الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حد الطار .. السينما السعودية كما لم تشاهدها من قبل





أعترف بسعادة للمستوى الجيد الذي ظهرت به السينما السعودية في مهرجان القاهرة من خلال فيلم "حد الطار" والذي حقق جائزتين، جائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة أفضل ممثل لفيصل الدوخي في المسابقة العربية، أعرف جيدا محاولات السينما السعودية طوال سنوات مضت وكنت أستمع خلال زياراتي للمملكة منهم عن أحلام وطموحات كانت تبدو بعيدة المنال في حرية التصوير وطرح الموضوعات ووجود دور عرض سينمائية وإقامة مهرجانات،  بل كنت طرفا في محاولة منذ سنوات لإقامة مهرجان سينما في السعودية وتحدثت وقتها مع سينمائيين ونجوم مصريين لدعم الفكرة والسفر لحضور أول دورة ولكن جاء وقتها قرار بالرفض أثناء التحضيرات.
الآن التغييرات وتخفيف القيود على الإنتاج الفني تتم أسرع من التوقعات، نشاهد فيلم سعودي يتم تصويره عن العادات والتقاليد الصعبة بالسعودية وبدعم رسمي وبفريق عمل سعودي وبدون محاذير الماضي، ممكن القول أن فيلم "حد الطار " نقطة تحول في الإنتاج السينمائي السعودي.
الفيلم كان  sould out أثناء عرضه في المهرجان ولكن استطعت مشاهدته ضمن عروض برنامج الأفلام الفائزة عقب المهرجان، وكانت مفاجئة بالنسبة لي الفيلم المستوى الفني للفيلم والذي يناقش قصة حب في وجود عادات وتقاليد قاسية في المجتمع "والتي خفت الآن" حتى أن البطلة قالت قبل 20 عاما لم أكن أستطيع ان أطلب من أهلي التمثيل كانوا سيمنعونني، بالتأكيد خطوة هامة الاقتراب من تلك الموضوعات وطرحها للجمهور، قصة حب غير تقليدية بين ابن سياف " المنفذ الشرعي للأحكام " وابنة طقاقه "مغنية أفراح " ونشاهد معهم العادات والتقاليد والصراع الفكري حولهما " الأحداث تدور خلال نهاية التسعينيات". 
الفيلم به مشاعر وأحاسيس جميلة بين البطل "دايل" والبطلة "شامة"  قدمها الممثل فيصل الطوخي والممثلة اضوى فهد بأداء جيد جدا، حيث قصة حب حدثت في جميع المجتمعات العربية ومشاهد تكاد تكون مكررة بين الحبيبين حينما يحاولا اللقاء خلسة ليتحدثا معا "فوق سطح المنزل"، ولكن قصة الحب تقابلها العادات الاجتماعية القاسية.
سيناريو الفيلم الذي كتبه مفرج المجفل يرصد من خلال قصة الحب الصدام بين الأفكار بسبب مهنة السياف او مغنية الأفراح والتضحيات التي ممكن ان تتم بسبب الحب ومنها جاءت النهاية المفاجئة في الفيلم، وتفاصيل نكاد نراها لأول مرة عن تلك الطبقة الاجتماعية داخل السعودية .
شاهدنا سيناريو جيد وأداء تمثيلي لافت يؤكد أن القادم سيكون أفضل وأتمنى من القائمين على الثقافة في السعودية دعم السينما لنشاهد أكثر من عمل سينمائي سعودي في 2021 المواهب كثيرة  وتنتظر الدعم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط