الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالونات اختبار وتحديات لـــ علاقات إدارة بايدن بــ الحلفاء والخصوم في الشرق الأوسط.. إيران وحزب الله وداعش أبرز التهديدات المنتظرة.. وخبراء: لابد من رد حاسم وبسرعة حفاظا على مصداقية واشنطن في المنطقة

الرئيس الأمريكي جو
الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كمالا هاريس

مراقبون:
تهديدات متوقعة لإدارة بايدن في الشرق الأوسط وسرعة الرد تحدد مستقبل العلاقات مع الحلفاء والأعداء لواشنطن
فشل الإدارة الجديدة في عرض الحلول للأزمات يؤدي إلى زيادة جرأة خصوم الولايات المتحدة مع أصداء تتجاوز الشرق الأوسط
إيران قد تشجع وكلائها في المنطقة على تصعيد الهجمات على المصالح الأمريكية حال فشل العودة للاتفاق النووي
وداعش يتأهب لتوجيه ضربة للمصالح الأمريكية للعودة إلى الأضواء مرة أخرى وتجنيد المزيد من الأتباع


أكد العديد من المراقبين أن الإدارة الأمريكية الجديدة، إدارة الرئيس بايدن، قد تتعرض للتحديات في منطقة الشرق الأوسط ومن بداية يومها الأول، لذا ستحتاج إلى الانطلاق بسرعة، فغالبا الانطباعات الأولى مهمة وتدوم.


وقال هؤلاء، في تصريحات خاصة لـــ "صدى البلد"، إن استجابة الرئيس الجديد للاختبارات المبكرة ستحدد نغمة المضي قدمًا في علاقات الولايات المتحدة مع الحلفاء والخصوم على حد سواء، بحيث أن الدفاع الصارم عن المصالح الأمريكية من شأنه أن يعزز مصداقية الولايات المتحدة، ويكسب الإدارة مكانة جيدة مع الشركاء، وربما يكسب الوقت عن طريق إرجاء التحديات الإضافية.


وذكر المراقبون أنه ومع ذلك، فمن المرجح أن يؤدي الفشل في عرض الحلول للأزمات إلى زيادة جرأة خصوم الولايات المتحدة، مع أصداء تتجاوز الشرق الأوسط. وقد تواجه الإدارة الجديدة ضربة عسكرية إيرانية في وقت مبكر من يوم التنصيب، جنبًا إلى جنب مع تهديدات متعددة من حزب الله والجهات الفاعلة الأخرى على الطريق، وكلها تتطلب إظهارًا واضحًا لتصميم الولايات المتحدة. حيث ستواصل طهران المناورات لتأمين اتفاق نووي جديد مواتٍ مع إدارة بايدن، باستخدام مزيج من الخداع والتصعيد على الأرجح.


تحديات محتملة من "إيران
قد يكون التحدي الأكثر صعوبة هو الهجوم الإيراني في الساعات الأخيرة من إدارة ترامب في 20 يناير، للانتقام لمقتل الجنرال قاسم سليماني قبل عام واحد. ولن يكون لدى إدارة ترامب متسع من الوقت لإطلاق رد كبير قبل مغادرة المنصب، في حين أن إدارة بايدن قد لا تميل إلى القيام بذلك فور دخولها المنصب. وقد يفترض القادة الإيرانيون أيضًا أن الهجوم من شأنه أن يخلق نفوذًا على الإدارة الجديدة.


حتى لو تجنبت الإدارة الجديدة مثل هذا الهجوم، فمن المرجح أن تستخدم طهران وسائل مختلفة للضغط على إدارة بايدن للانضمام إلى خطة العمل الشاملة المشتركة دون تقديم تنازلات خاصة بها، وفي وقت سابق من هذا الشهر، على سبيل المثال، انتهكت الحدود القصوى لخطة العمل الشاملة المشتركة من خلال استئناف تخصيبها لليورانيوم بنسبة 20 في المائة، ثم استولت على ناقلة ترفع علم كوريا الجنوبية، والتي يبدو أنها تأمل في مبادلة 7 مليارات دولار من الأموال الإيرانية التي تحتفظ بها سيول.


وبالإضافة إلى ذلك، قد يحاول النظام عددًا من الإجراءات الأخرى ومنها: منع دخول المفتشين النوويين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتشجيع الوكلاء على تصعيد الهجمات على المصالح الأمريكية في العراق باستخدام الصواريخ والعبوات الناسفة، أو حث الحوثيين في اليمن على تكثيف الهجمات على السعودية أو شن ضربات على إسرائيل وتكثيف الجهود لتحويل ناقلات النفط الأجنبية في الخليج العربي أو استئناف مضايقاتها لسفن البحرية الأمريكية أو اختبار صاروخ باليستي إلى مدى يتجاوز الحد الأقصى المزعوم حاليًا البالغ 2000 كيلومتر، مما يشير إلى رفض أي قيود على برنامج الصواريخ الخاص بــ طهران، أو محاولة هجوم إلكتروني مدمر ضد القطاع المالي الأمريكي أو البنية التحتية الحيوية.


