الخطة الإخوانية للتمكن من الجيش لن تموت

أقسم الفريق أول اللواء عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري، في التصريحات التي أعقبت لقاء الرئيس الإخواني محمد مرسي مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بالله "بأن القوات المسلحة من أول 25 يناير حتى الآن لم تقتل ولم تأمر بقتل، ولم تخون ـ ولم تأمر بخيانة، القوات المسلحة شريفة، مطالباً بالحفاظ عليها" كان بمثابة الصاعقة التي سقطت على رأس النظام الإخواني جماعة ورئاسة وحكومة، فأفشلت حملته الممنهجة للإيقاع بين الجيش والشعب على مدار الأسبوع الأخير من مارس والنصف الأول من أبريل، والنيل من قياداته العسكرية وفي مقدمتها الفريق أول السيسي.
يقيني كأي مواطن مصري سمع الفريق السيسي وصدقه، يساويه يقيني أن جماعة الإخوان ونظامها لن تتراجع عن استهداف الجيش المصري، وتفكيكه وإعادة بنائه وتركيبه وفقا لبنيتها التنظيمية وأهدافها التوسعية، ودعما لأهداف الدول التي ساندها ودعمتها في الوصول إلى حكم مصر وفي مقدمتها إسرائيل وأمريكا، والتي في مقدمتها ضرب الجيش المصري وتفريغه من عقيدته الرئيسية التي تعتبر إسرائيل العدو الأول وذلك بتسريح قيادات جيل أكتوبر 1973.
وتأكيدا على ذلك، أن الحملة على الجيش والمؤسسة العسكرية كانت تسير قدم بقدم مع حملة ضد جهاز المخابرات العامة، الأمر الذي يعني أن الاستهداف له خطة محكمة، تقوم في نفس التوقيت على ضرب المؤسسات السيادية المرتبطة بعضها البعض وتتمتع بالوطنية والولاء لمصر، لقد ظنت أنها يمكنها عبر تنظيميها الخاصين الداخلي والخارجي أن بإمكانها ضرب المؤسسة العسكرية ومؤسسة المخابرات العامة، والانقضاض عليهما في ضرب واحدة، متوهمة أن وصولها للرئاسة ودعم الغرب لها سوف يمكنها بسهولة من عمل انقلاب يطيح بالمؤسستين.
لكن فشلها وانتباه المؤسستين العسكرية والاستخباراتية لما يحاك ضدهما، لا يعني فشلها ومن ثم إعادة تكرار المحاولة في مرحلة قادمة، مع تعديل للخطة والحرص على عدم تسربها وضمان نجاحها.
ومما يؤسف له أن الكثيرين يأخذون الأمر مأخذ السخرية والاستهزاء تقليلا من حجم الخطر، ولهؤلاء نقول عليكم العودة إلى تاريخ الجماعة وتنظيمها الخاص المسلح وما يحمل بداخله من خيانات للوطن والإسلام، والذي انتهى بها إلى جماعة سياسية لا علاقة لها بالدين من قريب أو بعيد إلا إذا كانت "تقية"، وانظروا من المرشد العام وأعضاء مكتب الإرشاد الذي خرج منه رئيس الجمهورية محمد مرسي، إنها مجموعة سيد قطب الذي كفر المجتمع المصري وجعل العنف منهجا وسبيلا.
إن الرئيس جمال عبد الناصر لم يكن مجنونا حين اعتقل 30 ألف منهم في ليلة وضحها، وضرب بيد من حديد على رؤوسها، لقد كان يدرك حجم الكارثة التي يرتكبونها في مصر والمصريين لو تركهم، وقد تجلت الكارثة في عهد الرئيس أنور السادات الذي فتح لهم البلاد طولها وعرضها ليعبثوا بها كيفما شاءوا، فامتلأ بهم البلاد وغرسوا فيها غرسهم الضال لتنبت الجماعة الإسلامية والجماعة الجهادية والجبهة السلفية وجماعة التكفير والهجرة وغيرها، لينتهي الأمر باغتياله على يد الجماعة الإسلامية.
إن كل يوم، كل ساعة، كل دقيقة تمر في حكم الجماعة الإخوانية لمصر، يزيد من قبضة الجماعة على الدولة ومفاصلها، ويضخم من إمكانياتها بعد أن أضيفت لها إمكانيات الدولة، وربما لذلك تسعى للانقضاض على الجيش ومؤسسته، ومؤسسة المخابرات العامة، ليكتمل لها الأمر، تمكنها من هاتين المؤسستين ودخولهما تحت إمرة المرشد العام، سوف يمكنها من إدخال التنظيم السري في صفوفهما، وهو تنظيم عسكري متخصص في الاغتيالات والحرب، يقسم على الولاء التام للجماعة ومرشدها.
وهكذا تستطيع دعم تنظيمها الدولي وحركته في 67 دولة المتواجد فيها لتثبيت أركانها، وتأهليها للعمل على مشروع الخلافة الإسلامية أو بمعنى أدق الإخوانية.
ووفقا لذلك فإن تمكنها من مؤسستي الجيش والمخابرات سوف يفتح الطريق لكوادر التنظيم الدولي العمل بثقة وطمأنية في كل الدول خاصة في الجزيرة العربية ودول الخليج العربي، باعتبارها الأقرب والأولى للضم تحت راية المرشد، لتصبح القاهرة عاصمة المرشد وولاة المرشد رؤساء أو حتى ملوك هنا وهناك.
وتظل خطة التمكين من الجيش تحديدا قائمة، قد تفشل الآن ويتم تأجيلها وإعادة صياغتها أكثر من مرة، لكنها محل محاولة بين الحين والآخر، لأنها أبدا لن تموت فهي في القلب من نجاح المشروع الإخواني.