EN 
لا يثق الكثيرون في الاستثمار سوى في الذهب، وذلك لقيمته القوية خاصة في الظروف الصعبة، والتي تجلت كمثال خلال فترة جائحة فيروس كورونا، حيث حقق المعدن الأصفر حجم أرباح كبيرة، ولذلك ينتظر أصحاب رؤوس الأموال الأوقات التي تتراجع فيها الأسعار، أو الأوقات التي تسبق التوقعات بالارتفاع ويقومون بشراء الذهب.
والسؤال الحالي.. هل سيرتفع سعر الذهب خلال الفترة المقبلة، كي يقوم كل من يسعى للربح بـ شراء الذهب الآن، وللإجابة على ذلك استطلع صدى البلد رأي الخبراء، والذين توقعوا ربحا ماديا لمن سيستثمر في الذهب حاليا ولكن بشروط.
أولا، جائحة كورونا أثرت على سعر الذهب بطريقة كبيرة، فمثلا سعر جرام الذهب عيار 21 كان يسجل في يناير 2020 قبل بداية انتشار الفيروس حوالي 632 جنيها للجرام دون مصنعية، في حين أنه أغلق السنة ذاتها عند سعر 840 جنيها للجرام، ويعني ذلك أن الجرام زاد 208 جنيهات، بمعدل حوالي 27% من قيمته قبل الجائحة.
ووفقا لتوقعات كبرى المؤسسات الدولية، فإن الذهب الفترة المقبلة احتمالية صعوده كبيرة، وذلك بسبب أن الرئيس الأمريكي الجديد إقرار حزمة انقاذ أمريكية بقيمة 1.9 تريليون دولار، ففي حالة وفائه بوعوده فسيكون تأثير ذلك تراجع في قيمة الدولار، وعلى العكس، إرتفاع في قيمة الذهب.
وقال رجب حامد الرئيس التنفيذي لمجموعة سبائك الكويت، إن تراجع الذهب بالأسواق العالمية خلال الفترة السابقة يرجع إلى عدة أسباب منها ارتفاع العوائد الأسمية على خلفية إعانات البطالة القوية وكذلك تبني المركزي الأوروبي اتجاهًا أقل للتيسير فضلا عن تماسك عوائد سندات الخزانة الأمريكية فوق 1% مما ساهم في ارتفاع الدولار وزاد من معاناة المعدن الأصفر.
وأضاف حامد، أن بورصة الذهب شهدت أفضل أداء للمعدن النفيس منذ أسبوعين حيث لامس الذهب 1875 دولار مخالفًا التوقعات بالصعود إلى 1900 دولار حيث هبطت الاونصة الى 1836 دولارا، وأن هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الذهب للصعود ومنها حزم التحفيز وعدم السيطرة الكاملة على وباء كورونا مما يساهم في البحث عن الملاذات الآمنة مرة أخري، مشيرا إلى أن الدولار يعد المحرك للاونصة فكلما صعد نجد الذهب قرب الـ 1800 دولار، مشيرا إلي أن الذهب استطاع أن يحقق أفضل أداء أسبوعي منذ ديسمبر الماضي.
وتوقع حامد، مزيدًا من الصعود للذهب خلال المرحلة القادمة في ظل عدم وضوح رؤية الرئيس الأمريكي الجديد جون بايدن وتذبذب الدولار وعدم الإقرار بقيم حزم التحفيز مما يساعد الذهب على الصعود واكتساب المزيد من السيولة في الأسواق، وأن يسجل الذهب 1900 دولار مع نهاية الربعين الأول أو الثاني من عام 2021 نتيجة بعض الأسباب التي يستمد الذهب قوته منها مثل عوائد التحفيز وعدم السيطرة على كوفيد-19 ما يدفع المواطنين والمستثمرين للبحث عن الملاذ الآمن فضلا عن تذبذب البيانات الاقتصادية وعدم استدامتها فما زالت البطالة والتضخم مرتفعين، مشيرًا إلى أن العودة لأسعار الذهب السابقة هو أمر مستحيل حدوثه.
قال إيهاب واصف؛ نائب رئيس شعبة المصوغات والمجوهرات بغرفة القاهرة التجارية بالقاهرة؛ إن هناك حالة من الترقب الحذر تشهدها الأسواق الدولية بعد تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن؛ مؤكدا أن المعدن الأصفر علي المستوي العالمي والمحلي يشهد استقرارا واضحا علي مدار الأسبوعين الماضي والجاري.
أضاف " واصف" في تصريحات لموقع "صدي البلد" أن البورصات العالمية من بينها الذهب تشهد استقرارا، مؤكدا أنه حتي الآن لا يمكن تحديد الاتجاهات الاقتصادية الدولية بسبب عدم وضوح الرؤية.
أشار إلي أن الجميع يترقب ماذا ستتجه الولايات المتحدة الأمريكية لفرض سياسات ضريبية جديدة أو السير علي نفس نهج الرئيس السابق دونالد ترامب أم أن ادارة البيت الأبيض الجديدة ستغير سلوكياتها الاقتصادية مع دوائر الصراع الاقتصادي من بينها الصين، بالإضافة إلي إجراءات دعم الدولار لمواجهة حالة الركود التي خلفتها تداعيات وباء كورونا العالم
أوضح " واصف" أنه من المتوقع اتخاذ إجراءات لتحفيز الاقتصاد الأمريكي أبرزها حزمة التحفيز المالي المقدرة بـ 1.2 تريليون دولار والتي كانت معلقة علي إجراء الانتخابات الأمريكية وتنصيب رئيس جديد للبلاد، مؤكدا أنه حتي الآن لا يمكن التوقع الاستمرار فيها أم لا.
من جانبه توقع عبد العظيم الأموي مدير الأبحاث بمجموعة سبائك دبي، أن يكون التضخم أكثر ارتباطا باتجاهات أسعار الذهب خلال العام الجاري نتيجة لخطط التحفيز الضخمة في أمريكا وحول العالم ربما تقرأ وتبدأ أسعار الذهب في تسعير ارتفاع معدلات التضخم خلال العام 2021.
وأكد الأموي، أن بيان الفيدرالي الأمريكي خلال الأسبوع سيكون له تأثير كبير على أسعار الذهب كواحد من المؤشرات المهمة التي يتم الاستناد إليها.
