الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وصفه أستاذه بـ"البليد" فحصل على 1093 براءة اختراع.. ولقبه أهل بلدته بـ"ساحر مينلو بارك" ..تعرف على قصة حياة إديسون وكيف نشأ

توماس إديسون
توماس إديسون


‏ولد توماس ألفا إديسون في 11 فبراير عام 1847 في مدينة ميلان بولاية أوهايو الأمريكية ، وقد ترعرع بمدينة بورت هورون بولاية ميشيغان ، لكنة من أصول هولندية ، وقد اضطر والده إلى الهرب بسبب مشاركته في ثورة ماكنزي الفاشلة سنة 1837 ، وقد كان إديسون شريد الذهن في كثير من الأحيان بالمدرسة، حتى وصفه أستاذه بأنه "فاسد وبليد" وكانت والدته تقوم بالتدريس له في المنزل ، كما أن قراءته لكتب باركر العلمية بمدرسة الفلسفة الطبيعية ساهمت بشكل كبير في تعلمه .

وقد كان إديسون يعاني من مشاكل في السمع في سن مبكر ، بسبب نوبات متكررة من إصابته بالحمى القرمزية خلال مرحلة الطفولة دون تلقيه علاج لالتهابات الأذن الوسطى ، خلال منتصف حياته المهنية ، وقد قيل إن سبب ضعف سمع إديسون بسبب ضرب عامل القطار له على أذنيه بعد اشتعال النيران بمختبره الكيميائي في عربة نقل والتي ألقى بها إلى جانب جهازه والمواد الكيميائية من القطار في بلدة كيمبل بولاية ميشيغان .

و لكن عدَل إديسون القصة في سنواته الأخيرة فأوضح ، أن الحادثة وقعت عندما كان عامل القطار يساعده على ركوب القطار فقام برفعه من أذنيه ، وفي عام 1854 انتقلت عائلة إديسون لبورت هورون بولاية ميشيغان بعد انخفاض معدلات العمل، حيث قام هناك ببيع الحلوى والصحف في قطارات تعمل من بورت هورون إلى ديترويت، كما باع الخضار لتعزيز دخله .

اقرأ أيضا : 

  اخترع العديد من الأجهزة التي كان لها أثر كبير على البشرية مثل تطوير جهاز الفونوغراف وآلة التصوير السينمائي بالإضافة إلى المصباح الكهربائي المتوهج العملي الذي يدوم طويلًا. كما قد طور عدة أجهزة مثل مولد الطاقة الكهربائية والاتصال الجماهيري وتسجيل الصوت والصور المتحركة ونفذ مبدأ الإنتاج الشامل والعلوم المنظمة والعمل الجماعي علي نطاق واسع لعملية الاختراع، وإنشاء مختبر مينلو بارك للأبحاث الصناعية في عام 1876
  ‏ ‏
  ‏يمتلك إديسون 1093 براءة اختراع أمريكية تحمل اسمه، فضلًا عن العديد من براءات الاختراع في فرنسا وألمانيا. كان عمله في هذه المجالات المتقدمة ثمرة عمله في وقت مبكر من مسيرته المهنية كمشغل للتلغراف. وضع إديسون نظام توليد القوة الكهربائية وتوزيعها علي المنازل والشركات والمصانع مما أدى إلى تطور جوهري في عالم الصناعات الحديثة. 

تقع محطة توليد الطاقة الكهربائية الأولي التي أنشأها في شارع بيريل، مانهاتن، نيويورك وهي محطة بيريل ستريت. أنشأ إديسون أول معمل له في مينلو بارك (نيوجيرسي)، وأنشأ فيما بعد معمل نباتي في فورت مايرز (فلوريدا) بالتعاون مع رجال الأعمال هنري فورد وهارفي إس. فايرستون، كما أنشأ معمل في ويست أورنج (نيوجيرسي)، وأنشأ أيضا أول استوديو أفلام بالعالم بلاك ماريا في نفس المكان. تزوج إديسون مرتين وأنجب 6 أبناء. توفي في عام 1931 اثر مضاعفات مرض السكري.


حصل إديسون على الحق الحصري لبيع الصحف على الطريق بالتعاون مع أربعة مساعدين حيث أطلق نشرة أسبوعية ومن هذا العمل انطلق إديسون إلى العديد من المشاريع الريادية ، كما اكتشف مواهبه كرجل أعمال ، وقد أدت هذه المواهب إلى إنشاء 14 شركة ، بما في ذلك جنرال إلكتريك والتي لا تزال إحدى أكبر الشركات المساهمة العامة في العالم ، كما عمل إديسون بالبرقيات أو التلغراف بعد أن أنقذ الطفل جيمي ماكنزي ابن الثلاث سنوات من قطار جامح عندما كان الولد عالقًا في سكة حديدية وعندها تعرّف إلى والد الطفل الذي كان وكيلا لمحطة بولاية ميشيغان ، حيث عين إديسون كمشغل للتلغراف .  

