الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هبة عثمان تكتب: حرب اللقاح

صدى البلد

"...أجد نفسي أمام مختبر علمي كبير، يبدو المبنى وكأنه ليس جديدا، لكن به معدات حديثة بتكنولوجيا فائقة، كأنني أدخل عبر بوابات متسلسلة، المكان يعج بأناس يرتدون بزة بيضاء وقائية مزودة بنظام تنفس اصطناعي تشبه تلك التي يرتديها رواد الفضاء، يبدو وكأنهم منهمكون في عمل أبحاث أو تجارب معملية او شيء من هذا القبيل.
تقدم أحد هؤلاء العلماء وقد بدت على وجهه سعادة ادراك هدف ما، بدأ الحديث بلكنة أجنبية، كان يخبر  أحدهم بانهم قد أتموا المهمة المطلوبة وأصبح الفيروس جاهزا، تلقى ذلك رجل عجوز تبدو على ملامحه الصرامة إلى حد كبير، اكتفى بإماءة من رأسه، مخبرا إياه أنهم سيبدأون  فورا، وراح ينظر بشرود إلى الأفق البعيد.
حقن أحدهم بالفيروس وجهزوه للسفر، وكان الحديث يوحي بأنه سيذهب إلى مدينة اسيوية وأن عليه التواجد في أحد الأسواق الشعبية هناك.
نظرت لأرى في أي شهر نحن .. إنه الشهر الثامن من عام 2019.
إنه مختبر آخر يبدو أحدث من المختبر السابق، ويشبهه إلى حد كبير، لكن العاملين به تبدو ملامحهم آسيوية، بدا على أحدهم أنه توصل إلى نتيجة ما ..لم أفهم تفصيليا ما يقول، ولكني استشفيت من كلامه أنه استطاع فك الشفرة الجينية للفيروس وانتزاع الجين الذي يستهدف جنسهم، وانهم قد نجحوا في انتاج 3 سلالات ستصيب أغلب البشر كانفلونزا عادية ولكنها سريعة الانتشار، منهم سلالة شرسة تستهدف الجنس الأري على وجه التحديد ".

استيقظت.. أتساءل أكان هذا من أحلام اليقظة! ام أنه كابوس مشؤوم ينذر بحرب بيولوجية بين دول عظمى تعصف بالعالم بأكمله.. تداركت نفسي ولفت انتباهي تقرير على التلفاز مفاده أن أعلى نسب اصابة بالسلالة الشرسة من كوفيد 19 تظهر تحديدا في إيطاليا وإيران وأسبانيا وأمريكا فهي السلالة الأكثر انتشارا وأشد فتكا، وتعد أوروبا نقطة نشاط واسع للفيروس. 
تصفحت بعض المواقع الإلكترونية، ووقع بين يدي تقرير صيني عن حقيقة نشأة فيروس كورونا المستجد بمدينة "ووهان" الصينية، وكان التقرير يتحدث عن أن جميع الأدلة المتاحة تشير إلى أن الفيروس التاجي لم يبدأ من "ووهان" بوسط الصين، حسب ما نقلته صحيفة الجارديان البريطانية.
حيث قال "تسنج جوانج" كبير علماء الأوبئة سابقا في المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية، أن "ووهان" هي المكان الذي اكتشف فيه فيروس كورونا لأول مرة لكنها لم تكن المكان الذي نشأ فيه، وهذا ما أكده علماء صينيون من خلال ورقة بحثية لمجلة "لا نسيت"العلمية حيث قدموا أدلة علمية تثبت ذلك، وعززه تأكيد سياسي من قبل المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية.
فتشت في الإحصائيات العالمية التي تصدر عن منظمة الصحة العالمية، ووجدت أن إجمالي سكان العالم 7 مليار و800 مليون نسمة، وأن إجمالي المصابين ب كوفيد-19 في العالم حوالي ما يتجاوز ال 80 مليون شخص .. أي أن نسبة المرض للسكان في أقل من عام تعادل نحو 1.2% من أصل سكان الأرض. 
ومع كل تلك الأحداث المزعجة وتبعاتها من تدهور في الأحوال الإقتصادية حول العالم، نجد أحاديث كثيرة تدور حول لقاح الكورونا.. تنافس علمي محموم بين كبريات الشركات العالمية لإنتاج اللقاح، سباق يكاد يصل إلى حرب إقتصادية، تسعى كل منها للإستحواذ على أكبر قدر ممكن من الصفقات حول العالم.
وفي نفس الوقت يخرج علينا المسؤول الأول عن المؤسسات المنتجة للقاح ويحذرنا منه، ويخبرنا عن شرائح إلكترونية تهدف إلى السيطرة على البشر!! وأخرى تتحدث عن تعديلات في الجينات الوراثية والحمض النوويDNA!!! ووكالات أنباء عالمية ممولة - وربما من نفس الشخص - تتحدث بمبالغة عن آثار جانبية للقاح بمنتهى التناقض!!! أين المنطق في ذلك؟
هذا التعارض لابد وأن يكون وراءه غايات أوأهداف ما، قد تكون هناك إحتمالات متعددة تفسر ذلك:

الاحتمال الأول: مهما كانت إمكانيات هذه المؤسسات الدوائية فمن المستحيل أن تقدر على توفير اللقاح لكل سكان الأرض في وقت واحد، وبالتالي فإن بث الشائعات عن اللقاح قد يقلل من الإقدام عليه، حتى يتسنى لهم توفيره للنخب والدول الغنية من دون الإضطرار للبوح عن ذلك، وربما لهذا السبب جعلوا اللقاح اختياريا وليس إجباريا، عكس الصين التي عممت اللقاح بشكل إجباري - خارج إطار منظمة الصحة العالمية - واليوم تحتفل الصين بسيطرتها على الفيروس بشكل كبير.

الاحتمال الثاني: أن هذه المؤسسات المنتجة للقاح ربما تسعى لإطالة أمد هذا الوباء لأطول فترة ممكنة حتى يظل الركود الإقتصادي يأكل الدول الضعيفة الفقيرة مما يزيدها فقرا، ويستهلك الدول المتوسطة ويزيد من ضغوطها الداخلية، تزداد حالات الوفاة فتصنف دولا موبوءة، فيصبح عزلها وفرض عقوبات وحظر اقتصادي عليها أمرا حتميا ومبررا، فتظل هذه الدول تحت رحمة الدول الكبرى، إن لم يكن بالحرب بالوكالة وتأجيج الصراعات الداخلية والفوضى الخلاقة، فبالحرب البيولوجية.

الاحتمال الثالث: إن المستفيد الوحيد من إطالة أمد الوباء هي بالطبع كبرى شركات الأدوية العملاقة (مافيا الدواء) حيث أن استهلاك العالم من الدواء في ظل جائحة كورونا ارتفع بنسبة كبيرة، هذا بخلاف سعيهم لجعل لقاح كورونا لقاحا سنويا كلقاح "انفلوانزا تترا" السنوي مثلا ذلك  اللقاح الإجباري الذي يتم تطعيمه  لسكان القارة الأوروبية، فهو من اللقاحات التي تقدر بتريليونات الدولارات، كاحدى سبل السيطرة على إقتصاد العالم، فالغرض من كل ما سبق هو الحرب الاقتصادية.

إن القيادة السياسية المصرية تدرك جيدا هذه الحرب البيولوجية والإقتصادية المستعرة ومن هذا المنطلق تتعامل، حيث تسعى بكل الطرق لانتاج لقاح مصري آمن يحمي الشعب المصري من براثن هذه الحرب.. ولكن إلى أن يظهر اللقاح المصري للنور، لم تتوقف جهود الدولة، فقد سعت لتوفير اللقاح الصيني سينوفارم، وهي نفس النسخة الأولى التي حصنت به الصين شعبها.
هل يعقل أن تسعى القيادة المصرية جاهدة بانجاز معجز لتوفير اللقاح قبل غيرها من الدول للحفاظ على أرواح المصريين وعلى سير عجلة التنمية، مقابل ملايين الدولارات حتى يعزف عنها المواطنون لأسباب غير منطقية!! 
حيث أن المطلوب تطعيم أكثر من ثلثي الشعب تقريبا حتى يتسنى السيطرة على المرض.
السؤال هنا.. هل سيستفيق المواطن المصري لتحقيق المصلحة العامة لمصر والوصول بها إلى بر الأمان في اللحظة الأخيرة كعادتة.. أم سيبقى رهينة مخططات أهل الشر؟!.