الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل تعوض 2021 السنة السينمائية الكبيسة


لأول مرة أغلقت دور العرض أنوارها وامتنع الجمهور مجبرا حول العالم عن الذهاب إلى واحدة من أهم وسائل الترفيه المحببة للجميع وهي السينما، هكذا كان الحدث السينمائي الأبرز في 2020، حتى أكبر مهرجانات السينما "كان" لم يعقد دورته، بالتأكيد كانت سنة "كبيسة" على صناعة السينما العالمية.


مثل كل العالم تضررت مصر والتي تمثل صناعة السينما بها الجزء الأهم من صناعة الترفيه منذ عقود، الخسائر اقتربت من المليار جنيه! والإنتاج كان ضئيلا "كما وكيفا"، 18 فيلما أغلبها متوسطي ومتواضع الإنتاج، وبسبب الإغلاق وعدم عرض الأفلام صاحبة الإنتاج الكبير وحتى الآن، لا تزال دور العرض تعمل بنصف طاقتها لاستقبال الجمهور ولم تستقبل دور العرض أي فيلم كبير لأي من سوبر ستار شباك التذاكر خوفا من الخسائر.


حتى الأفلام الأجنبية المنتظر عرضها لاحقها التأجيل من شهر لآخر حتى مرت السنة "الكبيسة"!


فيلم عالمي كبير  واحد فقط خاطر صناعه بعرضه وهو tenet والذي سبب خلافا بين شركة الإنتاج ومخرجه كريستوفر نولان بسبب الخسائر التي وصلت لنحو  100 مليون دولار، لأنه هو من أصر على عرضه في ذلك التوقيت، وربما ما أنقذ الفيلم بعض الشيء من خسارة فادحة سوق العرض الخارجي، خاصة الصين، حيث لم يستطع تحقيق إيرادات كبيرة في الولايات المتحدة لاستمرار غلق دور العرض في أغلب الولايات، حيث لم تتجاوز إيراداته 60 مليون دولار داخل أمريكا! في حين تخطت 200 مليون دولار من العرض العالمي الخارجي.


ما حدث جعل بعض شركات الإنتاج تأخذ قرارا بعرض عدد من الأفلام المؤجلة على شبكات الإنترنت! وهو قرار سيحدث الكثير من الجدل داخل هوليوود الفترة القادمة! ولكن الإغلاق وعزوف الجمهور عن الذهاب لدور العرض يصيب الجميع بالخوف من مضاعفة الخسائر لأنه لا يمكن أن يظل الفيلم الذي تكلف مئات الملايين داخل "العلب" لفترة طويلة.


الأمل في انفراجة ومعجزة تحدث في 2021 تعيد الجمهور لدور العرض، والعالم لا يملك سوى الانتظار.


بالنظر لحال السينما المصرية خلال 2020، كان الإنتاج ضعيفا وبالذات على المستوى الفني وتم تأجيل معظم الأفلام صاحبة الميزانيات الكبيرة والتي ينتظرها الجمهور، على رأسها أفلام الثلاثي الأهم في شباك التذاكر كريم عبد العزيز، أحمد عز، أحمد السقا، وتم تأجيلها لأجل غير مسمى، آخر أفلام الثلاثي تجاوزت إيراداتها ربع مليار جنيه في شباك التذاكر، وهو رقم تحتاجه الصناعة بشدة خلال الفترة القادمة لتعويض جزء من خسارة 2020.


بداية مبشرة.. ولكن
البداية كانت جيدة وبدأت بعرض فيلم "الفلوس" قبل  بداية 2020 بعدة أيام، وهو صاحب النصيب الأكبر من 
الإيرادات في السنة السينمائية "الكبيسة" ووصل لنحو 48 مليون جنيه واستمر عرضه 23 أسبوعا رغم تراجع الإيرادات كثيرا، ولكن لعدم وجود أفلام كبيرة استمر تلك الفترة، ومع مطلع الأسبوع الأول للعام عرضت أفلام متوسطة وضعيفة إنتاجيا وفنيا وهي دفع رباعي، ويوم وليلة، وبنات ثانوي، ثم فيلم "لص بغداد"، صاحب المركز الثاني في إيرادات 2020، وهو من الأفلام المحظوظة هذا العام، حيث عرض والقاعات بكامل طاقتها لعدة أسابيع قبل "اجتياح" الفيرس للعالم، ولكنه لم يحقق الإيرادات المتوقعة، حيث اكتفى بـ33 مليون جنيه بعد 19 أسبوع عرضا.

وبعد فترة إغلاق تامة لنحو ثلاثة أشهر، عادت دور العرض بنسبة إشغال 25%  ليتم تغيير خريطة العرض ولم تستقبل السينما أفلاما كبيرة، ووسط حظر كبير بدأ "جس نبض" الجمهور، وفوجئ الجميع بعرض فيلم "الغسالة"، أول فيلم جديد يعرض بعد الحظر يحقق إيرادات كبيرة في بداية عرضه وبلغت نحو 15 مليون بعد .21 أسبوع عرضا في ظل عمل القاعات باقل من نصف طاقتها ليعرض فيلم جديد آخر من الإنتاجات الكبيرة وهو "توأم روحي"، ويحقق أيضا إيرادات جيدة جدا بلغت نحو 14 مليون جنيه في ظل تلك الظروف الصعبة، أيضا نجحت أفلام مثل الخطة العايمة، وزنزانة 7 في العبور إلى الأمان في شباك التذاكر، وتحقيق إيرادات جيدة مقابل تكلفتها الإنتاجية.


وقبل نهاية العام عرض فيلم "الصندوق الأسود"، والذي نجح في تحقيق إيرادات لافتة وصلت لنحو 8 ملايين جنيه، وتوالى عرض أفلام جديدة خان تيولا وريما وعفريت ترانزيت ولكنها كانت متواضعة فنيا وإنتاجيا ولم تحقق إيرادات مقبولة.


لا توجد مكاسب سينمائية كبيرة هذا العام سوى محاولات استمرار الصناعة بأقل خسائر، ولم نشاهد أفلاما متميزة ربما النجاح الجماهيري لعرض فيلم رومانسي وهو "توأم روحي"، عودة البطولة النسائية عن طريق منى زكي في "الصندوق الأسود"، نجاح أفلام اعتمدت على بطولات جماعية بعيدا عن نجوم الشباك مثل الغسالة وبنات ثانوي وزنزانة 7 والخطة العايمة.


كان هناك تطور لافت وهو طرح أفلام عبر المنصات البديل الجديد للسينما وعرض أكثر من فيلم كان ممكن أن تحقق تواجدا جيدا في دور العرض لو تم عرضها وهي صاحب المقام، والحارث، خط الدم، وبالطبع هو ممكن أن يكون بديلا مقبولا للإنتاج المتوسط، لكنه سيكون صعبا على نجوم شباك تذاكر السينما رؤية أفلامهم تعرض على منصات إلكترونية، وهو ما يذكر بالأفلام التليفزيونية في الماضي التي كان يتم إنتاجها مباشرة للعرض على شاشة التليفزيون.


لا تزال قاعات السينما تنتظر انفراجة لاستقبال أفلام كبيرة لتعويض خسائرها، فهناك أفلام "البعض لا يذهب للمأذون مرتين، العارف، العنكبوت، كيرة والجن والنمس والإنس"، أفلام قادرة على إعادة الجمهور لدور العرض بكثافة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط