها "مقاهي الحشم والخدم الشخصي".

تهتم تلك المقاهي بالنساء والفتيات وتعاملهن معاملة ملكية "كالأميرات" في القصص الخيالية، حيث يتدفقن فيها للاستمتاع بأفخم خيالاتهن القائمة على الهروب من قيود النظام الأبوي - على الأقل لمدة ساعة ونصف. 

وذلك مقابل مبلغ صغير نسبيًا من المال، يمكن للنساء من أي خلفية تقريبًا الذهاب إلى مقهى كبير الخدم وتلقي العلاج الملكي النفسي، بالعيش في الخيال لدقائق.

أحد هذه المقاهي، يسمى Swallowtail، تم تصميمه على غرار القصور البريطانية النمطية، ويُعطى الزبائن جرسًا يستدعي على الفور النوادل الذين يرتدون بذلات رسمية ويتصرفون مثل الخدم الشخصيين للزبونة.

ويقدمون لهن الحلوى والشاي اللذيذ، ويدعون الزبائن من النساء بالـ "أميرة"، كل هذا بسعر أقل من سعر الوجبة في أي مطعم عادي.

يقول «فيليب كراهسان» عضو دليل الاستشارات لصحيفة مترو: "تتمتع مقاهي بتلر بجو من العظمة والفخامة المطلقة، ونفترض أن هذه هي الطريقة التي تعيش بها العائلة المالكة". 

الرجل الياباني "ابن ماما"

تقول الدكتورة «كينكو إيتو» أستاذة علم الاجتماع في جامعة أركنساس في ليتل روك ببريطانيا والمعروفة بأبحاثها عن الثقافة الشعبية اليابانية، عن مقاهي "الخدم والحشم الشخصي»، إنها أحدث نقطة التقاء اجتماعية للشابات في اليابان.

وأشارت إلى مقال في مجلة تايم من عام 2007 بعنوان "حيث تحكم المرأة اليابانية"، يصف المقال مقاهي الخدم الشخصي كمكان يمكن للمرأة اليابانية أن تذهب إليه للحصول على المعاملة الملكية في مجتمع أبوي متسلط.

تصف الدكتورة إيتو اليابان على أنها لا يزال أمامها طريق طويل قبل أن تحقق المساواة بين الجنسين، تقول: "أعتقد أن أوضاع النساء تتحسن، لكن بارتفاع ضئيل جدًا.. آمل أن تكون عملية تطورية".

وأكدت أن الأمر سيستغرق الكثير من الوقت والتعاون من الرجال اليابانيين لتفهم وتطوير وضع المرأة إلى مستوى غربي معين. 

يوجد لدى العديد من المنظمات اليابانية الكبيرة الآن نظام "إجازة الأبوة" حيث يمكن للعمال الذكور أخذ إجازة من بضعة أشهر إلى عدة أشهر أو حتى سنة واحدة لرعاية أطفالهم.

ويقوم العديد من الشباب بالأعمال المنزلية ويساعدون زوجاتهم، لكن خلاصة القول هي أن عددًا كبيرًا من الرجال اليابانيين هم "أولاد ماما"، وإذا تمكنوا من التراخي وتجنب القيام بالأعمال المنزلية، فإنهم سيفعلون ذلك بلا تردد، فدائمًا ما يتوقعون من زوجاتهم أن تعتني بهم مثل أمهاتهم.

وعن المقاهي يقول كراهسان: "الخيال هو حالة مثالية حيث يمكنك تحقيق أقوى أحلامك، يوفر مقهى الخادم الشخصي الهروب من حياة القمع والقيود، إنه يوفر شعورًا بالاهتمام والعظمة واحترام الذات، وبثمن ميسور التكلفة".

مواصفات الخادم الشخصي

تجد النساء غايتها في تلك المقاهي، فالخادم الشخصي يتصرف مع النساء كأنهم أميرات والمقهى قصرهن، ويمكنهم التحدث إليه على أنه مجرد خادم، فهو محترم ويستخدم لغة مناسبة ولطيفة.

الجمل التي يستخدمها الخادم الشخصي في الحديث ليست من المحادثات اليومية المعتادة ولكن من القصص الخيالية والروايات الرومانسية، حيث تكبر الفتيات اليابانيات على قراءة المانجا.

وبالتالي تبدو المحادثة الذكية طبيعية ورومانسية لأنهن قرأن السطور من قبل وتخيلن الواقع، وهذا النوع من التفاعل يخفف من الضغط الواقع على العديد من الشابات العاملات في الشركات مع رؤسائهن وزملائهن الذكور.

الخيال مفيد للصحة العقلية

يقول كراهسان إن تمثيل التخيلات يمكن أن يكون مفيدًا لصحتنا العقلية، لكن من المهم معرفة متى نعود إلى الواقع، فعند التفكير في علم النفس التطوري، من المهم للأطفال أن يلعبوا ويتخيلوا ويتصرفوا حتى يتمكنوا من النمو والتطور طوال الحياة.  

وفي حياة البالغين، يمكن للهروب ولعب الأدوار أن يجسد الأوهام ويعطي نظرة ثاقبة لما تريده حقًا، بغض النظر عن مدى بعده عن المنال، الشيء الإيجابي هو قدرتك على استخدام الخيال للتوعية والتحفيز، وهذه هي الطريقة التي تشق بها طريقك إلى حياة ناجحة وأكثر سعادة. 

الخطر هو أن تظل عالقًا في الخيال، إنه يؤهلك لعالم مثالي حيث لا توجد لديك مشاكل ولا يتعين عليك أبدًا العمل للوصول إلى تلك الحالة الفردوسية.

ويضيف: "يمكن للحياة الخيالية النشطة أن تخلق الدافع والمثابرة لتحقيق النجاح، لكنها تسير على حبل مشدود بين استخدام خيالك، أو أن تضيع فيه."