وفي عام 1866 كان يبلغ من العمر 19 عامًا ، وقد انتقل إلى لويفيل بولاية كنتاكي. خلال عمله كموظف في ويسترن يونيون ، حيث عمل أيضا بمكتب وكالة الأنباء أسوشيتد برس ، وقد طلب إديسون المناوبة الليلية مما أتاحت له متسعًا من الوقت لممارسة إثنين من هواياته المفضلة وهما القراءة والتجريب، إلا أن تسليته تلك كلفته وظيفته ، حيث كان يعبث ببطارية رصاص حمضية عندها وقع حمض الكبريتيك على الأرض ، حيث تسرب الحمض بين ألواح الأرضية أسفل مكتب رئيسه والذي قام بطُرِد إديسون من عمله في اليوم التالي .

وكان أحد الموجهين لإديسون خلال السنوات الأولى لعمله بالبرقيات والمخترع "فرانكلين ليونارد بوب" والذي كان يسمح للشباب الفقراء العيش والعمل في قبو منزله في اليزابيث ، بولاية نيو جيرسي. كان أحد أول اختراعات إديسون يتعلق بالتلغراف، ونال أول براءة اختراع عن مسجل صوت كهربائي (براءة الاختراع الأمريكية رقم 90646) بتاريخ 1 يونيو 1869

بدأ توماس إديسون مسيرته في نيوآرك بولاية نيو جيرسي حيث اخترع المُكَرِّر الآلي وغيره من الأجهزة التلغرافية المتطورة، ولكن الاختراع الذي أكسبه الشهرة لأول مرة كان في سنة 1877 هو اخترع الفونوغراف ، حيث كان هذا الإنجاز غير متوقع على الإطلاق حتى من قبل عامة الجمهور لانهم كانوا ينظرون إليه على أنه سحريا .

أصبح إديسون يُعرف باسم "ساحر مينلو بارك" في نيو جيرسي ، وقام بتسجيل الفونوغراف الأول على اسطوانة من القصدير، ولكنه كان ذو جودة صوت سيئة ويمكنه القيام بالتسجيلات لمرات قليلة فقط ، لكن فيما بعد تمت إعادة تصميم النموذج باستخدام اسطوانات الكرتون المغلفة بالشمع بواسطة ألكسندر غراهام بيل ، وتشيتشيستر بيل ، وتشارلز سومنر تاينر ، وكان ذلك أحد الأسباب التي شجعت توماس إديسون على الاستمرار بالعمل على "الفونوغراف الكامل .

وقد كان إنشاء أول مختبر للبحوث الصناعية في مينلو بارك بولاية نيو جيرسي هو ابتكار إديسون الرئيسي ، حيث تم بناء المختبر من الأموال التي جناها من بيع التلغراف ، ولم يكن إديسون متأكدًا من صحة خطته الأصلية بعد عرضه للتلغراف لبيعه بمبلغ يتراوح بين 4,000 و5,000 دولار أمريكي ، لذا طلب من ويسترن يونيون تقديم عرض سعر. فوجئ لسماعه بعرض بلغ 10,000 دولار أمريكي ، حيث قبل إديسون العرض .

 ويعد التلغراف هو أول نجاح مالي كبير لإديسون ، حيث أنشأت أول مؤسسة لغرض محدد وهو الإنتاج والتطوير المستمر للاختراعات التكنولوجية و معظم الاختراعات المنتجة هناك كانت تعزى قانونيًا لإديسون على الرغم من أن العديد من الموظفين قاموا بتنفيذ الأبحاث والتطوير تحت إدارته. أعطى إديسون التعليمات لموظفيه لتنفيذ توجيهاته في إجراء البحوث، وكان يقودهم بشدة لتحقيق النتائج ، وفي ديسمبر 1879، بدأ استشاري هندسة كهربائية يدعى وليام جوزيف هامر مهامه كمساعد مختبر لإديسون، حيث ساعده في التجارب على الهاتف والفونوغراف والسكك الحديدية الكهربائية والفاصل الحديدي والمصباح الكهربائي المتوهج، وغيرها من الاختراعات المتطورة .

