EN 
- مصنع كيما 2.. صرح عملاق جديد على أرض أسوان
- تجاوزت التكلفة الاستثمارية 12 مليار جنيه
- توفير فرص عمل كثيرة لأبناء أسوان
- توفير ٥٠٠ ألف طن أمونيا سنويًا للأسواق المحلية والعالمية والأفريقية
تتوالى الأيام والسنين وتظل هناك صروح عملاقة شيدها أبناء مصرنا الحبيبة لتجسد يومًا بعد يوم ملحمة وطنية ساهمت وتساهم في تنمية وخدمة المجتمع المحلى والسوقين المصرية والدولية، وبالتالى تحقيق التنمية والمنافسة في الأسواق العالمية.
يلقى "صدى البلد" الضوء في السطور التالية على أحد أعظم الصروح الحالية المقامة بمدينة أسوان وهو مصنع كيما 2 الجديد.
من خلال جولة سريعة لعدسة "صدى البلد" داخل هذا الصرح الصناعي العملاق الذى يجسد المصنع الجديد خلية نحل تضم أيدى وسواعد مصرية، ولذا فإنه يعد من المشروعات الصناعية والاستثمارية الواعدة ذات العمالة الكثيفة، حيث تجاوزت التكلفة الاستثمارية لمصنع «كيما ٢» للأسمدة (الأمونيا – يوريا) الـ 12 مليار جنيه، أى ما يوازى ٢٣٥ مليون يورو بتمويل من تحالف بنوك مصرية، وبتنفيذ شركة إيطالية، ليساهم فى توفير ٥٠٠ ألف طن أمونيا سنويًا للأسواق المحلية والعالمية والأفريقية.
اقرأ أيضًا:
ويعد هذا المشروع أكبر مشروع صناعي عملاق خلال القرن الحالي، فأسوان عاصمة الشباب الأفريقى تشهد خلال الفترة الحالية مشروعات تنموية وخدمية عملاقة تتحدث عن نفسها كالطاقة الشمسية ومصنع كيما 2، وقبلها السد العالى وخزان أسوان، وأيضًا تنفيذ أعمال تطوير وتجميل، خاصة فى ظل وضعها فى بؤرة الاهتمام بإعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى بأنها عاصمة الشباب الأفريقى للعام الحالى، وأيضًا عاصمة الاقتصاد والثقافة الأفريقية، لتكون هذه المحافظة العريقة على موعد مع سطر تاريخ جديد من الإنجازات الكبرى.
من جانبه، قال المهندس عيد الحوت، رئيس مجلس إدارة المصنع، إنه يتم إنشاء مصنع لإنتاج الأمونيا من الغاز الطبيعى بدلًا من الكهرباء كما هو الحال بالمصنع القديم، ويستهدف زيادة إنتاج الأمونيا إلى 1200 طن يوميا، مقارنة بالرقم الحالى وهو 300 طن/يوم، بما يلبى استخدامات إنتاج الأسمدة الأزوتية، وكذا إنتاج نترات الأمونيوم النقية، فضلا عن إنتاج منتج جديد هو سماد اليوريا.
وأضاف أنه بدأ التشغيل التجريبي للمصنع الجديد لإنتاج ١٢٠٠ طن من الأمونيا يوميًا ليلبي استخدامات إنتاج الأسمدة الأزوتية، وكذا إنتاج نترات الأمونيوم النقية، فضلًا عن إنتاج منتج جديد هو سماد اليوريا ويستهدف المصنع إنتاج ١٥٧٥ طنًا من اليوريا يوميًا بإجمالى ٥٧٠ ألف طن سنويًا.
