الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصريات خلدهن التاريخ.. لطيفة النادي ثاني فتاة في العالم تقود طائرة

لطيفة النادي أول
لطيفة النادي أول فتاة مصرية تقود طائرة

حازت علي لقب أول طيارة "كابتن" مصرية وأصبحت أول فتاة مصرية عربية إفريقية تنال إجازة الطيران، فقد جاءت رقم (34) بعد 33 طيارا جميعهم رجال فضلا عن كونها أول فتاة مصرية تقود طائرة بين القاهرة والإسكندرية وتأتي في المركز الثاني عالميا كأول امرأة تقود طائرة.

لطيفة النادي من مواليد 29 أكتوبر 1907، كان والدها يعمل بالمطبعة الأميرية والتحق بـ "الأميركان كولدج" وفي يوم من الأيام قرأت لطيفة عن الطيران ومن ثم وجدت أن كل العاملين بهذه المهنة جميعهم رجال، ونتيجة لحبها وشغفها الكبير عن تشجيع الفتاة علي العمل وإيجاد منافسة بين الرجل والمرأة والسبب هو يقينها بأن المرأة قادرة علي شغل جميع الوظائف وللقضاء علي فكرة للرجال فقط !

رفض والدها فكرة عملها بمجال الطيران بحجة أن البنت يجب أن تكتفي بدراستها للمرحلة الإبتدائية ولكن والدتها قامت بتشجيعها للوصول إلي حلمها لذا لجأت إلي "كمال علوي" مدير العام مصر للطيران آنذاك ونتج عن هذا اللجوء منعها من النقود من قبل والدها كنوع من إحداث عجز أو كعقاب.

عملت في بادئ الأمر كسكرتيرة بمدرسة الطيران وكانت تحضر دروس الطيران أسبوعيا دون علم والدها وذلك بهدف الالتحاق بالمدرسة كطالبة ومرتب هذه الوظيفة وسيلة تمكنها من سداد المصروفات.

كما تتلمذت علي يد مدربين مصريين وإنجليزيين حين تلقت التدريب والعمل في مطار ألماظة بمصر الجديدة حيث كانت الشابة الوحيدة بينهم ولكفاءتها ومهارتها العالية التي أثبتتها حظيت باحترامهم وتقديرها من جانبهم.

سلكت لطيفة كل الطرق ودقت الأبواب إلي أن لجأت مرة أخري إلى الكاتب الصحفي أحمد الصاوي صاحب العمود الصحفي الشهير «ما قل ودل» والذي كان ينشر بجريدة الأهرام؛ وقالت له: "عاوزة اتعلم طيران". كان رد الصاوي: "أنتي لسه صغيرة، ولازم موافقة أهلك". وما كان منها إلا أن أحضرت والدتها، وقالت الوالدة: "إن التحاق لطفية مشروط بعدم دفع مليم واحد للدراسة لأن والدها إن علم بالأمر، أو حدث لها أي مكروه هيقول أنت اللي قتلتيها.

وبدأت لطيفة أولي خطوات تحقيق حلمها بالعمل والتدريب معا لسداد مصروفات الدراسة.

في عامها السادس والعشرون أصبحت أول امرأة تقود طائرة بين القاهرة والإسكندرية وثاني امرأة علي مستوي العالم تقود طائرة بمفردها وذلك بعد قيادة دامت نحو 13 ساعة من الطيران المزدوج مع "مستر كارول" كبير معلمي الطيران بالمدرسة والجدير بالذكر أنها تعلمت الطيران في 67 يوما حيث التقطت عدسات الصحفيين لحظات الاختبار العملي لأول طيارة كابتن مصرية بأكتوبر 1933.
 
وكانت أجمل لحظات عمرها -على حد قولها- عندما أخذت والدها في الطائرة، وقادت به فوق القاهرة ثم ذهبت إلى الجيزة والتفت بالطائرة حول الأهرامات وأبي الهول، ولما رأى جرأتها وشجاعتها قام بتشجيعها واحتضانها.

شاركت لطيفة في الجزء الثاني من سباق الطيران الدولى وهو سباق سرعة بين القاهرة والإسكندرية، حيث بدأ السباق في 19 ديسمبر 1933 ، و تربعت لطيفة على طائرة من طراز جيت موث الخفيفة بمحرك واحد ومتوسط سرعة 100 ميل في الساعة، وكانت أول من وصل إلى نقطة النهاية رغم وجود طائرات أكثر منها سرعة.

لم تتوقف لطيفة عن المشاركة في مسابقات الطيران، وكان من بينها سباق دولي أقيم في مصر عام 1937 من القاهرة إلى الواحات اشترك فيها 14 طيارًا وطيارة من مختلف جنسيات العالم، وجاء ترتيب لطفية في المرتبة "الثالثة" بين السيدات المشتركات.

كما لاقت الدعم والمساندة من قبل هدي شعرواي حين ناشدت بضرورة بمنحها طائرة خاصة لتكون سفيرة بالنيابة عن بنات مصر في الدول التي تحلق بها وتوضح للجميع قدرة المرأة المصرية علي خوض التجارب بجميع المجالات.

توالت إنجازاتها إلي أن تم تعيينها بمنصب سكرتير عام نادي الطيران المصري حيث شهد لها بإدارتها ذي الكفاءة العالية إلي أن هاجرت إلي سويسرا وحصلت علي الجنسية السويسرية.

لم تتزوج، وتوفيت عن عمر يناهز الخامسة والتسعين في القاهرة عام 2002.