 وفي الفترة من 1877 إلى 1878 اخترع إديسون الميكروفون الكربوني المستخدم في جميع الهواتف المقترنة بجهاز الاستقبال "بيل" حتى ثمانينيات القرن العشرين ، وذلك بعد نزاع قضائي مطول حول براءة الاختراع ، حيث حكمت المحكمة الاتحادية في عام 1892 أن إديسون هو مخترع الميكروفون الكربوني وليس إميل برلينر ، تم استخدام الميكروفون الكربوني أيضًا في البث الإذاعي والأشغال العامة ، قام إديسون بتحسين وتطوير فكرة الضوء المتوهج ، وتم اعتباره من قبل عامة الناس على أنه "مخترع" المصباح الكهربائي والمحرك الأساسي في تطوير البنية التحتية اللازمة للطاقة الكهربائية ، وبعد عدة تجارب مع أسلاك البلاتين والمعادن الأخرى ، عاد إديسون إلى استخدام أسلاك الكربون ، تم أول اختبار ناجح في 22 أكتوبر 1879 واستمر مدة 13.5 ساعة .
 ‏ ‏
 ‏ ‏ واصل إديسون تحسين هذا التصميم وفي 4 نوفمبر 1879 قدم طلب للحصول على براءة اختراع أمريكية رقم 223898 (منحت في 27 يناير 1880) لمصباح كهربائي باستخدام "أسلاك الكربون" أو شريط من أسلاك البلاتينا الملفوفة والمتصلة .
 ‏ ‏
 ‏وقد أسس إديسون عام 1878 شركة "إديسون" للإضاءة الكهربائية في مدينة نيويورك مع العديد من الممولين، منهم جون بيربونت ، و مورجان وأعضاء من أسرة فاندربيلت ، وقد قدم إديسون أول عرض عام للمصباح الكهربائي المتوهج في 31 ديسمبر 1879 في مينلو ، وقال في ذلك الوقت "سنجعل الكهرباء رخيصة جدا بحيث أن الأثرياء وحدهم من سيضيئون الشموع " ، ثم حصل إديسون على براءة اختراع نظام توزيع الكهرباء في عام 1880 ، وهو عامل أساسي للاستفادة من اختراع المصباح الكهربائي ، وفي 17 ديسمبر 1880 أسس إديسون شركة إديسون للإضاءة ، أنشأت الشركة في عام 1882 أول محطة طاقة كهربائية مملوكة من قبل مستثمر في بيرل ستريت، نيويورك ، وفي يوم 4 سبتمبر 1882 شغّل إديسون محطة توليد الطاقة الكهربائية التي تعمل بنظامه لتوزيع الطاقة الكهربائية في بيرل ستريت والتي وفرت 110 فولت تيار مستمر (DC) لعدد 59 من العملاء في مانهاتن.

وفي يناير من عام 1882، قام إديسون بتشغيل أول محطة لتوليد الطاقة البخارية في جسر هولبورن ، بلندن ، وقدّم النظام الذي يعمل بالتيارلإمداد الشوارع والمساكن الخاصة على مسافة قصيرة من المحطة بالتيار الكهربي ، وفي 19 يناير 1883 ، بدأ استخدام أول نظام موحد للإضاءة الكهربائية المتوهجة في مدينة روزيل بنيو جيرسي.
وينسب لإديسون تصميم وإنتاج أول منظار متاح تجاريا، وهو الجهاز الذي يستخدم الأشعة السينية لأخذ الصور الشعاعية. كانت التكنولوجيا قادرة على التقاط صور خافتة جدا فقط حتى اكتشف إديسون أن شاشات منظار تنغستات الكالسيوم تنتج صورا أوضح من شاشات سيانيد بلاتين الباريوم المستخدمة بالأصل من قبل فيلهلم رونتغن.


لا يزال التصميم الأساسي لمنظار إديسون يستخدم حتى اليوم، على الرغم من أن إديسون نفسه تخلى عن المشروع بعد فقده لبصره وإصابة مساعده كلارنس دالي. كان دالي شديد الحماس لمشروع المنظار حيث جعل نفسه فأر تجارب بشري وتعرض خلال العملية لجرعة سامة من الإشعاع، وتوفي لاحقا جراء إصابات متعلقة بتعرضه للإشعاع. في عام 1903 قال إديسون "لا تتحدثوا معي عن الأشعة السينية لأنني أخشاها"

توفي توماس إديسون من مضاعفات مرض السكري في 18 أكتوبر 1931، في منزله في حديقة لويلين في ويست أورنج، نيو جيرسي ، وتم دفنه خلف المنزل .