وأشار عيد الحوت إلى أن مصنع كيما 2 يقام على مساحة 150 ألف م2 بما يوازى 40 فدانا لإنتاج الأسمدة الأزوتية واليوريا، حيث يشمل مآخذ مياه على النيل بطاقة 24 ألف م3/يوم، وخط ناقل 500 مم بطول 5 كم ، وأحواض تخزين إستراتيجية سعة 8 آلاف م3، بالإضافة لمحطة تنقية للمياه، وكذا وحدات لإنتاج بخار المياه، ومحطة كهرباء توربينية بطاقة 27 ميجا واط / ساعة، وخزان أمونيا سائلة سعة 10 آلاف طن، ومصنع إنتاج سماد اليوريا، ومنطقة تخزين سماد اليوريا، وخطوط ربط بين المصنعين القديم والجديد، وتم التأكيد على أن المصنع الجديد سيتم تجهيزه وفق أحدث نظم السلامة والتزام المعايير البيئية، حيث إنه لن ينتج عنه أى انبعاثات، وسيتم استخدام ثانى أكسيد الكربون الناتج من إنتاج الأمونيا كمادة أولية لصناعة سماد اليوريا، كما تم تدريب وتأهيل العمال التى ستعمل به.
جدير بالذكر بأنه تم تأسيس شركة الصناعات الكيماوية المصرية "كيما" بقرار من مجلس الوزراء فى 22/3/1956 لاستغلال الطاقة الكهربائية المتولدة من محطة كهرباء خزان أسوان برأس مال قدره 16 مليون جنيه موزعة على ثمانية ملايين سهم قيمة السهم 2 جنيه، وتم رفع القيمة الاسمية للسهم إلى 5 جنيهات في 22/5/2002 ليصبح رأس المال المصدر والمدفوع 40 مليون جنيه، حيث تمتلك الشركة القابضة للصناعات الكيماوية 55.7% من هيكل رأس مال الشركة والباقي للهيئات والبنوك وشركات التأمين والأفراد بنسبة 44.3%، وقد بدأ الإنتاج الفعلى فى 22/5/1960 بطاقة إنتاجية 1593 طن سماد/يوم بنسبة 15.5% آزوت، تم تعديل نسبة الآزوت إلى 20.5% وطاقة إنتاجية 2106 أطنان سماد/يوم، ثم تعديله إلى 33.5% بطاقة إنتاجية975 طن سماد/يوم.
ويعمل حاليًا بشركة كيما أكثر من ٢٠٠٠ عامل، كما أن الشركة تساهم مساهمة فعالة فى خدمة المجتمع المدنى بمحافظة أسوان من خلال مجموعة من المشروعات التى قامت الشركة بتمويلها ذاتيًا إيمانًا منها بضروة وأهمية تلك المشاركة الاجتماعية، كما توفر الأسمدة الآزوتية لجنوب الوادى بالكامل.
وتعمل مصانع شركة كيما منذ أكثر من ٦٠ عامًا ولم تتوقف معتمدة على تكنولوجيا استخدام الكهرباء كخامة رئيسية فى إنتاج الأسمدة – وهذه الخامة شهدت ارتفاعًا كبيرًا فى أسعارها مما ترتب عليه زيادة تكلفة الإنتاج – هذا وتستهلك شركة "كيما" حاليًا حوالى 150 ميجاوات/ساعة، يتم استهلاك الجزء الأكبر منها فى عمليات التحليل الكهربى للماء، حيث الخامات الرئيسية التى تشتمل على الكهرباء، والماء، والهواء.
ولما كان استخدام الكهرباء كخامة رئيسية فى إنتاج الأسمدة أصبح عملية غير اقتصادية، وقد اندثرت هذه التكنولوجيا من العالم لارتفاع تكلفة إنتاجها، فضلًا عن تقادم المصانع التى تعمل منذ أكثر من خمسين عامًا، ونتيجة لذلك تجد الشركة صعوبة بالغة فى الحصول على قطع الغيار اللازمة لأعمال الصيانة، كما أنه فى أحيان كثيرة يتم سحب وتخفيض أحمال الكهرباء من جانب الشبكة الموحدة، مما يؤدي إلى تعطل وتلف بعض المعدات، الأمر الذى يؤدى إلى زيادة المخاطر وارتفاع تكاليف الإنتاج، لذلك لجأت الشركة إلى استخدام الغاز الطبيعي كمصدر رئيسي للطاقة علاوة على أنه إحدى المواد الخام المستخدمة في صناعة الأسمدة الكيماوية.
