الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اقتحام الكونجرس.. بايدن يواجه تحدي إصلاح صورة الديمقراطية الأمريكية

الرئيس الأمريكي المنتخب
الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن

تلقت الديمقراطية الأمريكية ضربة موجعة في أحد أهم رموزها، إثر اقتحام أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكونجرس ليل الأربعاء، في مشهد أدهش العالم ويترك الرئيس المنتخب جو بايدن أمام تحديات أكثر صعوبة.

وفقا لصحيفة "فاينانشال تايمز" فإن بايدن كان يواجه تحديا صعبا لإصلاح سمعة أمريكا على الساحة العالمية، لكن بعد واقعة اقتحام مبنى الكابيتول في واشنطن يجعل التحدي أصعب بكثير.

تقول الصحيفة في مقال افتتاحي إن رئاسة بايدن، هي الضحية المقصودة من الهجوم على مبنى الكونجرس، ما يمنع بايدن من تحقيق أهدافه.

وتسبب هذا المشهد الفوضوي، في سخرية واسعة من قبل الحكومات المناهضة للديمقراطية في جميع أنحاء العالم من الإدارة الأمريكية، ودعت تلك الحكومات جميع الأطراف في واشنطن إلى التحلي بضبط النفس والاحترام المتبادل.

ولسنوات قادمة، ستستمر وسائل الإعلام في عرض لقطات اقتحام الكونجرس ونهبه من قبل بلطجية يحرضهم البيت الأبيض، بهدف التشكيك في حكمة الديمقراطية الدستورية.

وترى الصحيفة أن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب وحتى بعد ترك منصبه، سيستمر في تشجيع منتقدي الولايات المتحدة.

فيما تتضمن أهداف بايدن للسياسة الخارجية إنشاء قمة للديمقراطيات، من المقرر أن تعقد خلال ربيع العام الجاري، لكن الأمر يمكن أن يأتي بنتائج عكسية حاليا، ومن الأفضل تأجيل المبادرة، إلى أن يحرز بايدن إصلاحا حقيقا بالديمقراطية الأمريكية.

أما الجانب المشرق في مهزمة يوم الأربعاء، هو أن النظام قد صمد، وتمكن المشرعون من الاجتماع مجددا للتصديق على فوز بايدن، بعد ساعات من اقتحام الكابيتول. كما تلاشت أصوات الجمهوريين الذين أيدوا مزاعم ترامب في تزوير الانتخابات.

لكن لا يزال هناك عدد من المشاكل، أبرزها أن ترامب أمامه 11 يوما في المنصب، ورغم تعهده بتسليم السلطة في 20 يناير، لكنه متمسكا بفكرة سرقة الانتخابات وأعلن عدم حضوره حفل تنصيب بايدن.

فيما تكمن مشكلة أخرى، في وجود ملايين الأمريكيين الذين يؤمنون بمزاعم ترامب، وكونه تعرض للخيانة، وتقول الصحيفة إن مكتب التحقيقات الفيدرالي حذر منذ سنوات من أن أكبر تهديد إرهابي لأمريكا قد يأتي من جماعات اليمين المتطرف المحلية، ولن يلتزموا بضبط النفس بعد رحيل رجلهم.

وترى الصحيفة أن صحة الديمقراطية الأمريكية تعتمد على المدى البعيد على تنصل الجمهوريين من ترامب وأساليبه، موضحة أنها مهمة ليست سهلة.

واعتبرت أن الجمهورية الأمريكية لا تزال سليمة، لكن الخطر لم ينته بعد وأن الطريقة الأفضل بالنسبة لبايدن لاستعراض قوة الديمقراطية هي إظهار أن حكومته قادرة على العمل، وهو أمر لن يحدث بدون تحالف مع الجمهوريين، الذين يجب عليهم  التخلي عن عدائهم لتحقيق التعاون بين الحزبين، وإذا لم يتغيروا، فمن المرجح أن يفشل بايدن وأمريكا أيضا.