كما تشمل التهديدات الإيرانية أيضا مهاجمة أراض أو مصالح إسرائيلية انتقاما لدور الدولة اليهودية المفترض في حادثين العام الماضي، هما تخريب مصنع تجميع أجهزة الطرد المركزي في نطنز ومقتل العالم النووي محسن فخري زاده، ويمكن أن تؤدي الهجمات الإيرانية من هذا النوع إلى تصعيد يتطلب دبلوماسية الأزمة الأمريكية.


حزب الله
وفي السنوات الأخيرة، كان أهم مشروع إستراتيجي لحزب الله هو الجهود التي تدعمها إيران لإنتاج صواريخ مطورة في لبنان، وهو برنامج بدأ جزئيًا لأن الأسلحة المرسلة من إيران غالبًا ما يتم اعتراضها في طريقها.


ويعتزم حزب الله إعادة تجهيز مئات الصواريخ الثقيلة بحزم التوجيه وتصنيع صواريخ عالية الدقة في ورش تحت الأرض في مناطق مكتظة بالسكان في بيروت.


وإذا حصل الحزب على أعداد كبيرة من هذه الصواريخ الدقيقة، يمكن إشباع دفاعات إسرائيل بها، واستهداف بنيتها التحتية الحيوية، وإلحاق أضرار جسيمة طويلة الأمد باقتصادها ومعنوياتها.


لهذا السبب، فإن مشروع الدقة مهم أيضًا لإيران، التي تعتبر قوة حزب الله الصاروخية جزءًا من ردعها الاستراتيجي.


اقرأ المزيد:


داعش
وأظهر تنظيم داعش اهتمامًا غير عادي، وربما مثيرًا للقلق في انتخابات الولايات المتحدة لعام 2020 وربما يستعد لهجمات جديدة مع تولي الإدارة الجديدة مهامها.


وهناك شيء في انتصار بايدن يرى تنظيم الدولة أنه جدير بالملاحظة. على وجه الخصوص، ربما يكون ترشيح بايدن قد دفع داعش للتحدث عن الانتخابات بسبب موقف بايدن الأكثر دفئًا - بالنسبة إلى ترامب - تجاه المسلمين، ولا سيما في تعهده بإزالة حظر السفر الأمريكي المفروض على عدد من الدول الإسلامية وحديثه عن تقديم المزيد من المحتويات الإسلامية في المدارس الأمريكية.


إذا حقق بايدن هذه الإجراءات، فقد تراها داعش على أنها تعرقل رسائلها وجهود تجنيد أتباعها داخل الولايات المتحدة.


علاوة على ذلك، يحمل بايدن إرثًا سابقًا يتمثل في محاربة داعش بفعالية خلال رئاسة أوباما، على الرغم من أن ترامب ادعى مرارًا وتكرارًا أن إدارته قد قضت على داعش، إلا أن انتصارات إدارته ضد داعش بُنيت على النجاحات السابقة في ظل إدارة أوباما.


قبل تولي ترامب منصبه، كانت إدارة أوباما قد أضعفت بالفعل داعش بشكل كبير من خلال القضاء على 60 ألف مقاتل من داعش و90 في المائة من القدرات النفطية لداعش، خاصة أن النفط كان مصدر الدخل الرئيسي لداعش، علاوة على ذلك، فاقت الخسائر الإقليمية لداعش خلال سنوات أوباما الخسائر التي تكبدها في ظل إدارة ترامب.


على هذا النحو، في حين لا يمكن تجاهل جهود إدارة ترامب في محاربة داعش، إلا أنها وقفت على النجاحات الباقية من إدارة أوباما، لذلك يرى داعش عدوًا بارزًا في كلا الرئيسين، لكنه يُظهر المزيد من العداء تجاه الديمقراطيين، خاصة مع احتمال أن يُبقي بايدن القوات الأمريكية في العراق. كما صرح بايدن سابقًا قائلا: "أنا أؤيد سحب القوات. ولكن ها هي المشكلة، لا يزال يتعين علينا القلق بشأن الإرهاب و"داعش".


وركز المراقبون على أنه ونظرًا لأن هجوم داعش على الولايات المتحدة قد يؤثر على سياسات إدارة بايدن تجاه الشرق الأوسط، مما يزيد من الوجود الأمريكي في معاقل داعش مثل العراق في الوقت الذي يكون فيه التواجد في البلاد محل نقاش ساخن داخل العراق نفسه، فقد يشجع أنصاره على الانضمام إلى داعش في العراق في مقاومة الوجود الأمريكي المتجدد.


على هذا النحو، يجب أن تكون الإدارة الجديدة حذرة بشكل خاص في أيامها الأولى لتجنب هجوم يجر البلاد إلى وضع يفيد مصالح داعش.


اقرأ أيضا: