الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. أمل مصطفى تكتب: ذكريات

صدى البلد

ما بين الامس واليوم يعيش الانسان على ذكريات وأحداث قد مضت ولكنها محفورة داخلنا عندما نتذكرها تذهب بنا الى عالم جميل فيه اجمل اللحظات.. عند تذكره تشرق وجنتينا بإبتسامة حنين واشتياق ، ودعاء فى النفس خافت ليت تلك الايام واللحظات تعود ، نستعيد ذكرياتنا بإشراقة صباح جميلة ، برائحة العشب فى المطر ، وعطر الورد ايام الربيع ،  ومواقف ومناسبات ساهمت فى تكوين وجدانا وتشبعت ارواحنا منها بالسعادة والاطمئنان ، عند تذكرها يغمر الشوق ارجاء النفس وتشتاق الروح لها املا فى عودتها ..
عند سماع كوكب الشرق تشدو فى اغنية ذكريات يذوب القلب حنينا الى ما كان وهى تقول :

كيف انسى ذكرياتي وهي فى قلبي رنين
وهى فى دمعي رنين وهى فى سمعي رنين
كيف انسى ذكرياتي وهي احلام حياتي .
انها صورة ايامي على مرآة ذاتي.
عشت فيها بيقيني وهي قرب ووصال . 
ثم عاشت فى ظنوني وهي وهم وخيال... 

قد تجمعنا الدنيا بأشخاص او قد نمر بأماكن لم نشعر بأهميتها إلا بعد مرور لحظاتها والابتعاد عنها ولا نعرف القيمة الحقيقية للحظات العمر الا عندما تغيب تلك اللحظات فى أعماق الذاكرة .. فلقد صدق الشاعر محمود درويش حين قال (أحن الى خبز أمي وقهوة أمي ولمسة أمي). نحن الى ذكريات الماضى بعبق رائحتها الدافىء ونسترجعها لنعيش ضمن نسيجها لحظات فتقطر من العين دمعة شوق الى الدفء والحب والامان الذى كان..!

فذكرياتنا اما لهيب يشتعل بالنفس ونتمنى خموده او اطفائه ، واما نور يرشدنا لما هو آت.
وعندما نتامل أنفسنا نرى اننا كثيرا نتذكر المؤلم من الأحداث تلك الذكريات اليابسة التى لا تعطينا الفرصة لرؤية جمال الدنيا والإحساس بمتعتها ..
حينها يسيطر على النفس الألم والشفقة وتتحفز وتتربص بكل من آلمها ، وتسبب بجرحها ، وحفر فيها ندبة من الذكريات المؤلمة التى لا تندمل ،  مما يعكر من صفو الحياة ويجعلنا سجناء داخل احزانا ..

ان الذكريات المؤلمة لا تنسى او يمكن تجاهلها  ولكن لما لا نتعلم منها ونستفيد من كل ماهو ايجابى فيها ، لما نضغط على انفسنا ونحملها ما لا تطيق؟ ، فلنحطم كل ماهو مؤلم من ذكريات تؤرقنا ونخرج من قيود ذكرياتنا الحبيسة فى اعماقنا ،المؤلمة لأرواحنا، لنكتشف شغف الحياة ورونقها ، ونتعلم مهارة النسيان ونتخلص من ارشيف المواقف والاحداث المؤلمة باستمرار ،  ولا نتذكر الا كل جميل منها ، وانك خرجت منها اكثر قوة لا احد يستطيع كسرك ، وانك تعلمت من  جرحك فلا تجرح الاخرين ، وانك تعلمت منها رقة المشاعر والاحساس ، وان لا تفكر باللانتقام من احد دع الدنيا تطلعك على عجائب قدرة الله فى رد حقك من كل من ظلمك ، فلا تحقد ولا تضمر بنفسك الشر ،  واذا غضبت من صديق فتذكر ما بينك وبينه من مواقف وود وحب ولا تتذكر له الا كل جميل ،  وتجاوز دائما بنفس راقية وروحا نقية ، وكن وسطا فى عطائك ولا تبكى على من لا يبكى عليك، متسامح قوى افتح عينيك للاحلام والطموح وانظر للغد من نافذة من نور تاركا كل ماهو مؤلم خلفك فمع كل اشراقة شمس يوم جديد ،  انت فيه حتما انسان جديد..

من اقوال دكتور ابراهيم الفقى رحمه الله (عش كل لحظة وكأنها آخر لحظة في حياتك، عش بحبك لله عز وجل، عش بالتطبع بأخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام، عش بالأمل، عش بالكفاح، عش بالصبر، عش بالحب ، وقدر قيمة الحياة). 

انتهز لحظات العمر ووجود الأحبة والاصدقاء واصنع معهم  ذكريات جميلة سعيدة  تكون لك شمسا تضىء لك العمر سعادة..