قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

طفل بورسعيدي برتبة فدائي.. برغيف الموت عسران يصطاد ثعلب المخابرات البريطانية


تظل ملاحمبورسعيد رمزا للبطولة والتضحية والفداء للزود والدفاع عن أرض الوطن على مدار العصور والأزمنة هكذا قال عنها الزعماء ومناضلو العالم وكتاب التاريخ .

وتأتى تضحيات وبطولات أبناءبورسعيد الذين واجهوا قوى العدوان الثلاثى الغاشم عام 1956 دروسا تدرس فى كتب التاريخ العالمية وتتدارسها مراكز تدريب الجيوش الدولية ليقفوا على جينات الشعب الذى واجه قوى عسكرية لثلاث دول بأسلحة وأساليب بدائية أجبرتهم على الجلاء من ارض مصرية فى فترة وجيزة لم يتمكنوا خلالها من بسط سيطرتهم رغم قوتهم العسكرية على ارض تلك المدينة الصغيرة بسبب فدائية سكانها.

وتتوالى القصص و البطولات بين بطولة مهران التى فقد عينيه رافضا الإفصاح عن اسرار زملائه فى المقاومة وتعدادهم ومعداتهم انتقال الى زينب الكفراوى و ال الشاعر و ام الابطال وفوزى الطاهر وصولا الى عسران وبطولة رغيف الموت الذى اصطاد به الشاب السيد عسران الميجور جون وليامز ثعلب المخابرات البريطانية.

ففي صباح 14 ديسمبر و قد مر ثلاثة أيام على خطف مورهاوس فى الساعة التاسعة صباحا و عند ناصية شارعي رمسيس و النهضة و هي نفس الناصية التي خطف منها مورهاوس وقف شاب صغير على الناصية السن عمرة حوالي 16 سنة يرتدي بنطلونا و قميصا بالرغم من شدة البرد و فى يده رغيف من الخبز يقضم منه قضمات صغيرة و هو ينظر إلى الشارع فى قلق

أقرأ ايضا

ابن القنال.. تاريخ حافل من بطولات المقاومة في بورسعيد .. تعرف عليه

و فجأة أقبلت من شارع رمسيس سيارة صغيرة كانت تنطلق بسرعة و زجاجها مغلق و فى داخلها ثلاثة رجال احد هؤلاء الرجال الثلاثة كان الميجور جون وليامز ثعلب المخابرات البريطانية

كان وليامز يستعمل هذه السيارة بالمدنية الصغيرة فى تنقلاته السريعة و كان دائما يغلق زجاج النوافذ خوفا من قنبلة قد تلقى عليه

كان الشاب الذي يقف على الناصية هو السيد عسران و توترت أعصاب الشاب قليلا عندما لمح السيارة تقبل من أول الشارع و لكنة تمالك نفسه بعد ثوان و دس يده فى جيبه ثم أخرجها و فيها ورقة كتبت بها سطور كثيرة باللغة الانجليزية

لوح عسران بيده لسائق سيارة وليامز و لكن السائق قد تخطاه و لم يقف و فجأة وقفت السيارة كان وليامز قد شاهد الشاب يلوح بورقة فيها كتابة باللغة الإنجليزية فطلب من السائق الوقوف و الرجوع إلى الخلف

كأن القدر هو الذي تدخل و هو الذي يسيطر على الموقف الآن فتح وليامز زجاج سيارته بحرص و نظر بعينيه الزرقاء إلى الشاب الصغير الذي يقضم رغيفا من الخبز و قابل الشاب نظرة ثعلب المخابرات البريطانية بنظرة أخرى ثابتة بريئة

قال له وليامز بالعربية : عايز أية ؟

و لم يتكلم عسران مد يده بالورقة الى وليامز و نظر وليامز الى سكرتيرة الذي بجانبه و هو يبتسم كان يظن انه بسبيله الحصول على معلومات توصله إلى مورهاوس و إلى الذين خطفوه

و مد يده يأخذ الورقة و قبل أن تلمسها أصابعه تركها عسران تسقط من بين أصابعه داخل السيارة و سقطت الورقة فى المكان الذي حدده لسقوطها بالضبط فى دواسة السيارة و انحنى وليامز ليلتقط الورقة التي سقطت من يد الشاب

فى هذه اللحظة كان عسران قد شد قطعه من الخبز بأسنانه و لكنة لم يبتلعها قابض عليها بأسنانه و عيناه تلمعان بعنف و قبل أن يعتدل وليامز و فى يده الخطاب أحس بشيء آخر يسقط فى السيارة و فوجئ بمساعده الكابتن جرين يفتح السيارة بعنف و يحاول الخروج منها و لمح وليامز الرغيف الذي كان في يد الشاب تحت قدميه فى دواسة السيارة و كان عسران قد ذاب فى الشارع و أدرك وليامز الفخ , فتح باب السيارة محاولا الخروج بدورة و لكن الانفجار دوى و نصفه الأعلى هو الذي خرج فقط.

و سقط وليامز على ارض الشارع و فى يده مسدسه و راح يطلقه بغير حساب فأصيب أربعة من اليونانيين كانوا يسيرون فى الشارع بينهم طفلان و لكن إصابتهم لم تكن قاتلة.

و كان سائق سيارة وليامز قد جرح و أنكفأ على وجهه بداخل السيارة فوق عجلة القيادة و أما الكابتن جرين مساعد وليامز فقد أطلق ساقية للريح و هو يصرخ فى الشوارع مناديا الدوريات البريطانية.

و ظل وليامز راقد فى مكانة يسبح فى بركة من الدماء و فى يده مسدسه و عيناه الزرقاء تبحثان فى الشارع عن عسران.

كان يعلم انه سيموت فهو مصاب بالسكر منذ سنوات و القنبلة مزقت نصفه الأسفل تماما .

و أقبلت الدوريات البريطانية من كل صوب و حملوه إلى عربة الإسعاف الخاصة بهم و لكننا علمنا بعد ذلك انه مات فوق ظهر الباخرة المستشفى التي نقل إليها بسرعة.

اما عسران فقد أسرع الى الحي العربي و لم يكن عسران ينفذ العملية وحدة , كان يحرسه من بعيد أفراد مجموعته الأبطال و هي نفس المجموعة التي خطفت مورهاوس و هاجمت مطار بورسعيد.

و ابلغ كمال الصياد القيادة العليا للمجموعات أن وليامز قد قتل ثم ذهب يبحث عن عسران ووجده جالسا بجوار مبنى قسم العرب و كان يبكي

قال له : بتعيط ليه يا عسران في واحد بطل يعيط.

رد عسران: يا أستاذ كمال الانجليز قتلوا اخويا فى أول المعركة و كنت فاكر أنى لما اقتل وليامز ناري حتبرد لكن بعد ما قتلته اكتشفت إن وليامز مش كفاية و نار أخويا أشد من الأول.

احتضنه كمال الصياد فى صدره و هو يقول : الأيام لسه جايه يا عسران و في فرص كتير تاخد بثأر أخيك.

ليسطر البطل السيد عسران بطولة تزهل العالم بعد نجاحه فى اصطاد ثعلب مخابرات بريطانيا العظمى آنذاك برغيف عيش ليلقى حتفه بقنبلة يدوية كانت بداخل الرغيف.